ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن وحدة (٥٠٤) التابعة لجهاز الإستخبارات العسكرية في الاحتلال نجحت قبل خمس سنوات بتجنيد مسؤول كبير في إحدى الدول العربية، وذكرت الصحيفة تفاصيل تجنيد هذا المسؤول الذي لقب ب"توربيدو"، وأكدت أنه ما زال يعمل حتى هذا اليوم لصالح هذه الوحدة المختصة بتجنيد العملاء في الدول العربية.
وأضافت الصحيفة العبرية أن الوحدة (٥٠٤) عملت لأشهر طويلة في مراقبة هذا المسؤول العربي من أجل تجهيز الخطة المناسبة لتجنيده، واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن العميل "توربيدو" يعتبر من أبرز نجاحات هذه الوحدة على مدار السنين الماضية، حيث عمل هذا المسؤول منذ خمسة أعوام على إبلاغ الاحتلال بمعلومات سرية حول دولته، ولكنه لا يشعر بما يفعل به بإيصال هذه المعلومات الإستخباراتية الخطيرة.
وأجرت الصحيفة العبرية مقابلة مع "د" وهو المسؤول عن تجنيد العميل "توربيدو"، ويقول "د" بأن الوحدة (٥٠٤) دائماً تقوم بالبحث عن مصادر معلومات لتجنيدها، ويضيف بأن الوحدة تتلقى تعليمات من جهاز الإستخبارات العسكرية حول المعلومات التي يجب الوصول إليها في دولة ما، فتقوم هذه الوحدة بالبحث عن مسؤولين يمكن تجنيدهم للوصول إلى تلك المعلومات.
وأضافت "يديعوت أحرونوت" بأن العميل "توربيدو" يشغل منصب رفيع المستوى في إحدى الدول العربية، ولديه قدرة الوصول إلى معلومات حساسة جداً يرغب جهاز الإستخبارات العسكرية بالوصول إليها، وبدء جهاز الإستخبارات العسكرية في الاحتلال بملاحقته لإيجاد الطريقة المناسبة لتجنيده.
ويقول "د" بأن عملية المراقبة استمرت حوالي ثلاثة أشهر، جرى خلالها معرفة كافة معلومات وتفاصيل حياة "توربيدو"، وبعد ذلك جرى الإنتقال للمرحلة الثانية من التجنيد، حيث تشمل هذه المرحلة على البحث عن طريقة مناسبة لتجنيد العميل.
و حول المرحلة الثانية يقول مسؤول آخر في الوحدة (٥٠٤) بأنه لا يمكن إبلاغ المسؤول مباشرة بأنه يجري محاولة تجنيده لصالح "إسرائيل"، فقد يقوم هذا المسؤول بإبلاغ جهاز الإستخبارات الخاص في بلده، وعندها يمكن للمسؤول خداع "إسرائيل" وإعطاءها معلومات كاذبة بالإتفاق مع استخبارات بلده، وعندها يتحول المسؤول لعميل مزدوج.
ولذلك تقرر اختيار تجنيد المسؤول بغطاء معين، ويروي "د" تفاصيل ذلك بأنه يمكن تجنيد المسؤول تحت غطاء منظمة مدنية، حيث يعتبر المسؤول العمل مع منظمة مدنية شيء غير مخالف لأفكاره ومعتقداته، وجرى الطلب من العميل "توربيدو" المجيء لمقابلة عمل مع منظمة مدنية، ويقول "د" بأن موافقة العميل على حضور مقابلة العمل دون إبلاغ مسؤولي بلده يعتبر شيء إيجابي، وهذه الخطوة تؤكد بأن المسؤول يبحث عن عمل آخر.
ويستمر "د" بسرد تفاصيل التجنيد ويقول بأنه خلال مراقبة المسؤول عرفت الوحدة بأنه كثير الشك ويقوم بفحص كل شيء، ولذلك يجب أن تكون رواية غطاء التجنبد محبوكة بشكل جيد وغير قابلة للخطأ، في حين قال المسؤول الآخر بالوحدة أن تشكيل هذه الرواية استمر شهر كامل، حيث يجب على العميل أن يعتقد بأن هذه المنظمة المدنية هي منظمة شرعية وقانونية.
ويضيف "د" بأن أحد أقرباء "توربيدو" يسكن خارج هذه الدولة العربية، وكان قريبه هذا على علاقة سابقة بمجال معين في هذه الدولة، ولذلك بداية التجنيد كانت عبر قريبه هذا، ويقول "د" بأنه أجرى تواصلاً مع قريب "توربيدو" عبر شبكة الإنترنت، وطلب منه التعاون في المجال الذي كان يعمل به في بلده، فأبدى قريبه مرافقة على التعاون في ذلك المجال.
وبحسب "د" فإن قريب هذا المسؤول أبلغ "د" عن قريبه "توربيدو" الذي يتواجد في تلك الدولة العربية، ويقول هذا القريب بأن "توربيدو" يشغل منصب حساس في هذه الدولة ولديه علاقة مع كافة المستويات، فرد عليه "د" بأنه سيفكر بالأمر وسيبلغه بقراره في وقت لاحق.
وأضاف "د" بأن الوحدة انتظرت ثلاثة أسابيع حتى أبلغت قريب "توربيدو" بموافقتها على التحدث مع هذا المسؤول العربي، وأبلغوه بأنهم سيقومون بلقاء تعارفي مع قريب "توربيدو" في مكان عام، وأصر قريبه على جلب هذا المسؤول معه على أمل قبولهم للعمل في المنظمة المدنية التي استخدمتها الوحدة كغطاء لعملها.
ووصل "توربيدو" وقريبه إلى هذا اللقاء في إحدى الدول الأجنبية، وقد أخذت الوحدة كافة الإحتياطات الأمني خلال اللقاء، ويقول "د" بأنهم في هذه المرة أيضاً أخذوا وقتاً طويلاً بالرد، وذلك حتى يشعر "توربيدو" وقريبه أنهم جرى اختيارهم بعد نقاشات عميقة ومعقدة.
وبعد ثلاثة أسابيع من اللقاء الأول، قام "د" بإبلاغ قريب "توربيدو" بأنهم سيجرون معهما لقاءاً آخراً، وقامت الوحدة بالتخطيط جيداً لهذا اللقاء أيضاً، حيث اختيرت بعناية فائقة الألبسة والساعات ونوع الهاتف المحمول، وقد بنت الوحدة قصة معينة يتم خلالها التحدث بثلاثة لغات خلال اللقاء وهي اللغة العربية، الإنجليزية ولغة أجنبية أخرى، وقررت الوحدة التحدث باللغة العربية لأن عناصر الوحدة مختصين باللغة العربية ويجيدونها، وكذلك يستطيع "توربيدو" التحدث بأريحية أكبر في العربية.
وقد تم اللقاء الثاني بعد شهرين من اللقاء التعارفي الأول في دولة أخرى، وقد قام "د" بالتعريف عن نفسه بأنها "مارك"، وقد قامت الوحدة بإستئجار طابق كامل في مبنى فخم للمكاتب بالدولة الأخرى هذه، وأرسلوا سيارة فاخرة لجلب "توربيدو" وقريبه، وجرى إدخالهم إلى غرفة اجتماعات مليئة الكاميرات السرية وأجهزة التسجيل، ويقوم "د" بمراقبتهم من الغرفة المجاورة، ودخل "د" لمقابلتهم وبدء "توربيدو" بتوجيه الأسئلة حول الوظيفة وتفاصيلها، وفي مسرحية جرى تخطيطها مسبقاً قام أحد مساعدي "د" بعرض عدد من الشرائح على الحاسوب بلغة إنجليزية معقدة، فيقوم "د" بترجمة هذه الشرائح لتوربيدو حتى يتقرب منه أكثر فأكثر.
وفي نهاية هذا اللقاء الذي استمر حوالي ساعة ونصف يقوم "توربيدو" بإبلاغ "د" بأنه يستطيع مساعدته في هذا المجال، ليرد عليه "د" بأنه سيفكر بذلك وسيبلغه بقراره لاحقاً، وبدء "د" بإغراءه بسؤاله حول التفاصيل المالية للعقد، وكيفية دفع المقابل المادي.
وبعد عشرة أيام من هذا اللقاء قام "د" بإبلاغ "توربيدو" بأن الإدارة أجرت اجتماعاً لفحص قبوله للعمل، وأضاف له بأن الإجتماع لم يكن سهلاً وأن "د" ضغط على الإدارة لقبول توربيدو للعمل، وبدء هذا المسؤول العربي بالعمل لصالح الوحدة (٥٠٤) ظناً منه أنه يعمل في منظمة مدنية أجنبية، وبدء "د" بطلب معلومات عامة منه شيئاً فشيئاً وصولاً للمعلومات الحساسة.
وبدء بعدها "د" بلقاء عميله "توربيدو" كل عدة أشهر، واللقاءات كانت تتم في دول مختلفة، وفي كل دولة تقوم الوحدة بإستئجار مكاتب فاخرة لاستخدامها لهذه اللقاءات، وكان "توربيدو" يتلقى راتباً شهري غير عالي ولكنه مناسباً له.
وكان "د" في كل مرة بطلب معلومات حساسة وجديدة، وفي حال رد "توربيدو" بأن الوصول إلى هذه المعلومات صعباً، يقوم "د" بالضغط عليه للوصول إليها ويبلغه بأنه لا يعمل بالشكل المناسب، وهكذا كان وما زال "د" يحصل على معلومات سرية وخطيرة من هذا المسؤول العربي رفيع المستوى المعروف باسم "توربيدو".