فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: يعتمد الكثير من الفلسطينيين خاصة في القرى والأرياف، على تصنيع "الجفت" من مخلفات عصر الزيتون، لاستخدامه في التدفئة خلال فصل الشتاء.
و"الجفت" أو "الفيتورة"، هو تفل الزيتون، وبقاياه بعد استخراج الزيت منه، ولا يمكن الحصول عليه إلا في الخريف، أو بدايات الشتاء بعد موسم قطف الزيتون وعصره.
وفي التفاصيل، فإنّ مخلفات الزيتون تؤخذ مما يسمى "عجم ولب الزيتون"، وغيره بعد عصر الزيتون، ثم تعجن داخل خلاطات معصرة الزيتون وتضغط بكابس، أو يجرى تكويرها وتجفيفها لفترة قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام بدلًا من الحطب أو رفيقًا له في الاشتعال.
ويُستعمل "الجفت" عادة في المواقد بدل الحطب، نظراً لتكلفته الشرائية المنخفضة وارتفاع الوقود الصناعي من"ديزل وغاز وكهرباء"، وهو خيار أمثل للرافضين لما يقوم به تجار الحطب من قطع أشجار الأراضي الحرجية، بهدف التكسب.
بعض المصادر ترى أنه ضار بالبيئة عند حرقه في المواقد، لكن الجامعة الأردنية أدخلته في تجاربها على تحسين الأعلاف بهدف تسمين الحملان وأظهرت النتائج تجاوباً بزيادة 15% على وزن الحمل دون أن يحدث أي أثر سلبي على صحة الحيوانات.
في فلسطين
لا يعبئ الفلاح الفلسطيني عادة، إلا بما تخرجه الأرض من كميات الثمار على أشجار الزيتون، متفكرًا في قطفه على مدار أيام وعصره للحصول على زيت الزيتون الذي تشتهر به البلاد وتنتظره طازجًا كل عام، إلا أن العملية لا تتوقف عند هذا الحد لدى الجميع.
عملية عصر الزيتون، تمنح صاحب الزيتون، زيتًا شهيًا، فيما يمكن استغلال بقايا المخلفات التي تنتجها عملية العصر، في صناعة الجفت، إذ تقوم المعاصر الإلكترونية بتجميع ما تطرده الماكنات في أشكال مختلفة.
يجري تحويل هذه المخلفات إلى طابات كبيرة غير منتظمة، أو لفها على "تريلات"، إضافة إلى تحويلها إلى "كرات" متوسطة الحجم وتجفيفها، لاستخدامها بشكل عائلي أو للتجارة بها.
وتمكن ثلاثة مهندسين، وهم "تامر وخالد ابو طعيمة وأسامة قديح"، من سكان مدينة خانيونس في جنوب القطاع، إلى إضافة مواد كيميائية إلى الجفت ذي الرائحة الكريهة من أجل التخلص منها وجعله قابلا للاستعمال الآدمي، ومن ثم يتم كبسه عبر ماكينة يدوية، ليتم استخراج أسطوانات منها بطول 10-20 سم لكل اسطوانة.
ووفقًا لمصادر فلسطينية بالضفة، فإن "تريلة" الجفت يمكن بيعها بأسعار منخفصة، قد تصل إلى 40- 50 شاقلًا، وهي في كلّ أحوالها أخف بكثير من أسعار الحطب والوقود.
وفيما يتعلق بآلية اشتعالها، يمكن إشعاله برفقة الحطب في موقدة واحدة، أو إشعالها مع عدد من الأقمشة المهترئة التي تركها أصحابها، أو إشعالها بشكل منفرد.
يُذكر أن الفلسطينيين يعتبرون الأرض مصدر حياتهم الأول، في العيش والزراعة والتجارة من خيراتها واستغلال ما ينتج عنها في الغذاء والعلاج والتدفئة أيضًا، ويعدّ ارتباطهم فيها وثيقًا وقويًا.