لقد سقطت حكومة “نتنياهو” مع سقوط “ليبرمان”، لكن كما قلنا في السابق لا يناسب نتنياهو العمل وفق عقارب ساعة ليبرمان، ورفض الرضوخ لنفتالي بينت حتى لا يدخل انتخابات وفق أجندتهما وتحت إيقاع تأثيرهما، ليبرمان مسقط للحكومة و”بينت” وزير للحرب، فاضطر لسحب الكرت السحري التخويف والترهيب عندما خرج من “الكابينيت” بعد سلسلة من الاحتجاجات في الغلاف على هزيمة الجيش في التصعيد الأخير بالمرصاد قائلاً ووجهه عبوس تتكادح النار في عينيه أنه كان مضطراً لوقف إطلاق النار في غزة لخطر أمني داهم لا يستطيع البوح فيه.
نتنياهو الذي يتقن التمثيل ويستخدم اللغة الإعلامية والجسدية بمنتهى المهارة والاقتدار أشغل الرأي العام على كل مستوياته بما ينتظر المنطقة والإقليم ويؤثر على المستوى الدولي.
لم ينجح نتنياهو في تضليلنا، وكنا على علم بكذبه لكن أبجديات السياسة والتحليل والأمن والسلامة العامة والحيطة والحذر تقتضي عدم تجاهل أي جديد، لكن أشرنا إن صدق وهو كذوب فستكون بوصلته الشمال (لبنان).
أما وأن أصبح المستور واضحاً، وتصريحات نتنياهو وإجراءاته لا تعدو كونها بحث عن البقاء ودفاع عن الذات في مواجهة تهديد شخصه من خلال ملفات الفساد وانعكاس ذلك على مستقبله السياسي، بقي محكومًا في إجراءاته وقراراته المتعلقة بالانتخابات خدمةً لمستقبله وإدارة المواجهة المتعلقة في ملفات الفساد.
إن قرار إعلان موت الحكومة التي قُتلت مع انسحاب ليبرمان منها من خلال تحديد موعد الانتخابات ولُبس عباءة قانون التجنيد هو موعد يُقصد منه التصدي لإمكانية صدور لوائح اتهام بالفساد والرشوة والإساءة باستخدام المال العام بحق نتنياهو.
هذه هي الحقيقة التي دفعت نتنياهو لاتخاذ القرار بينما لم يكمل بعد قانون “جدعون ساعار” مع بقاء رئيس الدولة وهو خطر على مستقبل نتنياهو لو حاز على أغلبية في الانتخابات، الأمر الذي يدلل أن نتنياهو كان على علم بأن اللوائح ستصدر إذا لم يتحرك ويحدد موعداً للانتخابات.
إذن لم يعد هناك مجال لأحد أن يعتقد أن دولة الاحتلال ممأسسة وتحكمها ضوابط وفيها فصل للسلطات شفاف على أن لا تُقارَن في حالها وأحوالها التي لا ترضي صديقاً ولا تسعد قريباً.