خطاب وزير داخلية حكومة حماس في غزة فتحي حماد في حفل تخريج ضباط عن "الرجولة وخفض مستواها"، يصيب المرء بحزن مشوب بالقلق، مرده جهل وخلط بمفاهيم يفترض بقيادات صفنا الاول أن تحرص على عدم الوقوع فيها، لكنه أمعن في خلط الحابل بالنابل، وقصر الرجولة وخفض منسوبها من ارتفاعه على البنطلون الساحل ونوعية قصة الشعر.لكنه قبل ذلك قصر الرجولة على الذكورة، وهذا ربما يكون خطأ شائع، يقع فيه حماد وغيره بيسر وسهولة. كثير من النساء العربيات والاسلاميات والعالميات والمسيحيات واليهوديات والانجليزيات والروسيات كن بطلات وفقن في ما حققنه الذكور، المرأة في فلسطين وكذلك أطفالها كان لهم مواقف بطولية، يشار لها بالبنان العالمي، فيأتي وزيرنا ليقصر الرجولة على الذكور والنطلون المنخفض، ويتهددهم : " هناك اجهزة امنية ستراقب كل من ساهم في اخفاض مستوى الرجولة وسنقول له تعال، ان الله سبحانه وتعالي قال من المؤمنين رجال ونحن نعد الرجال. من حاول ان يخترق ثغرة الرجال عليه الترحال لا مكان له بيننا ولدينا اساليبنا الخاصة التي سنطبقها باذن الله”.
انتبهوا الى جملة "الجرائم" المفترضة في هذه الجملة غير المسؤولة من مثل هكذا مسؤول :
1- يعلن عن ان اجهزته الامنية ستراقب الناس ، والناس هنا يفترض انهم أناسه وشعبه الذي احبه واحب حركته التي انتخبها يوما . كي تقوم بمراقبتهم ومراقبة اولادهم وترى ان كانوا متورطين في المساهمة في اخفاض مستوى الرجولة .
2- "سنقول له تعال" ، اي يتم اعتقاله ، الا اذا كان هناك من ترجمة اخرى لقول اجهزة الوزير الامنية لكلمة تعال ، وليت بالامكان توصيف الوزير وهو يطلق تلك الكلمة عبر الشاشات "تعال" ، بخبث وحقد ووعيد ، من انه قد كشف جريمة المتورط في اخفاض مستوى الرجولة والبنطلون .
3- ان هذا الاعتقال "تعال" ، غير قانوني ، حتى لو صدر من رئيس الحكومة او رئيس الحركة او القرضاوي نفسه الذي بدخوله غزة قد "طلع البدر علينا" ، لطالما لا ينص عليه القانون ، وان الاعتقال الاداري الذي تمعن اسرائيل في استخدامه ضد ابناء شعبنا ، ليس أكثر خطورة من اعتقالات على هوى الوزير وأجهزة أمنه .
4- الوزير ، حدد العقوبة ايضا بالنفي والابعاد ،"الترحال" و "لا مكان له بيننا" وهي العقوبة التي لطالما عانى منها طويلا قادة حركة حماس في الخارج ، لكن الرجل الرجل الباحث عن رفع منسوب الرجولة والبنطلون ، لم يحدد لنا مكان نفي هؤلاء ، خاصة بعد الخلاف مع سوريا التي كانت بمثابة حضنا دافئا لهم ، ما وصفه بشار الاسد انهم تعاملوا مع سوريا على انها فندق .
5- الاخطر عند الرجل هو توظيف الدين وكلام الله في مقاصد اخرى لم يقصدها الله في محكمه العزيز بقوله "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" .