فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: طالبت النّقابات العمّالیة الفلسطینیّة بمقاطعة اتحاد النّقابات الإسرائیليّ "هستدروت" باعتبارها شریكة في الاعتداء على حقوق العاملين الفلسطينيين، والضغط من أجل إنهاء نظام اقتطاعات الأجور بدون حقوق، والذي یشكّل انتهاكاً لحقوق العمّل الأساسیة والمعاییر الدولیة.
وأكدت على أن "هستدروت" یتلقّى مستحقاتٍ من هؤلاء العمّال الفلسطینیّین، والتي یتمّ اقتطاعها مباشرةً من أجورهم - وهو مبلغ یقدّر ب 3 ملایین شاقل شهرياً- وهذه الرسوم مخصٌّصة لحمایة الحقوق الاجتماعیّة وتوفیر الحمایة النّقابیّة .
وأوضحت أن "هستدروت" یقتسم هذه المستحقّات مع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطین، بیْد أنّه یتمّ حجبها في بعض الأحیان أيضاً. وأشارت إلى أن "هستدروت" استثمرت جهودها في الإبقاء على القبضة الإسرائیلیّة على خناق الشعب الفلسطینيّ، من خلال ما تمارسه ضد حقوق العمال الفلسطينيين.
وأضافت النقابات العمالية الفلسطينية في بيان صحفي لها بمناسبة الأول من أيار، "السیاسات الإسرائیلیّة الاستغلالیة ضد العمال الفلسطینیّین هي سیاسات طویلة الأمد، فإننا نقاسي أیضاً إجراءاتٍ تقشفیة شدیدة بسبب التقلیصات في المساعدات المتأتیة من الجهات المانحة، وبسبب سیاسات التكیّف الهیكلي التي تفرضها المؤسسات المالیة الدولیة". وأشار إلى أن التزام السلطة الفلسطینیّة ببرنامجٍ اقتصادي نیولیبرالي صارمٍ أضعف القدرة الجماعیة على المفاوضة الجماعیة.
من جهة أخرى، وحول انعكاس كورونا على العاملين بشكل خاص في المجالات الحيوية، أكد البيان على أن الخطوات المتّخذة من جانب السلطة الفلسطینیّة لاحتواء الفیروس، حتى الآن، منحازةً إلى رأس المال الفلسطینيّ، بدلاً من حمایة العمال ودعمهم.
وأشار إلى انعدام سياسات التّنمیة الاقتصادیة الممنهجة التي تركت الفلسطینیّین یعیشون في ظل بنیةٍ تحتیةٍ وشبكة صحیةٍ فوضویة، واقتصادٍ راكد، ومستویاتٍ غیر مسبوقةٍ من البطالة ( والتي تقدّر ب 34 % في الضفة الغربیة وغزة ما قبل الكورونا، وتصل الیوم إلى نسبةٍ تزید عن 60 % ).
وأضاف، "هذا الهجوم على لقمة عیشنا منهجيٌّ ومتواصل.. إذ یتحمل الفلاحون والعمّال الفلسطینیّون وطأة السیاسات الإسرائیلیّة المتمثّلة في مصادرة الأراضي، وفرض القیود على التنقّلات، ونظام تصاریح المرور التمییزيّ"
وأوضح أن الاقتصاد الإسرائیليّ يعتمد بل ویزدهر، بالارتكاز على استغلال العمال الفلسطینیّین، وخصوصاً عمّال قطاعي البناء والزراعة. ومع هذا، فإنّه لا یرید تحمّل أیة مسؤولیةٍ عن صحّتهم وسلامتهم. "أغلبیة حالات الإصابة بعدوى كورونا في الضفة الغربیة ( 74 %) هي في صفوف العمّال العاملین في داخل " الخطّ الأخضر"، وفي المستعمرات غیر الشرعیة، ومخالطیهم".