شبكة قدس الإخبارية

"سارة وسليم".. التطبيع طمعاً بالجوائز العالمية

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: لم يعرف الحب الفلسطيني يوما القبول بالاحتلال أو شرعنته، كما يروج الفيلم التطبيعي "التقارير حول سارة وسليم"، الفيلم الذي استغل اسم فلسطين وصولا إلى المهرجانات الدولية، رغم الرفض الشعبي والمؤسساتي للتطبيع الفني مع الاحتلال.

فمع إعلان نتائج مهرجان روتردام السينمائي الدولي، تم الكشف عن تفاصيل فيلم "التقارير حول سارة وسليم" الذي حاز على جائزتين من المهرجان - الأولى جائزة الحكام والثانية جائزة الجمهور- وخسر ثقة الشعب الفلسطيني.

فالفيلم التطبيعي للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان بسيناريو شقيقه رامي عليان، تم تصويره برفقة ممثلين إسرائيليين تربعوا في أدوار البطولة، وهما: إيشاي جولان المجند السابق في جيش الاحتلال، وسيفان كريتشنر التي  غنت في تشرين أول الماضي في احتفالية نظمتها "الوكالة اليهودية للهجرة" في تل أبيب، احتفالاً بعودة اليهود إلى أرض فلسطين.

ويتناول فيلم "التقارير حول سارة وسليم" قصة فلسطيني متزوج يتورط بعلاقة حب مع إسرائيلية متزوجة من أحد ضباط جيش الاحتلال، وتطور الأحداث في الفيلم وصولاً إلى اعتقال الفلسطيني من قبل المخابرات الفلسطينية ثم قوات الاحتلال التي تحاول انتزاع الاعترافات منه حول تجنيده لأهداف سياسية،

الفيلم قام بتجميل صورة الإسرائيليين كعلمانيين متحضرين بعيدا عن حقيقته كمحتل، إذ أظهر الإسرائيلي يتسم بالطيبة والبراءة والإخلاص لعائلته، فيما أظهر زوجته بصورة المرأة المستعدة للتضحية بحياتها للفلسطينيين.

وأثار فيلم "التقارير حول سارة وسليم"  غضب الفلسطينيين الذي انتقدوه وطالبوا بمنع عرضه في السينما المحلية والعربية والعالمية، باعتباره فيلماً تطبيعا يجمل صورة الاحتلال ويشرعن التطبيع معه، معبرين عن رفضهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبها، طالبت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل بمقاطعة وعدم عرض فيلم "التقارير حول سارة وسليم"باعتباره خرق واضح لمعايير مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها من خلال إشراكه ممثلين إسرائيليين بجانب ممثلين فلسطينيين من القدس والضفة المحتلتين، مؤكداً على أن المخرج وجميع  المشاركين فيه من فلسطينيين وسوريين خالفوا في هذا المشروع معايير حركة المقاطعة BDS لمناهضة التطبيع.

وطالبت الحملة المؤسسات الثقافية ومهرجانات الأفلام العربيّة بعدم عرض هذا الفيلم التطبيعي أوْ إشراكه في المهرجانات العربية، وتدعو جمهور السينما عالمياً لمقاطعت، مؤكدة على أن كل أشكال التطبيع تُسهم، وبغض النظر عن النوايا، في عملية استعمار العقول وترويج القبول بالاستعمار كقدر، كما تسهم في الحرب الإسرائيلية المفتوحة ضد حركة المقاطعة (BDS)، والتي باتت تفاقم من عزلة نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي على المستوى الشعبي العالمي مما جعل حكومة الاحتلال تعتبرها خطراً استراتيجياً من الطراز الأول.