فعليا، مفتاح مصلى باب الرحمة شرق المسجد الأقصى بيد الأوقاف الإسلامية، ولكن أي مصلٍ يستطيع امتلاك نسخة من المفتاح، أو يصدر عدة نسخ ويوزعها، الأمر بسيط ويضمن فتح المصلى بشكل دائم ويضع الكرة في ملعب الفلسطينيين فقط.
بالطبع، لا توزع الأوقاف المفتاح للمصلين وتتيح لهم نسخه، لكن القصد هنا أن قرار فتح المصلى بيد كل مصلٍ، وهذا ما أثبته نصر باب الرحمة قبل أكثر من شهر، ولك أن تتخيل-عزيزنا القارئ- حجم الإرادة والقوة التي تتجلى حين تذكر أن المصلين استطاعوا فتح مصلى باب الرحمة بعد إغلاق 16 عاما!
يلعب الاحتلال بذيله كثيرا في موضوع المصلى، فعناصر شرطته يتواجدون على الدوام في محيطه لترهيب المصلين، يدخلون بأحذيتهم، يعتقلون فاتحيه، يبعدون زواره وفق أهوائهم، لكن الوقائع أثبتت أن الميدان ملك للمصلين فقط.
توزيع نسخ من مفاتيح مصلى باب الرحمة، يتم عبر مجموعة أفكار يستطيع الأفراد تطبيقها لضمان استمرار فتح المصلى وتعزيز التواجد فيه:
-صلِ في باب الرحمة فقط!
على مدار 16 عاما صليت في قبة الصخرة، والمصلى القبلي، والساحات، والمرواني. لكن من الآن فصاعدا اجعل صلاتك في مصلى باب الرحمة، فعدد المصلين فيه يقرر داوم فتحه أو إغلاقه، الاحتلال يراقب عدد مرتاديه، ولك أن تتخيل إن توجه كل مصل إلى مصلى باب الرحمة دون سواه، كم سيعج بالمصلين ويثبت للمحتلين ملاّكه الحقيقيين؟!
-أحضر سجادتك واتركها..
احرص كلما أتيت إلى مصلى باب الرحمة أن تحضر سجادة الصلاة الخاصة بك، اجلبها من أجود الأنواع، صلِ عليها واتركها في المصلى؛ ليصلي غيرك عليها، فتنال أجرا، وتساهم في فرش المصلى بالسجاد، الذي يمنع الاحتلال إدخاله كباقي المصليات.
-أهدِ المصلى هدية.
اعتبر نفسك حين تصلي في مصلى باب الرحمة، تزور قريبا عزيزا، حينها ماذا ستجلب له؟ تجوّل فيه وعاين ما يحتاجه، واجلب له ما تستطيع حمله في حقيبتك أو كيسك؛ علبة مناديل ورقية، معطر للجو، كرسي محمول صغير، وسادات للاتكاء، سلة قمامة صغيرة...أبدع بهداياك واترك بصمتك.
-أكرم زوار المصلى.
هذه المرة لا تعتبر نفسك ضيفا، كن أنت صاحب المكان-وهو كذلك-، أكرم زوار المصلى، أحضر معك علبة من التمر، زجاجات ماء، فطائر، حلوى خفيفة لا تلوث الأرض، ووزعها على الزائرين، ربما يأتي رجل من عمله جائعا، أو تأتي طفل صغيرة تلفتها قطعة حلوى شهية.
-عامله كبيتك.
حافظ على نظافته، ونظّفه أيضا، عطّر السجاد برائحة طيبة من مسك أو عنبر، اجلب مكنسة يدوية(لمّامة) ونظف السجاد حولك، اجلب مماسح جافة وامسح الأرض التي ابتلت بماء المطر.
-ماذا عن محيط المصلى؟
حول المصلى أسفل الدرج ساحة كبيرة، تستطيع فيها عقد الكثير من الفعاليات والنشاطات؛ ألعاب للأطفال، دروس تعليمية أو دينية، اجتماع للأصدقاء، حلقات ذكر، المهم أن تعج الساحة بالمصلين وأطفالهم وعائلاتهم، بالطلبة وكتبهم، بالمسنين وعكازاتهم.
-أسس مكتبة.
تعال أنت وأصدقاؤك وأحضر معك مصحفا أو كتابا في كل مرة، واتركه في المصلى، تعاون أنت وفنانون لتصنعوا رفوفا كرتونية، أو أحضروا سلّات صغيرة لوضع الكتب، شيء صغير لا يلفت الأنظار تدخله إلى المصلى بحقيبتك، يقرأ منه المصلون كلما أرادوا قضاء وقت أطول.
-مرغبّات.
أحضر معك ملابس نسائية للصلاة واتركها، شواحن للهواتف النقالة، وصلات للكهرباء متعددة المداخل... فكر وأبدع.
-حدث الجميع عنه.
تحبه حقا؟ ليشغل إذا حديثك، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين أهلك وأصدقائك، تعلم تاريخه وأخباره وانشرها...
هذه الأفكار لكَ ولكِ، متاحة في يد الجميع، لا يعاقب عليها قانون تافه، بل تؤجر عليها وتساهم في صنع الفرق وتثبيت المعادلة.
أما إن كنت جسورا ذو همة وعزيمة، فتعال في الصباح الباكر وتوجه إلى مكتب الأحوال شمال قبة الصخرة واطلب مفتاح باب الرحمة لتنال أنت شرف فتحه، افتحه نعم، لن يحدث شيء، يمكن أن تعتقل وتخرج في نفس اليوم، وإن طلبوا منك التوقيع على أمر إبعاد، فارفض...
نعم الأمر بهذه البساطة، كثيرون سبقوك ونالوا الشرف، لم يحدث لهم شيء، فقط سُجّل في صحيفتهم: "فتح باب الرحمة، أغاظ أعداء الدين، ونصر الأقصى!".
المصدر: بيت المقدس للأنباء