شبكة قدس الإخبارية

أحمد نصر جرار ليس بطلا خارقاً

حذيفة جاموس

سيرة العياش حاضرة وبقوة في هذه الأيام التي أعاد فيها الشاب أحمد نصر جرار الشعب الفلسطيني ليستذكر مهندس القسام الأول الذي استطاع أن يضلل أجهزة الاستخبارات الصهيونية وليس فقط تضليلها بل وأيضا استطاع أن يطاردهم وأصبح هو الطرف الأقوى في المعادلة حيث أصبحت كل خطوات الاحتلال هي ردة فعل على أفعال عياش، عادت بنا الذاكرة لنحتضن بشكل عفوي وتلقائي الشاب أحمد نصر ولو كان الاحتضان بشكل نظري هو مقدمة أو صورة مبسطة لردة فعل الفلسطيني تجاه المقاوم.

إن حاجتنا لبطل هي من خلقت هذه الهالة الجميلة من العمق الدافئ الذي يحتضن المقاوم، أحمد نصر الآن هو ظريف الطول، والبطل، والشبح، روح العياش، وتلميذ أبو هنود، وابن ابيه نصر، أحمد الآن كل الأشياء ببساطة.

أحمد شاب بشوش الوجه مبتسما، اتهمه المحتل بتنفيذ عمليه إطلاق النار تجاه مستوطن وقتله قرب نابلس، حاول الاحتلال اعتقاله لكنه استطاع الخروج بسلام من بيته قبل دقائق من محاصرته.

واكتمل هذا الفصل من رواية البطولة بمحاولات الاحتلال الفاشله لاعتقاله أو ملاحقته في نقطة يضع فيها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلة في موقع المنتظِر لأي فعل قادم، أعاد نهج العياش وأبو هنود بشكل بسيط.

إن تجربة أحمد نصر ببساطتها وتعامل الفلسطيني مع قضيته، ما هو إلا أكبر إثبات أن لدينا عمق داخلي يستطيع وقادر على احتضان الفعل مهما كانت الضريبة كبيرة، وهي صفعة على وجوه مدعي الوطنية والمثقفين أصحاب نظرية ألا ظروف مهيئة لوجود فعل عسكري وكفاح على الأرض.

احتضان الناس، نظرة الناس لفعل أحمد وبطولته ما هاي إلا دليل دامغ على أن المقاوم أكثر تأثيرا على الأرض من أفعال الدبلوماسية وتفاهاتها!.

لن تستطيع أية قوة سياسية أو قمعية أن تزيل صورة الأسطورة من ذهن الشعب، ولن تسطيع تغيير أي أفكار عن كيفية تكون الأسطورة .

أحمد نصر ببساطة فعله انتقل من شاب بسيط لبطل يعرفه القاصي والداني، وأصبح الآن أيقونة أو لنقل حلم يقظة كل شاب فلسطيني!.