القدس المحتلة– خاص قدس الإخبارية: وفق خارطة تحدد الأماكن التي يُسمح له التواجد فيها، يتنقل ماجد الجعبة المبعد بقرار من الاحتلال عن الضفة والقدس المحتلتين ولمدة ستة شهور، قرار يبعده عن أطفاله الأربعة وعائلته، كما يحرمه النوم في منزله.
فإلى بلدة العيزرية شرق مدينة القدس، أبعد سلطات الاحتلال ماجد الجعبة (37عامًا) حيث لا يُسمح له إلا بالوصول إلى الأراضي المحتلة48، وذلك وفق خارطة تحدد له الطرق المسموح سلوكها، ورغم ذلك، يؤكد ماجد، أن الاحتلال يفرض على محاميه أن يتصل على الشرطة يبلغهم بالأماكن التي ينوي أن يذهب عليها للحصول على موافقة أخرى.
وبيّن ماجد لـ قدس الإخبارية، أن مخابرات الاحتلال استدعته للتحقيق قبل ثلاثة أسابيع وأبلغته خلال التحقيق بنيتها إبعاده عن مدينة القدس ومنعه من دخول الضفة، وذلك بعد اتهامه بأنه أحد نشطاء حركة حماس، إضافة لاتهامه أنه يتبوأ مكانة في مجموعة شباب المسجد الأقصى، "أمهلونا أسبوع للاعتراض على القرار، وقد توجه المحامي فوراً وقدم اعتراضه على القرار باعتباره صدر من منطلق الملاحقة السياسية المستمرة التي أتعرض لها منذ تحرري من السجن قبل عام"، إلا أن ماجد تسلم قرار الإبعاد عن مدينة القدس في 26 آذار، فيما تسلم في 10 نيسان قرار منع دخول الضفة.
وبحسب حديثه، فان ومنذ تحرره الأخير من السجن تم استدعائه للتحقيق خمس مرات، قائلًا "في كل مرة يتم اتهامي بالانتماء لمنظمة إرهابية، ويلوحون أنهم لن يسمحوا بإبقائي خارج السجن وأنهم يسعون لاعتقالي مجدداً، كما لن يسحموا بتواجدي داخل القدس".
وماجد الجعبة أسير محرر قضى في سجون الاحتلال ما مجموعة ست سنوات ونصف، تحرر قبل عام بعد قضائه ثلاث سنوات ونصف في الاعتقال، "قرار إبعادي للمرة الثانية هو مقدمة للاعتقال، فهم ليس لديهم اتهامات ملموسة يعتقلوني على أساسها"، يقول الجعبة.
وكان سلطات الاحتلال قد أصدرت قراراً بإبعاد ماجد لمدة شهر كامل عن مدينة القدس العام الماضي، وذلك قبل يومين من بدء الأعياد اليهودية وذلك لمنعه من تقديم اعتراض قانوني على القرار.
ماجد الجعبة يعيش اليوم في منزل أحد أقاربه في بلدة العيزرية بعيداً عن أطفاله الأربعة وزوجته، يقول الجعبة، "من الصعب أن تنتقل أسرتي برفقتي إلى العيزرية، فأطفالي الأربعة يدرسون في مدارس القدس، كما أننا لا نستطيع ترك منزلنا في البلدة القديمة فارغاً"، مبيناً أن أحد أطفاله بحاجة لإجراء عملية جراحية عاجلة، والتي سيخضع لها دون أن يكون بجانبه.
وتابع، "أطفالي حتى الآن غير مستوعبين قرار إبعادي وخاصة أنني لم أمكث معهم إلا عام واحد بعد ثلاث سنوات ونصف من الغياب داخل سجون الاحتلال، ولا يكفون عن سؤال والدتهم عن عودتي إلى المنزل".
قرار إبعاد ماجد لمدة ستة شهور يعني أنه يقضي شهر رمضان وبعده عيد الفطر والأضحى بعيداً عن أطفاله وعائلته، فيقول "الأيام المقبلة ستكون صعبة وخاصة أنني لن أتمكن من التواصل مع أشقائي وعائلتي المتواجدين في القدس والضفة، كما لن أستطيع زيارتهم في شهر رمضان والأعياد".
وأكد ماجد لـ قدس الإخبارية، على أن الاحتلال لم يكتف بقرار إبعاده عن الضفة والقدس، بل سلمه قراراً آخراً يحتوي على قائمة أسماء ممنوع أن يتواصل معهم، "في البداية أبلغوني أنني ممنوع علي التواصل مع أي ناشط أو معتقل سابق، ولأن القرار فضفاض جدًا وخاصة أن معظم الشعب الفلسطيني من النشطاء والأسرى المحررين، فتم إصدار قائمة تشمل على مجموعة أسماء يمنعني الاحتلال التواصل معهم".
وتابع، "قائمة الأسماء التي أصدرها الاحتلال، لا تربطني بهم أي علاقة، كما أنني لا أعرف معظمهم، وقد تفاجأت بوجود أسماء لأشخاص من البلدة القديمة كنت أعرفهم وهم أطفال ولم ألتق بهم منذ وقت".
من جانبه، يقول المتحدث باسم عائلات الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، إن قرارات الإبعاد التي يتخذها الاحتلال بحق الأسرى المحررين تأتي ضمن جملة الإجراءات التي يفرضها الاحتلال على مدينة القدس بهدف إفراغها والمسجد الأقصى وتسهيل تنفيذ مخططاته الاستيطانية.
وأضاف لـ قدس الإخبارية، أن الاحتلال يسعى إلى أن يفقد أسرى مدينة القدس والمحررين منهم، الحاضنة الاجتماعية، وتجريدهم من حالة الالتفاف الجماهيري، مؤكداً على أن إبعاد الأسير ماجد الجعبة ليست حالة استثنائية فالاحتلال اعتقل مجموعة من الأسرى المحررين لحظة الإفراج عنهم وفرض عليهم رزمة من الشروط الصعبة ومنعهم من التواجد في القدس كما منعهم من المشاركة في الاحتفالات والمهرجانات.
وأوضح أبو عصب أن الاحتلال أعطى صلاحيات لوزير داخليته بإصدار قرارات الإبعاد وسحب الهويات من الفلسطينيين في مدينة القدس، تحت حجة "عدم الولاء للاحتلال"، وهو ما حصل مع النواب في المجلس التشريعي من مدينة القدس، محذراً من تصعيد الاحتلال من سياساته اتجاه أسرى مدينة القدس في الأيام المقبلة وأن تطال سياسية سحب الهويات والإبعاد مجموعة أسرى آخرين.
يُذكر أن سلطات الاحتلال سحبت هويات 8 أسرى من مدينة القدس قبل عدة أيام، منهم: "الأسير وائل قاسم، لؤي العباسي، علاء الدين العباسي، محمد شحادة، عبد دويات، محمد أبو كف".