غزة - خاص قدس الاخبارية: تعتبر لوحة "طفولة محاصرة" هي الأضخم في فلسطين، إذ يبلغ ارتفاعها 20 مترًا وعرضها 14 مترًا، بعد أن مضى عامين على رسمها وتعود المارة على رؤيتها بشكل يومي، أزيلت اللوحة ولم تعد موجودة على جدار برج الظافر9.
شركة الوطنية موبايل التي تستعد لافتتاح أفرعها في قطاع غزة، افتتحت مركزها الرئيسي في الطابق الأول من "برج الظافر 9" ألقي اللوم عليها واتهمها الكثيرون بأنها قتلت الفن مع بداية تواجدها في غزة، هيثم أبو شعبان مدير الشركة في قطاع غزة قال لـ قدس الإخبارية، "لا نعلم أي شيء عن هذا الموضوع، ولا يوجد لدينا نية بالإعلان على هذا الجدار، الأمر كله بيد صاحب البرج هو له حرية التصرف بملكه، والأيام ستثبت للناس أن الوطنية موبايل ليست سبباً لإزالة هذه اللوحة".
بلدية غزة بدورها نفت لمراسلة قدس الإخبارية، أن يكون لها علاقة بالأمر على لسان مدير العلاقات العامة والاعلام حسين عودة، "برج الظافر ملك خاص واللوحة الفنية رسمت على ملكه الخاص، واذا تم إزالتها يكون بأمره لأنه له حرية التصرف بملكه، أما البلدية فلم تزيل شيئاً لأن اللوحة ليست في الشارع أو في مكان عام ملك البلدية".
من جانبه، عبر ماجد مقداد أحد المشاركين في رسم لوحة "طفولة محاصرة" عن حزنه الشديد واستيائه من إزالة اللوحة وصدمته بها صباح اليوم، "اللوحة تمثل شيئاً كبيراً لغزة قبل أن تمثل للفنانين، وهي قيمة فنية ومكانية لأن محتواها يتعلق بغزة وحصارها، والناس تفاعلت مع هذه اللوحة كعلامة موجودة في المدينة، والجميع تعود على رؤيتها دائماً واعتبرها ايقونة من أيقونات غزة".
ويضيف مقداد لـ قدس الإخبارية، "هذا الشيء أحزننا.. إزالتها بهذا الشكل ووضع بديل عنها لوحة إعلانات لشركة وكأنه لا قيمة للفن ولغزة ولمحبين العمل، عندما عرضنا فكرة الرسم على صاحب البرج أحب الفكرة ورحب بها، أما شركة الوطنية هي تعلم ما قيمة اللوحة وهي تعلم ماذا تعني للناس، وكان بإمكانها أن تكون لوحتهم الإعلانية في أي مكان، وجميع الجهات التي تعاملت مع هذا الموضوع كان فكرها تجاري ومادي بعيدا عن الفن".
الفنانة التشكيلية ملك مطر عبرت عن رأيها بالموضوع، "أسوأ شيء في الأمر هو تجاهل المؤسسات والجهات المعنية لهذا الموضوع، وهذا أكبر دليل على أن غزة فعلا تقتل المواهب، ونحن نعلم أن البرج هو ملك شخصي لصاحبه ولكن الرسم تم بناء على موافقته وترحيبه للفكرة وكان يفترض أن يكون هناك ثقة بين الفنانين وصاحب البرج، وأنا متأكدة بأن الفنانين لو كانوا يعلمون أن مصير اللوحة سيكون هكذا لم يرسموها".
الفنان الكاليجرفيتي يزيد الطلاع عقب لـ قدس الإخبارية، "انزعجت من الامر كثيرا، وما يمكن قوله أن ما يحدث هو خسارة كبيرة، أي نعم أن الفن في غزة يقدر ولكن ليس بالشكل الكافي".
الفنان شريف سرحان وضح رمزية هذه اللوحة، "لا أعلم ماهي أسباب إزالة اللوحة، ولكن اللوحة عمل فني مهم عمل على تغير جزء من جدران غزة وأكسبها جمال أكثر في ظل المساحات الرمادية التي تتزين بها المدينة، لأن أغلب البيوت والجدران في غزة لونها رمادي".