القاهرة- قُدس الإخبارية: عقدت حركة "حماس"، مؤخرًا أول اجتماع لمكتبها السياسي الجديد في العاصمة المصرية القاهرة، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة من الحركة لوكالة الأناضول.
وكشف مصدر مطلّع في حديثه لـ"الأناضول"، أن الاجتماع المنعقد بالقاهرة مثّل تطورًا لافتا في العلاقة بين القاهرة وقطاع غزة، التي خيّم عليها التوتر والاتهامات طويلًا، قبل أن يتم التوصل إلى تفاهمات بين السلطات المصرية و"حماس"، التي تدير قطاع غزة، الحدودي مع مصر.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الاجتماع ترأسه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، بحضور عدد من أعضاء المكتب الذين رافقوه من قطاع غزة، وآخرين من الخارج، معتبرًا أنّ "الاجتماع يأتي في إطاره الطبيعي، لوجود أعضاء المكتب السياسي للحركة (من غزة والخارج) في القاهرة (منذ السبت الماضي)، من ضمنهم يحيى السنوار وخليل الحية وروحي مشتهى، إلى جانب رئيس المكتب، إسماعيل هنية".
وأضاف، أن "أعضاء المكتب السياسي لحماس ناقشوا خلال الاجتماع أولويات الحركة، إضافة إلى سبل تعزيز الفهم المشترك لتحرك حماس في المرحلة المقبلة"، مشيرًا إلى إنه لا يوجد موعد محدد لعودة وفد "حماس"، برئاسة هنية، إلى غزة، عقب انتهاء زيارته للقاهرة.
وبحسب المصادر المطلعة، فان الوفد سيجري محادثات مع المسؤولين المصريين، بحضور قادة من الحركة في الخارج، ومنهم موسى أبو مرزوق، وصالح العاروي، وربما يغادر مصر في جولة خارجية تشمل دولاً عربيًة وإسلامية.
يُشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل غادر غزة، السبت الماضي، ضمن وفد رفيع المستوى من قيادات حركته، متوجهًا إلى القاهرة، وهذه هي الجولة الخارجية الأولى لهنية، منذ انتخابه رئيسًا للمكتب السياسي لـ"حماس"، خلفًا لخالد مشعل، في مايو/أيار الماضي.
تغيرات جذرية
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، إن استقبال القاهرة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، بمثابة اعتراف غير مباشر من مصر بأن التهم التي وجهت لحماس في الإعلام المصري وعبر بعض المحاكم غير صحيحة، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تدخلت عبر هيئة قضايا الدولة للطعن على حكم سابق يعتبر "حماس إرهابية".
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس"، "ولو أن هناك قضايا أخرى أمام القضاء ضد حماس، فلن تتدخل الحكومة فيها لأنها تعلم أنها (الاتهامات) لن تنتهي لشيء في المحاكم"، معتبرًا أن القاهرة "بدأت تُدرك أنه يجب الفصل بين حماس كفصيل ينتمي لفكر جماعة الإخوان المسلمين وبين حماس كحركة تحرر وطني تسعي لتحرير فلسطين، ولهذا يجري تطوير العلاقات معها حاليًا".
وأشار إلى أن القاهرة بحاجة للتعاون مع حركة "حماس" للتصدي لأي عناصر إرهابية تأتي من غزة أو الأنفاق عبر سيناء، مضيفًا "حماس استطاعت اقناع الأجهزة الأمنية المصرية أنه لا ضلع لها فيما يجري في سيناء، وتعاون حماس معها وإنشاء منطقة أمنية مؤخرًا ساهم في تكوين صورة صادقة لدى مصر".
بدوره، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، شرحبيل الغريب، أن "المطلوب بعد هذا الانفتاح المصري على حركة حماس، إحداث تغيير جذري، ومثل هذه الخطوات ستكشف عن الموقف المصري الحقيقي تجاه أكبر حركة مقاومة فلسطينية تحمل هم تحرير فلسطين".
وأضاف لـ"قدس برس"، أن "حماس كحركة مقاومة من المفترض أن تحظى بدعم عربي وإسلامي، وفي مقدمتها مصر كدولة محورية كبيرة"، مشيرًا إلى أن مشاركة وفد بهذا المستوى لقيادة حركة "حماس" من الداخل والخارج "يعطي دلالة واضحة أن الوفد يحمل على أجندته العديد من الملفات".
وأردف: "الموقع الجغرافي لقطاع غزة محازٍ لمنطقة ساخنة على الجانب المصري بسيناء، وأعتقد أن حماس أقدمت على خطوات أمنية على الحدود لضبطها وحمايتها وأكدت أن الأمن القومي المصري هو أولوية ولن تسمح باختراقه".