قطاع غزة-خاص قدس الإخبارية: صباح كل يوم، يمر فريق مكون من عدة أشخاص إلى غزة، عبر حاجز "بيت حانون/ إيرز" شمالي القطاع، بينهم عمال وأطباء، هكذا تبدو الصورة، كما تُسجلها إدارة الحاجز.
فمنذ 24 سبتمبر الماضي، يتردد الفريق الأمريكي على قطاع غزة، تحديدًا بعد إدخال شاحنات محملة بمعدات وأجهزة طبية وتجهيزات عبر "معبر كرم أبو سالم"؛ لإقامة مستشفى ميداني أمريكي على مقربة من حاجز بيت حانون شمال القطاع.
وبدأت جمعية "فريندشيبس" المسيحية الإنجيلية الأمريكية صاحبة المستشفى، بتشييد المستشفى في 27 نوفمبر الماضي، على أرض شمال قطاع غزة، بعد نقل معداته من سوريا.
ويوضح الموقع الإلكتروني للجمعية، أن المستشفى سيضمّ 50 سريرًا وسيكون مزودًا بخدمات طبية عن بعد، للاستشارة العالمية لدى متخصصين، وسيوفر العلاج للسرطان واضطرابات ما بعد الصدمة وغيره من الخدمات، وأنه سيقدم خدماته للفلسطينيين من يوم الاثنين وحتى الخميس من كل أسبوع، وأن المتطوعين سيقيمون فيه 4 أيام من كل أسبوع، بعدها سيقضون عطلتهم بالداخل المحتل.
جنود وضباط، تابعون للسلطة في الجانب الفلسطيني للحاجز، يبدؤون يومهم بما وصفوه بـ"الوجوه الشاحبة"، ويودون منعهم من دخول القطاع؛ كون مهمتهم مخالفة لقرارات "قيادتهم".
وقال المتحدث باسم إدارة "بيت حانون" بسام عبد الله، إنهم لا يستطيعون اتخاذ إجراءات فيما يتعلق بالوفد الأمريكي "وليس بيدهم حيلة"، فالأجهزة الأمنية خارج الحاجز، هي التي تسيطر على القطاع في حقيقة الأمر.
وأضاف في حديثه لـ "قدس الإخبارية: "لا نملك أي صلاحيات للتحقيق أو التحري أو استجوابهم حول من يقف خلفهم"، ناقلًا تساؤل إدارة الحاجز: "الفريق الأمريكي يخرج من بوابة المعبر ويلتف بشارع إلى جانب أسواره مباشرة، فهل يُسجل هؤلاء الأشخاص لدى أمن غزة؟ وهل يجري استجوابهم؟.
وبحسب إدارة بيت حانون، فإن الأمر يخضع للأجهزة الأمنية بغزة بالكامل، ومن المتوقع أن حماس استيقظت لكافة التفاصيل، خاصة بعد تسلل القوة الخاصة لخانيونس العام الماضي، التي كشف أمرها الشهيد نور بركة، وكان أحد أفرادها قد دخل على أنه مسؤول بمؤسسة إنسانية.
ويظهر في إحدى الصور الجديدة، عناصر الأمن في غزة وهم يقفون إلى جانب كادر الفريق، وذلك عقب وصول دفعة جديدة من معدات المستشفى الميداني الأمريكي، إلى قطاع غزة، ما يرجح وجود "تنسيق أمني" على دخوله.
وكانت الصور التي نشرت للطواقم العاملة في تدشين المستشفى الميداني الأمريكي في قطاع غزة، أثارت جدلاً وموجة تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي، خشية أن تكون قاعدة عسكرية أمريكية قرب القطاع، تخترق عبر الصورة الانسانية التي يروج بها له "حصون المقاومة الفلسطينية".
لِمَ أُقيم؟
إزاء تلك الأصوات، ذهبت حركة حماس، إلى قطع الشكوك التي أُثيرت بشأن المستشفى وعمله، مؤكدةً أنه جاء ضمن التفاهمات التي رعتها مصر وقطر وجهات أممية "وضمن إجراءات إيجاد حلول لمرضى قطاع غزة وأزمة القطاع الصحي المتفاقمة".
وعددت الحركة في تصريح صحافي، على لسان المتحدث باسمها، فوزي برهوم، أسباب قبولها لفكرة إقامة مستشفى أمريكي ميداني، أنه بسبب "معاناة أهلنا في قطاع غزة وبما فيهم المرضى والمصابين التي تفاقمت وبشكل كبير، وما حصل من فقدان الأمن الصحي، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة أولًا، وإجراءات الرئيس محمود عباس (العقابية) المفروضة على القطاع ثانيًا، وتخلي حكومته عن واجباتها تجاههم، كما جاء في التصريح.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية أيضًا، خلال لقاء تلفزيوني، أن المستشفى سيكون "تحت سمعنا وبصرنا، وإذا قدّم خدمات طبية بلا أثمان سنقدم له الشكر ألف مرة، وإذا وجدنا أي إخلال بمصالحنا سنطلب منه المغادرة فورًا"، مشيرًا إلى أن "السلطة اليوم عاجزة عن تحويل مرضى غزة للعلاج، خاصة مرضى السرطان".
وذكر الحية، أن "أكثر من يسودون صفحة تأسيس المشفى الأمريكي في غزة هم الذين لا يريدون تخفيف الحصار عن القطاع". بحسب تعبيره، مؤكدًا أن المستشفى سيخضع لرقابة أمن غزة، وستشرف عليه طواقم الصحة الفلسطينية.
وحاولت "قدس الإخبارية"، معاودة الاتصال بالمتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، والقيادي فيها صلاح البردويل، لمرات عديدة، لكنها لم تتلق ردًا.
رام الله تتحدث
من جانبه، رد المتحدث باسم وزارة الصحة في رام الله أسامة النجار، على اتهام حماس لهم بتخليهم عن واجباتهم تجاه أهالي قطاع غزة.
وعدَّ النجار خلال تصريحه لـ"قدس الإخبارية"، ذلك "ادعاء كاذب"، قائلاً: "إن وزارة الصحة برام الله لم تقصر البتة مع غزة، والفصائل هناك كلها تتابع هذا الأمر وتعرف أننا نقدم لقطاع الصحة في غزة كل ما يلزمه، والمنظمات الدولية التي طالبنا أن تكون مشرفة على كل ما نرسل لقطاع غزة تعلم ذلك".
وتابع بقوله: "نحن ننشر كل ما نرسله لقطاع غزة عبر وسائل الإعلام ولا شيء مخفي، وكان على حماس أن تُظهر للشعب الفلسطيني أين تذهب بما نرسله من الضفة لقطاع غزة، ولا يصل للمرضى، ولماذا تباع الأدوية في القطاع الخاص؟ وأين تذهب الأدوية التي نرسلها للمرضى لاستخدامها في مستشفياتنا؟ هذا يجب أن تجيب عليه حركة حماس"، وفقًا لتصريحه.
وحول ما إذا تأثرت الخدمات المقدمة من قبل الصحة برام الله لقطاع غزة خلال الفترة الماضية، قال النجار: "لم تضعف أو تقل. كان هناك أزمة بين استلام الحكومتين (أزمة المديونية)، واشتدت حدتها في الضفة وغزة على حد سواء، خلال أزمة عدم استلام أموال المقاصة فقط.
وتابع النجار: "عاودت الأمور طبيعتها بعد انفراج الأزمة، وأرسلنا المعدات والأدوية، والآن هناك عطاء للأدوية بقيمة 70 مليون دولار قريبًا جدًا سيتم الانتهاء منه، سترسل 40% من هذه الأدوية لغزة".
وأكد المتحدث باسم الصحة برام الله، أنه وبرغم الاستمرار في تنفيذ المستشفى الميداني الأمريكي بقطاع غزة، فإن ذلك لن يؤثر على تقديم خدماتهم، معتبرًا أن الحل يكمن برفع اليد عن المعابر، وبسماح الاحتلال لدخول المرضى وأقاربهم لمستشفياتنا، وبعدها لن نكون بحاجة لهذا المستشفى".
وشدد على أن الصحة برام الله "ستُخضع هذا المستشفى للمتابعة الدائمة"، قائلًا: "لن نسمح أن يكون أداة لسرقة أعضاء المرضى، أو لإجراء تجارب طبية عليهم، مثلما سمعنا عن هذا المستشفى عندما كان موجودًا في سوريا"، بحسب قوله.
الصحة بغزة تردّ
بدوره، عبر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، عن ترحيبهم بكل جهد على المستوى المحلي والاقليمي والدولي من شأنه أن يعزز الخدمات الصحية ويخفف من معاناة المرضى في قطاع غزة.
وأكد القدرة في تصريح لـ"قدس الإخبارية"، وجود تذبذب في الواردات الدوائية من مخازن الصحة برام الله لصالح الوزارة بغزة، موضحًا أن غزة تعاني منذ العام 2007 من نقص الأرصدة الدوائية، ووصلت إلى نفاذ ما يزيد عن 52% من الأدوية و28% من المستهلكات الطبية ضمن القائمة الأساسية.
وأشار إلى أن لغزة حصة تقدر بـ 40% من واردات السلطة وفق القانون الأساسي ووفق النظام الداخلي للسلطة، مضيفًا أنه منذ العام 2007 لا يصل قطاع غزة إلا جزء من تلك الحصة.
وعن دورهم الرقابي على الأدوية، قال إن كافة الأدوية التي تصل من رام الله أو الجهات المختلفة لها برنامج مخزني وتوزيعي على المرافق الصحية، وكافة شركائنا في العمل الصحي الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر أو منظمة الصحة العالمية أو الأوتشا أو غيرها من المنظمات الدولية الشريكة للقطاع الصحي على تماس وإطلاع مستمر على عمل وزارة الصحة بغزة.
وفي سياق منفصل، أكد منع الاحتلال الإسرائيلي لـ 45% من المرضى من مغادرة قطاع غزة، عادًا ذلك انتهاكًا لحقوق المرضى، مما يفاقم وضعهم الصحي ويؤدي إلى وفاة عدد منهم، ومجددًا الترحيب بأي جهد يخفف من معاناة المرضى.
تجربة المستشفى بسوريا
في 27 يوليو/ تموز من العام 2017، فُكّك مستشفى ميداني يقع على مقربة من الحدود السورية في الجولان المحتل، كان يقدم العلاج الطبي لمصابي الحرب السورية منذ آب/ أغسطس 2017، وذلك بعد استعادة النظام السوري السيطرة على مدينة القنيطرة في 27 يوليو/ تموز بعد خروج المقاتلين المعارضين منها، ورفع الأعلام السورية على الحدود مع الأراضي المحتلة.
وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" العبرية، نشر حينها صورًا ومقطع فيديو، يُظهر عمليات إخلاء الموقع، معلنًا توقف عمل المستشفى بعد عام واحد من إقامته، مشيرًا إلى أن 6800 سوري تلقوا العلاج هناك طوال تلك الفترة.
ولم يذكر وقتها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسباب التي دفعته لتفكيك المستشفى الميداني الذي عمل بالتعاون مع منظمة إغاثية أمريكية، في ذلك التوقيت، لكن الصحيفة نقلت عن مصادر عسكرية أن الجيش بدأ يتعامل في هذا الصدد على أن النظام السوري هو من يتحمل المسؤولية بالكامل عن المناطق الحدودية.
ولم تأتِ خطوة إنشاء المستشفى بالجولان، لاستيعاب المصابين والمرضى السوريين لأسباب إنسانية فقط، فقد حاولت "إسرائيل" بذلك منع تدفق عشرات الآلاف من السوريين، خلال محاولات النزوح صوب الحدود.
"قدس الإخبارية"، توجهت إلى أصحاب التجربة في سوريا، وتمكن مراسلها من الحصول على توضيح من هيئة التفاوض السورية، التي تمثل عدة جهات منها الجيش الحر الذي خرج إبان سيطرة قوات النظام على منطقتي الريف الغربي والقنيطرة المحاذيتان للجولان وأقرب النقاط لموقع المستشفى الأمريكي الميداني.
وأكد الدكتور ابراهيم الجباوي مدير المكتب الإعلامي للهيئة، أن المستشفى قدّم بالفعل خدمات طبية "فقط" للمصابين، مشيرًا إلى عدم تدخله بالحرب الدائرة لأنه يتبع لمنظمة إغاثية وليست حكومية.
للسياسة وجه نظر
وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، إلى أن الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية حذّروا خلال اجتماع اللجنة، مساء الجمعة الماضي، من مخاطر إقامة المستشفى الأمريكي العسكري على أراضي قطاع غزة.
وقال أبو يوسف خلال حديثه لـ"قدس الإخبارية"، إن المستشفى يتجاوز كل الشرعيات الفلسطينية، ويتجاوز منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويتجاوز السلطة واختصاص وزارة الصحة المسؤولة.
وأضاف بقوله إن "بيع وشراء الوهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذرائع إنسانية هي لتمرير (صفقة القرن) الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا الأمر الذي حذرنا من مخاطره، ولذلك تحدثنا عن مطالبتنا من حركة حماس لعدم الاستجابة لإقامة المستشفى العسكري الميداني (...)، ولا نعتقد أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية هو من أجل إنسانية الشعب الفلسطيني وإغاثته، ولكن هي أحداث خبيثة لشطب الحقوق الفلسطينية".
ودعا أبو يوسف، حماس إلى الرجوع لما تحدث به نتنياهو قبل أشهر عندما أعلن بشكل واضح وعلانية أن تكريس الانقسام يشكّل مصلحة استراتيجية لحكومة الاحتلال.
وتابع "إن الوصول إلى انفصال بعد كل هذه السنوات أيضًا هو ربح صافي ومصلحة استراتيجية عليا للاحتلال، وبالتالي إن محاولات تكريس هذا الانقسام تظهر من استجابة حماس مع ما يتعلق بإمكانية بقائها مع هذا الانقسام الفلسطيني وعدم الذهاب إلى كيفية إنهائه بالانتخابات كمدخل".
أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، فيرى بقطع أمريكا للمساعدات عن مستشفيات القدس ورغبتها بإقامة مستشفى ميداني بغزة "كأنها تقول إنها تريد تقسيم الوطن وإنهائه".
ولا يعتقد زكي في تصريحاته لـ"قدس الإخبارية"، أن رغبة أمريكا في إقامة المستشفى الميداني لأن لديها رحمة على الفلسطينيين، بل لإغراقهم بمزيد من الخلافات ولإكمال مخطط "صفقة القرن".
حماس ترد
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، "أن الهدف الرئيسي والأساسي من المستشفى الميداني والأمريكي خدمة أهالي قطاع غزة وليس له علاقة بالأمور السياسية وإنما هي خدمة وليس له علاقة بالحكومة الأمريكية ولاشك أنها مؤسسة إنسانية أمريكية وليسوا أمريكان فقط من يعملوا به، بل من الغرب أيضًا، من أجل خدمة أهل غزة في المجال الطبي".
ولفت الهندي خلال تصريح لـ" قدس الإخبارية" إلى أن، ما دفع حماس وإضطرها للمستشفى "الأزمة الصحية الكبيرة الموجودة في قطاع غزة نتيجة تخلي السلطة الفلسطينية عن مسؤوليتاها حول معاجلة أبنائنا وأهلنا في قطاع غزة، فكان المستشفى وسيلة للتخفيف عن معاناة شعبنا الفلسطيني، خصوصًا في الأمراض المستعصية كالسرطان الذي لا علاج له في غزة"، حسب قوله.
وبشأن ما تقوله السلطة والصحة، إنها لم تقصر مع قطاع غزة على العكس تورد أدوية وتساهم في سفر المرضى للخارج لكن إجراءات الاحتلال التي تمنع سفرهم، قال، "إن السلطة تنقط على غزة ولا أدافع عن الاحتلال، السلطة مقدمة على الاحتلال والأخير يبقى كاذب.. على أرض الواقع هناك تسويف ومماطلة وتنقيط على أهالي قطاع غزة، ومن حقهم أن يتعالجوا وأن يتلقوا الأدوية وأن تتوفر فرصة الحياة الكريمة".
وعدّ التطاول على المستشفى الأمريكي أنه يأتِ "من باب المناكفة السياسية لا أكثر"، مردفًا أن عددًا من مسؤولي السلطة كان اعتراضهم بأنه لماذا لا يكون المستشفى عبر السلطة، ما يعني أنهم لا يرفضوا وحينها لن يكون هناك زعزعة حول المستشفى".
وأضاف، أن المشكلة القائمة حاليًا "مناكفة سياسية، واصطياد في المياه العكرة في ظل الظروف والأجواء، وكان الأولى في ظل هذه الظروف التوجه نحو الانتخابات والايجابية الكبيرة من قبل حماس". "وحتى لو افترضنا جدلاً صحة الادعاءات الكاذبة بشأن المستشفى، فلو شعرنا بأي خطورة وانحراف له عن معالجة أبناء شعبنا الفلسطيني، لن يبقى يومًا واحدًا، مع التأكيد أن الأمن في غزة سيشرف على المستشفى، والإدارة الفنية ستكون لدى الصحة في غزة، ومزايدات السلطة الفلسطينية وبعض قيادات فتح حوله لإثارة البلبلة"، كما يقول الهندي.
وحول ما إذا كانت حماس ستدفع ثمنًا سياسيًا نتيجة قبولها بشييد المستشفى الميداني على أرض قطاع غزة، اعتبر أن ذلك "ليس له أصل"، قائلاً إن "حماس التي قدمت وواجهت العدو المجرم بكافة إمكانياتها وقدراتها.. حماس التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى والأسرى وهي الخط الأول في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني، لن تركع لأي ثمن سياسي هنا أو هناك، ولن تتاجر في الشعب الفلسطيني مقابل مستشفى أو علاج أو مقابل جُمل سياسية".