بعد الاعتداء على مقر تلفزيون فلسطين في قطاع غزة صباح اليوم، سأقف على بعض النقاط السريعة حول الحادثة والمستفيد منها ولماذا حدثت الآن :
أولاً : فتّش عن المستفيد، هذه هي القاعدة الأولى، اقتحام تلفزيون فلسطين، و قبله تفجير موكب رامي الحمد الله، و تفجير سيارات عدد من كوادر فتح بغزة قبل سنوات، أحداث أظهرت جلياً من المستفيد منها، و هي في عرف السياسة، ضربات للخصم لا خجل منها.
ثانياً : حركة حماس هي المسئول الأول وليست بالضررورة "المتهم الأول" في أي حدث أمني داخل قطاع غزة كونها الجهة المسيطرة فوق الارض و تحتها.
ثالثاً: من المفروض والواجب على حركة حماس كشف المنفذين وتفاصيل الحدث ومن حق فتح أن ترفض روايات حماس التي تكشف التفاصيل، بشرط تقديم رواية مضادة أكثر واقعية و مهنية.
رابعاً : لا يستطيع أحد أن ينكر على فتح اختلاق الحوادث أو استغلالها والاستفادة منه لآخر قطرة صراخاً وتحشيداً وتهويلاً، في النهاية هذا صراع سياسي و ليست مباراة كرة قدم خيرية بين فريق أصدقاء زيدان وأصدقاء رونالدو.
خامساً : لا يستطيع أحد أن يلوم حماس إن "شقّت إلى نصفين" من يتورط في هذه الأحداث من كوادر فتح ويقع في قبضتها، في النهاية بدك تكركع و تقلقل الوضع في أرض خصمك "حقك و العتب عاللي سايبك ونايم" لكن في نفس الوقت تزعلش لما خصمك "يفسخك" نصين.
نقطة أخيرة تستلزم التنويه، في حادثة استهداف موكب الحمد الله شمال قطاع عزة، سارعت فتح وقبل انجلاء غبار العبوة الناسفة لاتهام حماس بتنفيذ العملية ودون أية أدلة، و بعد أيام وحينما قدمت حماس وباحترافية عالية كافة تفاصيل العملية صوتاً وصورة، وكشفت خيوط الحدث ومنفذيه، وقُتل عدد من عناصرها في عملية ضبط الجناة واعتقالهم، اكتفت فتح بوصف رواية حماس بالمسرحية، دون أن تقدم روايتها الخاصة بالحدث.
لذا فإن الدعوات التي تتكرر اليوم لتحميل حماس واجب وفرض كشف واعتقال المنفذين، هي جزء من هجمة مرتدة، الهدف منها معروف و ليس منها بالتأكيد معرفة المنفذين أو هدفهم، فحتى إن تم ضبطهم واعتقالهم وهو ما سيحدث آجلاً أم عاجلاً، فإن الرد المضاد معروف سلفاً.