شبكة قدس الإخبارية

كيف يُدخل الأسرى البهجة في نفوسهم خلال رمضان؟

unnamed

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: رغم الألم الذي يعيشه الأسرى بسبب ضيق المساحة وظلم السجان، ومشاعر الحزن القاسية التي يحياها الأسير وعائلته على حد سواء في شهر رمضان، إلا أنهم يحاولون التخفيف من معاناتهم، من خلال خلق أجواء كالتي عاشها الأسير في الخارج.

يحل شهر رمضان المبارك على الأسرى كل عام، لينكأ جراحهم من جديد، ويترك في كل زاوية بصمة ألم، حيث موائد السحور والإفطار والجمعات العائلية وصلة الأرحام في الشهر الفضيل تفتقد ابتساماتهم وظلّهم.

في الشهر الفضيل يزدحم برنامج الأسرى بالفعاليات الثقافية، والمسابقات، وحلقات العلم والتدريس وغيرها، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ويحاولون انتزاع مساحة من الحرية من جوف السجن المليء بالكراهية والأحقاد بأمسيات ترفيهية متنوعة ومختلفة.

كما يجتهد الأسرى لصناعة الحلوى مثل الكنافة والقطايف وذلك عبر تحضيرها من بقايا الطعام والخبز وقليل من المواد المضافة والمتوفرة لديهم من أجل إدخال البهجة والسرور على أنفسهم، في ظل رفض إدارة السجون إدخال الكثير من المواد الغذائية الأساسية التي يلبونها.

ومع اقتراب موعد الإفطار يتجمع الأسرى في حلقات الذكر والدعاء وقراءة القرآن بينما ينشط المسؤولون عن الطبخ لإنهاء الطعام وخاصة الشوربة لتكون بداية الصائم، في حين يقوم بعضهم بتوزيع التمور.

وعلى صوت أذان المغرب من قبل أحد أسرى القسم، يسارع الأسرى في كل غرفة لأكل التمر وشرب الشوربة المُعدة لهم والإفطار، ويؤدون صلاة المغرب ومنها لصلاة التراويح.

أوضحت الهيئة أن إدارة سجون الاحتلال تمارس كل أنواع التضييق بحق الأسرى في هذا الشهر الفضيل للتنغيص عليهم ومضاعفة معاناتهم، منها منع تجمعهم من خلال إغلاق الغرف.

كما تتعمد الإدارة إجراء التفتشيات اليومية والمفاجئة، وتفريق الأسرى أثناء قيامهم بنشاط معين، وإزالة العديد من أصناف المواد الغذائية من مقصف السجون "الكنتينا"، وتقديم أصناف طعام سيئة الكم والنوع للأسرى الذين يحتجزهم الاحتلال في مراكز التحقيق والتوقيف مثل “عصيون” وحوارة وغيرها، بل تتعمد في كثير من الاحيان تأخير وجبات الإفطار للموقوفين في هذه المراكز الى منتصف الليل.

سلطات الاحتلال تحتجز خمسة آلاف أسير، من بينهم 42 أسيرة و700 أسير مريض، و180 طفلا قاصراً، وعشرات كبار السن ومئات الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة منهم من مر على اعتقاله أكثر من ربع قرن، وما زالت زنازين القهر الإسرائيلية تغيبهم عن روحانية هذا الشهر وفضله وطقوس التواصل والتواد العائلي.