فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: في السادس من سبتمبر/ أيلول 1970، خطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثلاث طائرات أجنبية كانت قد أقلعت من فرانكفورت (ألمانيا) وزيورخ (سويسرا) وأمستردام (هولندا) متجهة إلى نيويورك.
في تفاصيل العمليّة، حوّل الخاطفون اتجاه طائرتين منها إلى الأردن وأجبروهما على الهبوط في مهبط دوسون (قيعان خنا)، وهو مطار بعيد في منطقة الأزرق الصحراوية شمال شرق الأردن، فيما حوّلت وجهة الطائرة الثالثة إلى القاهرة حيث عمد الخاطفون إلى تفجيرها.
بعد مرور ثلاثة أيام على الحادثة خُطفت طائرة مدنية أخرى إلى المهبط ذاته، طلب الفدائيون إطلاق سراح رفاق فلسطينيين لهم معتقلين في سجون أوروبية، وعندما رُفض مطلبهم عمدوا في 12 سبتمبر وتحت أنظار وسائل الإعلام العالمية، إلى تفجير الطائرات الثلاث بعد إطلاق سراح ركابها، بعدئذٍ بيومين دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إقامة (سلطة وطنية) في الأردن.
من أجل لفت أنظار العالم للقضية الفلسطينية خطفوا الطائرات، واقتحموا مواقع وكان بداية شرارة المقاومة في الأراضي الفلسطينية مما استدعى تجنيد عشرات العملاء للبحث عن قادة الجبهة الشعبية للنيل منهم.
الحكيم جورج حبش، وديع حداد، ليلى خالد، أبو على مصطفى، أحمد سعدات، أسماء كانت تمر كالعلقم في حلق الاحتلال الاسرائيلي بعد تجرعه عمليات نوعية كان يقف خلفها وشارك فيها هؤلاء القادة.بدأت الجبهة الشعبية بخطط جديدة لرفع القضية الفلسطينية أمام المحافل الدولية نظرًا لحصرها في الدول المجاورة لفلسطين وبدأت الفكرة تدور في أروقة مكاتب القيادة السياسية للجبهة ويسرد القيادي بالجبهة الشعبية أبو على ناصر تفاصيل البداية قائلا "بدأنا بالتفكير بأن نوجه أنظار العالم للقضية الفلسطينية لان عمل العسكري في الأردن ولبنان، ليس كافيا للفت أنظار العالم إلينا ولمساندتنا حيث كانت الضفة تابعة للأردن وغزة تابعة لمصر ، وقرر وقتها وديع حداد بداية خطف الطائرات، وشكلوا مجموعة لذلك من ضمنهم ليلى خالد ودربوا لهذا الأمر، وهدفنا كان من الطائرات هو الإعلان عن الطائرات المخطوفة ولفت النظر للقضية الفلسطينية"
وقال، "خطفنا الكثير من الطائرات وساومنا الاحتلال على الإفراج عن ألاف الأسرى وتم الإفراج عنهم، وخطفت ليلى خالد طائرة وحطت في بريطانيا وتم اعتقالها، فقمنا على الفور بخطف طائرة، وهبطت في سوريا وأعلنا أن الإفراج عن الطائرة سيكون بمقابل الإفراج ليلى خالد وتم الإفراج عنها على الفور" وأضاف "وأكثر عملية ناجحة كانت قبل حرب أيلول بأشهر قليلة حيث خطفنا خمس طائرات في يوم واحد، واعتبر وقتها الملك حسين ذلك ذريعة للحرب، وتم إنزال ثلاث طائرات في مطار الثورة في عمان وحدد لنا الرفاق مكان خاص بنا للهبوط به فقمنا بتجريف ارض على الفور شرق منطقة الزرقاء، وتجهيز مهبط يناسب هبوط الثلاث طائرات وتم هبوطها بسلام وتم الإفراج عن الركاب وسمى فيما بعد بمطار الثورة، وقمنا بنسف هذه الطائرات خشية من هجوم الجيش الأردني علينا".أيلول الأسود، هو الاسم الذي يشار به إلى حرب بدأت أيلول من عام 1970م وتعرف أيضًا بفترة الأحداث المؤسفة. حيث اعتبرت الحكومة الأردنية أن تصرفات بعض المجموعات الفلسطينية تشكل تهديداً للحكم الهاشمي في الأردن. فأعلنت حالة الطوارئ وتحرك الجيش الأردني بناءً على تعليمات الملك حسين بن طلال آنذاك ومستشاريه العسكريين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية في الأردن. لم تكن العلاقات بين الملك حسين والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر جيدة، الأمر الذي أعطى منظمة التحرير الفلسطينية قوة دافعة داخل الأردن مردها أن قيادة المنظمات الفلسطينية كانت متأكدة من أن الأنظمة العربية المجاورة للأردن سوف تتدخل لمصلحة المنظمات الفلسطينية في حال نشوب أي صراع مع الجيش الأردني.