قطاغ غزة - قدس الإخبارية : كانتا تتحدّثان بحُرقة وألم إزاء ما ألمّ بهما، بعدما أصابت رصاصتان غادرتان عينيهما، حيث لم تؤذيا أحداً وإنّما كانتا تُناديان ومشاركون آخرون من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.
مي أبو رويضة وجاكلين شحادة فلسطينيّتان تعمّد الاحتلال إطلاق النار عليهما بشكل مُباشر خلال مشاركتهما في مسيرات العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث فقدت إحداهما عينها بشكل كامل والأخرى بلغت نسبة عجزها تسعين بالمائة.
“بدّي عيني، أنا ما أذيتهم لحتّى يئذوني، أنا كنت في مسيرة سلميّة بنطالب فيها بحقوقنا”، تقول أبو رويضة (23 عاماً) لـ”قدس الإخبارية” بعدما تم إجراء عمليةٍ لاستئصال عينها مساء أمس الجمعة في مشفى الشفاء بغزة.
وتستذكر ما حدث معها بالأمس خلال مشاركتها في مسيرات العودة قائلة: “كنت أقف على مقربة من السياج الحدودي أنا ومجموعة من الفلسطينيين، حيث أطلق الجنود القنابل الغازية بشكل مُباشر ومتعمّد باتجاهنا”.
وتُضيف أن أحد الجنود قام بحركات استفزازية أتبعها بإطلاق رصاصة مطاطّية بشكل مباشر ومتعمّد باتجاهها لتُصيب عينها اليُمنى وتُتلفها بشكل كامل، موضحة أنه بعد تنقّلها ما بين مشفى وآخر وإخضاعها للفحوصات الطبية، تبيّن أن هناك كسر في الجمجمة وتلف كبير في العين، ما دفع أطباء “الشفاء” إلى استئصال العين.
أبو رويضة التي تخرّجت من جامعة الأزهر الشهر الماضي حيث درست “سكرتارية طبية”، أشارت إلى أنها أُصيبت خلال مشاركاتها السابقة في مسيرات العودة، فمرّة أُصيبت برصاصتين مطاطيتين في القدمين، وبشظايا القنابل في يدها، إلى جانب إصابة في الجبين - كانت قريبة جداً من العين بحسب مي- حيث قالت عنها “لولا رحمة الله لتضرّرت العين وقتها”.
أما جاكلين شحادة (31 عاماً) من المغازي أيضًا فهي أم لطفل وطفلة، حيث أُصيبت قبل نحو تسعة شهور برصاص الاحتلال ضمن المسيرات، حيث قالت لـ”قدس الإخبارية” إن الجنود المتمركزين على الحدود يستهدفون كلّ من يتواجد في المسيرات.
وتُضيف أنها كانت تقف قرب السياج حينما باغتهم الجنود بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، والقنابل الغازية بشكل مكثّف، ما أدى إلى إصابتها برصاصة مطاطية في يدها لكنّها ارتدّت لتُصيب عينها.
بعدما نُقلت شحادة إلى المشفى، تبيّن بأنها أُصيبت بتمزق في الأوتار نتيجة إصابة يدها، لكنّ الأصعب أن شبكية عينها تضرّرت بشكل كبير جداً، إضافة لنزيف داخل العين، وعجز بنسبة تسعين بالمائة.
رغم أنها تتعالج بشكل دوري في مراكز مختصة في العيون، إلّا أنها لم تُشفَ بعد، ولم تحصل على ما كانت تتمنّاه في أن يعود لها بصرها كما كان، فالضرر لم يكن جسديّاً فقط، وإنما نفسياً أكثر.
وتوضح لـ”قدس” أنها لا تستطيع القيام بأبسط الأمور في بيتها وتلبية احتياجات طفليها، كما أنها لا تستطيع التركيز أو الإطالة في القراءة، وأن نفسيّتها تسوء يوماً بعد يوم، خاصة في ظل عدم وجود إمكانيات العلاج اللازمة في القطاع كما المشافي الأخرى في الأراضي الفلسطينة المحتلة.
وختمت حديثها بالقول: “انقلبت حياتي رأساً على عقب، ولم أتوقّع أن يكون تأثير الإصابة على حياتي بهذا الشكل، عيني كشكل جيّدة، لكني أحتاج للعلاج لأتمكّن من الرؤية من جديد”.
أنهتا حديثيهما على أملٍ بالعلاج في مشافي الداخل المحتل، مناشدين الجهات المختصة بمساعدتهما في ذلك، كون الاحتلال يرفض جميع جرحى مسيرات العودة.