فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: سما اسم فلسطين عالياً في مسابقة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتي جرت بتاريخ 24/11/2017، وشارك بها 76 دولة، فهديل جبارة، ابنة العشرين عاماً من قرية ترمسعيا قضاء رام الله، حصلت على المركز اﻷول في المسابقة، ليُضافَ تفوقٌ وتميّزٌ فلسطيني جديد لقائمة طويلة من الابداعات.
بداية الحكاية مع القرآن
في طفولتها، كانت تقيم هديل في بنما، ومنذ عُمرِ السنتين لازمت جدها في الذهاب للمسجد هناك، "كان المسجد يعطي دروسًا لتحفيظ القرآن للأولاد ولكن كلهم كانوا بعمر 11 عامًا، وهديل فقط سنتين، فكانت غالباً تنشغل باللعب، وفي إحدى المرات كان الشيخ يقرأ سورة اﻷعلى واﻷطفال يرددون خلفه، ولما طلب الشيخ من اﻷولاد إعادة ما قرأ فما كان من هديل إلا أن قَرأت اﻵيات غيباً"، تروي والدة هديل، بديعة عبد الله لـ "قدس الإخبارية".
وتضيف، "بدأت بتشغيل القرآن في المنزل كل يوم لتستمع له هديل، أثناء تناولها الطعام، وأثناء لعبِها، وقبل النوم..، ثم حين أراها تردد خلف القارئ أجلس معها ونبدأ الحفظ، كنتُ أحفزّها بهدية أو مكافأة بالذهاب لمكان تحبّه، وهكذا تتشجع للحفظ، وكنتُ أشجعها على التسجيل في كل المسابقات لتحاط ببيئة حافظة تحفزها أيضًا، والحمد لله أتمت هديل حفظ القرآن وهي بعمر 11 عامًا، وفي العام ذاته، نالت إجازةً من وزارة اﻷوقاف".
"متابعة واهتمام والدتي هو سبب رئيسي في حفظ القرآن، بدأتُ في حفظ القرآن عن طريق السماع، أسمع الشيخ وأردد ثم أتممت حفظ القرآن وحصلت على إجازة من اﻷوقاف، وسند من الشيخ المقدسي إياد مجاهد، وسند من الشيخ سعيد القلقيلي"، تقول هديل لـ "قدس الإخبارية".
على منصة المسابقة
رَشّحت وزارة اﻷوقاف الطالبة جبارة للمشاركة في مسابقة دبي الدولية بسبب حصولها على علامة عالية في امتحان اﻹجازة مذ كانت في الصف التاسع، "لم تكن هذه المسابقة العالمية اﻷولى التي أشارك فيها، شاركت بمسابقة على مستوى اﻷردن وحصلت على المرتبة الرابعة، وشاركت في مسابقة عالمية في السودان في بداية هذا العام ولم أحصل على مرتبة، هذه المشاركات ساعدتني جداً في تثبيت حفظي".
وتضيف هديل لـ "قدس الإخبارية"، "هذه المرة في مسابقة دبي، والحمد لله، حصلت على المركز اﻷول، وساعدني في هذا متابعة الشيخ سعيد القلقيلي الذي ما انفك يعطيني الملاحظات من ناحية اﻷداء والتجويد والمراجعة، كونه كان محكماً سابقاً في مسابقات دولية".وعن اللحظة اﻷصعب في المنافسة تقول هديل أنها كانت حينما اعتلت المنصة وباشرت بالتسميع، لأنها حسبما تقول كانت خائفة من الخطأ أو التردد أثناء التسميع ولكنها أدت باتقان دون أي تصحيح أو ملاحظات من لجنة التحكيم.
وعن فوز هديل، تقول والدتها: "كنت متوقعة أن تفوز هديل، ولكن ليس في المرتبة اﻷولى، لأن هناك سبع أو ثماني فتيات أديّن باتقان في المسابقة، فحين صدرت النتيجة لم أُصدق، قلت لهم تأكدوا يمكن في خطأ، ولكن الحمد لله كان شعورًا لا يُوصف، حتى أن أحد أعضاء لجنة التحكيم وهو عراقي الجنسية، قال لهديل عقب المسابقة أنها كانت المشاركة التي أبهرت المتابعين والمشاركين باتقانها".
وقد عَقّب د. جمال الكيلاني، عميد كلية الشريعة ورئيس ملتقى القرآن التابع في جامعة النجاح، على فوز هديل في مسابقة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم، قائلاً: "عُلّو اسم فلسطين في مركز أول في مسابقة تضم 76 دولة، وفيها حضور على مستوى عالي وراقي، ووجود منافسة منقطعة النظير فيها، ما يعني أنَّ الفوز ليس باﻷمر السهل، هذا يعطي أن الشعب الفلسطيني صاحب ثقافة دينية، وله حضور عالمي على مستوى الدين، إضافة إلى أن فوز هديل أضفى لكلية الشريعة حضورُ مجتمعي وأنَّ فيها نوعية رائعة من الطلبة المميزين الذين بامكانهم تمثيل فلسطين واعلاء اسمها كهديل وغيرها".
كان دخول هديل للوسط الجامعي محفزاً كبيراً لها على البقاء في بيئة قرآنية، فاختيارها لتخصص الشريعة في جامعة النجاح، ومشاركتها كمشرفة في ملتقى القرآن الكريم ساعدها على إيصال الشيء الذي لطالما رغبت بنقله للناس حسبما تقول هديل لـ "قدس الإخبارية"، "طيلة فترة المدرسة لم أستطع نقل رسالتي القرآنية للطالبات بحكم طبيعة مرحلة المدرسة ومشاركة الطالبات بدروس التحفيظ خارج المسجد، فالرائع في ملتقى القرآن الكريم أنه يوصل الرسالة للطلاب جميعاً في مختلف الكليات، ومن خلال الملتقى وصلنا ﻷناس لم تفتح صفحة القرآن في حياتها، والجميل أن المشرفين طلاب كالطلاب اﻵخرين وهذا يجعل العلاقة بينهم وثيقة أكثر".
وتختم هديل، "أنصح الطلاب باستغلال فترة وجودهم في الجامعة ووجود الملتقى الذي يوفّر لك مشرفاً يكّرس من وقته لك لتحفظ ويصّر عليك، الامري الذي لا وجود له خارج الجامعة".