شبكة قدس - وكالات : "إنها خطوة صغيرة بالنسبة لإنسان، لكنها قفزة هائلة للبشرية"، هذه أولى كلمات رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ حينما خطى خطوته الأولى على سطح القمر، بعدها مباشرة أخذ كاميرته وخلد اللحظة بالتقاط صورة لكيس قمامة.
صحيفة لوفيغارو الفرنسية قالت إن هذا يعني أن أول شيء فعله رواد الفضاء في مهمة أبولو 11 عندما خرجوا من مركبتهم هو رمي القمامة على السطح، مشيرة إلى أن مهام أبولو الست خلفت وراءها مئات الكيلوغرامات من "النفايات" المدرجة في كتالوغ نشرته وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عام 2012.
رمي القمامة بهذه السرعة ربما كان بسبب أن على رواد الفضاء التخلص بأسرع ما يمكن من فضلاتهم التي كانت رائحتها كريهة، بعد أربعة أيام. وعاش كل من نيل أرمسترونج وبوز ألدرين ومايكل كولينز في مقصورة صغيرة للغاية بدون دش أو مراحيض.
ومن المفترض -تقول الصحيفة- أن تحتوي "حقيبة القفز" هذه، من بين أشياء أخرى، على "أكياس البراز"، وهي عبارة عن جهاز بلاستيكي شفاف يلبسه رائد الفضاء ليسمح بتلبية احتياجاته في حالة انعدام الوزن تقريبا، مع أن رواد الفضاء يرتدون حفاظات تحت ملابسهم حتى اليوم.
ولكن فيما عدا جانب الدعابة، فإن مسألة الفضلات هذه ليست ضارة للغاية، إذ تشير معاهدة عام 1967 الصادرة من الأمم المتحدة حول استكشاف الفضاء إلى أن جميع أعضاء المنظومة يجب عليهم التأكد من تجنب "أي تلويث ضار بالفضاء والأجرام السماوية" مع أن البراز يحتوي على العديد من الميكروبات الحية.
ومن غير المرجح -تقول لوفيغارو- أن تكون تلك الكائنات الحية قد نجت مع البقاء فترة طويلة على سطح القمر، تعرضت خلالها باستمرار للقصف بالأشعة الكونية، مع أن التأكد من ذلك مستحيل، مما جعل العلماء يفكرون بجدية كبيرة في استعادة هذه "العينات" وإعادتها إلى الأرض للدراسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحفاظ على مواقع أبولو يطرح مشكلة أخرى، خاصة أن مهامها الست خلفت وراءها مئات الأشياء والأدوات (و96 كيسا من أكياس القمامة عالية التقنية) وخمسة أعلام أميركية لا تزال في مكانها.
وتساءلت: هل يجب الحفاظ على المواقع كأثر من التراث العالمي المشترك أم تنظيفها؟ خاصة أنها تحتوي على مواقع التجارب التي قامت بها بعثات أبولو 16 و17 على مساحات صغيرة ومكشوفة.
المصدر : الصحافة الفرنسية