شبكة قدس الإخبارية

ليلة تضارب الأخبار.. المسؤول والأسباب

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: أحمد نصر جرار، الاسم الذي أحدث إرباكًا في أوساط الصحفيين الفلسطينيين، بعد أن أعلنت مصادر رسمية فلسطينية نبأ استشهاده، خلال اشتباك مسلح في مدينة جنين، وتناقلت وسائل الإعلام المختلفة الاسم بناء على الرواية الرسمية، وعندما بزغ النهار وتبدلت الأخبار، تبين أن الشهيد هو أحمد إسماعيل الجرار.

وبدأ تداول اسم المقاوم أحمد نصر الجرار كشهيد ارتقى خلال عملية الاشتباك التي دارت في مدينة جنين بين قوات الاحتلال ومحموعة مقاومين، وذلك نقلا عن الارتباط الفلسطيني ووزارة الصحة الذين أعلنوا استشهاده قبل أن يتراجعوا عن ذلك، وينشروا خبر استشهاد أحمد اسماعيل جرار.

ونقل الصحفييون والنشطاء خبر استشهاد المقاوم أحمد نصر جرار عن وزارة الصحة والوكالة الرسمية (وفا) التي تعتبر مصادر رسمية يتم الاعتماد عليها بشكل أساسي في نقل الأخبار وخاصة المتعلقة بأسماء الشهداء وهويتهم.

وحمل الصحفيون والنشطاء المصادر الرسمية المسؤولية الكاملة على نشر اسم المقاوم أحمد نصر جرار، متسائلين، "على أي مصادر معلوماتية نعتمد، إذا المصادر الرسمية تنشر أخباراً خاطئة؟".

ويواجه الإعلام الفلسطيني صعوبة الوصول لمعلومات دقيقة، في ظل منع وعرقلة الاحتلال وصول الطواقم الصحفية للمناطق التي تشهد أحداثاً، ورفض الاحتلال الكشف عن المعلومات الدقيقة والواضحة.

واعتذر الصحفييون والنشطاء عن تداولهم خبر استشهاد المقاوم أحمد نصر جرار ونشرهم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على خطورة التسرع بنشر أنباء الاستشهاد وصور المقاومين، إذ يسهل عليه عمليات ملاحقة المقاومين واعتقالهم أو اغتيالهم.

من جانبها، أوضحت شبكة قدس الإخبارية أنها وقعت بخطأ غير مقصود خلال تغطية أحداث جنين بنشر اسم الشهيد أحمد نصر جرار - والذي تبين عدم صحته لاحقاً - على صفحاتها وموقعها، مؤكدة على أنها لم تنشر الخبر إلا بعد نشره وتأكيده من الجهات الرسمية التي تصدر أسماء الشهداء عادةً وهي وزارة الصحة الفلسطينية والوكالة الرسمية الفلسطينية (وفا).

وبعد نفي العائلة، نشرت الشبكة تصريحاً باسم العائلة ينفي نبأ الاستشهاد، وعدلت الخبر وحذفت كل ما تعلق به، مؤكدة على أن شبكة قدس بكل طواقمها تحرص على المتابعة الدقيقة للأحداث ونشرها بعد التأكد من صحتها من المصادر الرسمية ومن مراسليها في الميدان.

الصحفية مرفت صادق بينت لـ قدس الإخبارية، أن عدة أطراف تتحمل مسؤولية الخلل الذي وقع نتيجة تشابه الاسم الثنائي للشهيد أحمد إسماعيل جرار والمقاوم أحمد نصر جرار، وخاصة أن الاسم الثاني أصبح متداولا على مواقع التواصل الاجتماعي قبل إعلان اسم الشهيد، مشيرة إلى أن المصادر الرسمية التي تمثلت بالارتباط تسرعت بنقل الاسم من الاحتلال دون التأكد من الاسم الرباعي، ورقم الهوية، مكان وتاريخ الولادة، وهي معلومات أساسية يجب أخذها من الاحتلال لتوخي الدقة بنشر اسم الشهيد.

وأضافت أن الناس بدؤوا بتداول اسم أحمد نصر، فور بدء عملية الاحتلال في مدينة جنين، رغم أن تسلسل الأحداث كان يؤكد أن أحمد نصر ليس شهيدا، إذ أن الاحتلال أعلن استشهاد أحد الفلسطينيين قبل أن يبدأ بمحاصرة منزل نصر جرار في مدينة جنين، والبدء بالمنادة عبر مكبرات الصوت عن ابنه أحمد، "التخمين المنطقي كان أن أحمد نصر جرار ليس هو الشهيد، وخاصة أن إعلان الاستشهاد كان قبل محاصرة وهدم المنازل".

وأكدت صادق على أنه كان من المفترض الانتظار حتى انتهاء العملية ثم نشر وإحصاء الخسائر، وخاصة أن الاحتلال كان يؤكد بعد كل نصف ساعة أن عمليته في مدينة جنين مستمرة، إلا أن الوكالة الرسمية وفا نشرت اسم "أحمد نصر" كشهيد منذ بداية الحدث، "الاحتلال كان يتحدث عن معتقلين وجرحى.. فلماذا نحن تسابقنا في نشر الأسماء".

ولفتت إلى أن الصحفيين وقعوا تحت ضغط مواقع التواصل الاجتماعي حيث تسابق الرواد في نشر المعلومات والصور والبث المباشر، في ظل غياب المصادر الرسمية، محذرة من أن هذه المشكلة ستتكرر بالأيام القادمة وخاصة في ظل تغييب الاحتلال لوسائل الإعلام الفلسطينية التي فرض الإغلاق عليها، والتي كانت تتواجد في الميدان بمراسلينها وبمصادرها المهنية والدقيقة، ليترك هذا الفرغ لرواد مواقع التواصل الاجتماعي نشر معلومات غير مهنية وغير دقيقة.

وشددت صادق على ضرورة تمسك الصحفيين بالوصول إلى المصادر الأولى والحفاظ على مصداقة الإعلام، "لو وصلنا إلى عائلة جرار خلال حصار المنازل، لما حدث كل هذا اللبس ولتأكدنا أن أحمد نصر ليس محاصرا، والذي ارتقى قرب المكان ليس هو".

فيما تنصلت وزارة الصحة من مسؤوليتها نشر خبر الاستشهاد، وقالت في بيان لها، إنها لن تنشر مستقبلاً  أي أسماء لشهداء لا يتم تشخيصهم وتحديد هوايتهم من قبل طواقمها أو أي طواقم إسعاف فلسطينية، مطالبة الصحفيين بالتوجه إلى الارتباط المدني في حالة احتجاز جثامين الشهداء.

وأضافت أن الارتباط الفلسطيني في حالة احتجاز الجثمان هو الأكثر موضوعية، "لأننا كوزارة لن نكون قد شخصنا الجثمان، فكيف سننشر خبرا باسمنا ونحن لم نتأكد أو لم نشارك في تحديد وتشخيص الشهيد؟ .. كل ما حدث في السابق "الشهداء المحتجزين" كان اجتهاداً وخدمة إضافية من الوزارة للزملاء الصحافيين"، مؤكدة على أن مسؤوليتها ع تنحصر فقط في الشهداء الذين سنشرف نحن أو أي طواقم فلسطينية على تشخيصهم وتحديد هوياتهم.

واعبترت الصحفية مرفت صادق خطوة وزارة الصحة خطوة متسرعة ستدفع الصحفيين ليحصلوا على معلوماتهم وينقلوها بشكل مباشر من الاحتلال، "وزارة الصحة هي جهة اختصاص ومصدر مهم يحصل من الصحفي على المعلومات الخاصة بالشهداء، وإن كانت تنقلها أحيانا من الارتباط.. خطوتها غير منطقة وعليها أن تتراجع عنها ولا تجبر الصحفيين على أخذ معلوماتهم من الاحتلال مباشرة".