فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرًا عن وضع مدينة الخليل في الضفة المحتلة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتطرق التقرير إلى الأسباب التي فاقمت من تفشي الوباء في المحافظة الواقعة جنوب الضفة المحتلة، حيث لفت إلى عدم تجاوب الناس مع القيود المفروضة من السلطة الفلسطينية.
كما أشار التقرير إلى الوضع السياسي لمدينة الخليل وما تعانيه من التقسيم المعروف بـ (H1,H2) حيث تخضع منطقة H2 لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ونقل تقرير الموقع البريطاني عن رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة أن هذا التقسيم يشكل تحديًا بالنسبة للعاملين في القطاع الطبي الذين يحاربون الوباء، حيث أن سيارات الإسعاف كثيرًا ما يتم اعتراضها ومنعها من دخول منطقة H2، التي يعيش فيها ما يقرب من 40 ألف فلسطيني.
ويضيف أبو سنينة "بشكل عام، إن الاحتلال الإسرائيلي عقبة تعيق التنمية والتطوير داخل المدينة، حيث إنه يتحكم بالحدود والمياه وكل شيء. لم تتم إضافة سرير واحد للمستشفى الحكومي في الخليل منذ الاحتلال في عام 1967، وإلى أن بدأت السلطة الفلسطينية بتدبير شؤون المدينة في التسعينيات".
وتطرق التقرير للوضع الصحي في الخليل، بالإضافة إلى تأثير الاحتلال على الأوضاع هناك، حيث جاء في التقرير: يوجد حاليا عدة مستشفيات في منطقة الخليل، حيث تعالج حالات الإصابة بفيروس كرونا، بما في ذلك مستشفى الهلال الأحمر في حلحول ومستشفى دورا، الذي افتتح قبل الموعد الذي كان محددا له في يونيو / حزيران. وهناك كذلك قسم يتم إعداده لكي يفتح في المستشفى الحكومي في الخليل.
تخدم هذه المستشفيات مجتمعة ما يقرب من 215 ألف فلسطيني يعيشون في المدينة والقرى المحيطة بها، وهي مساحة ينتشر فيها ما يقرب من 120 نقطة تفتيش عسكرية للاحتلال. وطبقا لما يقوله أبو سنينية، يعيش ما يقرب من 120 ألف خليلي فلسطيني في المناطق التي لا يوجد بها لا عيادة ولا قسم شرطة، بينما يعيق انتشار نقاط التفتيش الوصول إلى المستشفيات الموجودة في الخليل.
يضاف إلى ذلك أن سياسات السلطة الفلسطينية وتجاوب الجمهور مع الوباء، فاقم من الوضع الذي هو أصلا بالغ الصعوبة، حسب تقرير الموقع.
كما لفت التقرير إلى أن الخليل لم تلتزم إطلاقًا بالقيود المفروضة، وأنها الآن تشعر بتداعيات ذلك.
ويقول أبو سنينة: "للأسف، بعض الناس مازال يتعامل مع وباء فيروس كورونا كما لو أنه غير موجود، وكما لو أنه كان جزءا من مؤامرة كونية، وهذا ما أدى إلى تفشي الفيروس".
ويضيف "نحن، الشعب الفلسطيني، لدينا شيء في طبيعتنا، وهي روح التحدي. بالطبع، تحدي الاحتلال شيء إيجابي، ولكن تحدي الفيروس بهذه الطريقة شيء سلبي".
ونوّه تقرير ميدل إيست آي للحيرة التي أصابت فلسطينيين جراء عدم ظهور أعراض على أشخاص نتائج اختباراتهم بفحص كورونا إيجابية.
حيث نقل التقرير عن أحد الفلسطينيين قوله "ما هذا الفيروس الذي لا يسبب لك سعالًا ولا صداعًا ولا ألمًا في البطن ولا حرارة ولا إسهالًا؟ خمسة من أقاربي قيل لهم إن نتائج اختباراتهم بفيروس كورونا كانت إيجابية، وعندما ذهبت لزيارتهم في بيتهم بعد مغادرتهم للمستشفى، بدوا في صحة جيدة وفي حال طيبة. إذن، ما هو الكورونا؟".