منذ تأسيس الكيان الصهيوني كانت نسب الاقتراع في الانتخابات عالية بين اليهود الصهاينة إذ أنها تخطت نسبة الثلثين بين اليهود في كل المحطات الانتخابية، وكانت في العموم مع العرب لا تنزل عن 60%.
انتخابات 2006 شهدت أقل نسبة اقتراع في تاريخ الكيان، إذ بلغت النسبة 62.6%، أما انتخابات 2019 الملغاة في شهر 4-2019 فشهدت نسبة انتخاب 68.5%، ويبدو أن انتخابات اليوم تتجه إلى تسجيل رقم يتجاوز 71%.
في حالات المشاركة الأوسع من المعتاد، فإن استطلاعات الرأي تصبح أقل قدرة على التنبؤ، فهي تقرأ اتجاهات الناخبين المعتادين، أما حين تتحرك كتلة جديدة غير معتادة للتصويت فإن من تمكن من استفزازها وتحريكها للتصويت سيتمكن من تحقيق اختراق.
هناك ثلاثة أسباب من الممكن أن تكون قد استفزت المصوتين للنزول إلى الصناديق:
حالة العجز وعدم التحديد التي شهدتها حكومة تسيير الأعمال السابقة من شهر 4 حتى الآن، تحريض اليمين ضد الصوت العربي باعتباره محاولة "لاختطاف الديمقراطية الإسرائيلية" وقد مهّد لذلك بمحاولة إقرار قانون نصب كاميرات في مراكز التصويت العربية للتحقق من صحة نسب الاقتراع المعلنة، تعبئة قوى المركز والقائمة العربية المشتركة ضد نتنياهو والحاجة لصوت حاسم للتخلص منه.
السبب الأول غالباً حاضر عند الطرفين، لكن من الذي استفز الجمهور أكثر للمشاركة؟ هذا ما ستفصح عنه النتائج غداً.
لكن الغالب أن من تمكن من فعل ذلك هو اليمين، وأنه سيخرج بحكومة مستقرة من دون الحاجة إلى الائتلاف مع ليبرمان، فالسابقة التاريخية في انتخابات 2015 تقول إن نتنياهو تمكن من رفع نسبة الاقتراع بنسبة 4.6% حينما حذر من الصوت العربي ومحاولته "اختطاف" الديمقراطية الإسرائيلية، وتمكن حينها من رفع حصته من الأصوات 11% فكسب منفرداً 30 مقعداً بعد أن كان هو وليبرمان مجتمعين يحملان 31 مقعداً في الكنيست السابق. هذا سيعني أن تهويد الأقصى سيكون الأجندة المركزية لهذا الائتلاف، إضافة لضم الضفة الغربية ومحاولة خوض حرب اغتيالات على جبهة غزة.
العكس احتماله ضئيل وإن حصل سيكون مفاجأة، وقد يشكل تغييراً في اللعبة السياسية الإسرائيلية، لكنه يبقى ممكناً.