بيت لحم – خاص قدس الإخبارية: "لدينا قرارا بتصفيته" يكرر ضابط الاحتلال مرة أخرى لعمران الأطرش مطالبته بتسليم نجله أكرم، الذي لم تتعافى جراحه بعد من رصاصهم، فيما لم ييأس من محاولات التشبث بالحياة.
الخامس من نيسان 2017، أصيب أكرم (24عاما) بست رصاصات اخترقت جسده خلال مواجهات كان يشهدها مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، رصاصات لم تنطلق من سلاح واحد يحمله أحد جنود الاحتلال، ولكن مع عدة أسلحة واتجاهات، كما يؤكد عمران الأطرش والد أكرم، "أصيب أكرم بست رصاصات من النوع الحي والدمدم والمطاط.. اخترقت يده اليسرى ورئتيه ومعدته".
فيما كانت الإصابة الأخطر لأكرم، شظايا الرصاص التي أصابت الشريان الرئيسي المغذي للقلب، يبين الوالد لـ"قدس الإخبارية"، أنه تم نقل أكرم إلى مشفى هداسا عين كارم في مدينة القدس المحتلة، حيث مكث شهر يخضع للعلاج، قبل أن يصدر المشفى قراراً بإخراجه رغم عدم انتهائه من العلاج، مبينا أن الاحتلال رفض أن يمنحه تصريحاً آخر يمكنه من استكمال علاجه في المشفى.
وأضاف أن نجله أكرم خضع لعلاج مكثف ومتواصل في مشافي مدينة بيت لحم، إلا أن الأطباء لم يستطيعوا معالجة إصابته الأخطر في الشريان الرئيسي للقلب، لعدم توفر الإمكانيات اللازمة في المشافي الفلسطينية.
وفي 27 أيلول الماضي، وخلال تلقي أكرم العلاج في أحد المشافي، اقتحمت قوات معززة من جيش الاحتلال منزل عائلته في مخيم الدهيشة بحثاً عنه، وقد أبلغت العائلة أن اقتحامها هدفه قتله وليس اعتقاله، "حطموا المنزل وعاثوا به خراباً لأكثر من ساعتين ونصف.. وقد أخذوا ابن شقيقي كرهينة وقد ساومونا بتسليم أكرم مقابل الإفراج عنه".
ويبين الأطرش أن قوات الاحتلال عاودت اقتحامها للمنزل في شهر تشرين أول الماضي، وأكد ضابط الاحتلال مجدداً للعائلة على أن الهدف تصفية أكرم الذي لم يكن في المنزل، مشيراً إلى أن الاحتلال اقتحم المنزل مجددا في شهر تشرين ثاني.
وأضاف أن الاحتلال في المرات التي كان يقتحم فيها منزلهم كان يداهم شقق أعمام أكرم، ويخضعها للتفتيش الدقيق ويعبث في محتوياتها، محاولاً الضغط على العائلة لتسليم أكرم، "في شهر تشرين ثاني اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا مرتين، وواصل ضباط الاحتلال الاتصال بي وتهديدي ومطالبتي بتسليم ابني أكرم الذي كان ما زال يخضع للعلاج المكثف".
وفي 19شباط، اقتحم عناصر من وحدة المستعربين في جيش الاحتلال مخيم الدهيشة وصولاً إلى منزل الأطرش حيث اعتقلت عمران (53عاما) ونقلته إلى مركز التحقيق "عصيون" حيث أخضعته للتحقيق وضغطت عليه لتسليم أكرم، "لم تكن المرة الأولى خلال ملاحقة أكرم، فقد استدعيت للتحقيق من قبل وتم مساومتي على تسليم ابني وإمهالي حتى الساعة الثانية ونصف عصرا".
لم يسلم أكرم ولم يستسلم، كما لم تنجح قوات الاحتلال في ردع عائلته التي صمدت أمام ممارسات الاحتلال وملاحقاتها ابنها، "لم نأبه لكل التهديدات والاتصالات والاقتحامات.. خوفنا الوحيد كان على أكرم الذي لم يتعافى من إصابته".
وفي 24 كانون ثاني 2018، تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال أكرم بعد مداهمتها أحد منازل العائلة، اعتقال تخلله الضرب والتنكيل الذي استمر لثلاثة أيام متواصلة، حسبما أكده أكرم في شهادة أدلاها لمحامية نادي الأسير.
يقول أكرم في شهادته: "عشرة جنود انهالوا علي بالضرب المبرح، وأمسكوا برأسي وقاموا بضربه في الجدار وحوض المطبخ خلال عملية الاعتقال"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمدت تفتيش المنزل وتخريبه، كما أخضعت من فيه للتفتيش.
ورغم وضع الأطرش الصحي، فقد اقتيد مشياً على الأقدام من مخيم الدهيشة إلى منطقة برك سليمان، حيث واصل جنود الاحتلال ضربه حتى وصولوا به إلى معتقل "عتصيون" حيث أُبقيّ فيه لمدة ثلاث ساعات في ساحة المعتقل حيث تعرض للشتم والضرب مجدداً."
ووفقاً لمحامية الأطرش، فإن أثر الضرب واضحة على المعتقل الأطرش، كما أنه وخلال زيارته كان يرجف من شدة البرد، فيما يعلق والده، أن العائلة ومنذ اعتقال نجلها لم تصلها معلومات عنه وهو ما يثير قلقها وخوفها على وضعه الصحي، "خوفنا أن يتعرض أكرم لضرب والتحقيق.. جسده منهك ولم يتشافى بعد ولن يستطع تحمل الكثير.. ناشدنا كثيرا لمتابعة وضعه من المؤسسات الحقوقية وحتى الآن لم يُلبى نداءنا".