ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قال الكاتب الإسرائيلي "باراك رافيد" في مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن مبادرة رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" للاتصال برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد عملية الأقصى التي نفذها 3 شبان فلسطينيين من مدينة أم الفحم وقتل فيها شرطيان إسرائيليان جاءت بطلب من منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق، الجنرال "يوآب مردخاي" في محاولة منه لحمل عباس على المزيد من الإجراءات من أجل منع التصعيد ردا على ما قررته سلطات الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى ومنع الأذان والصلاة فيه.
وأشار الكاتب إلى انه منذ سنة كاملة لم تجر محادثة هاتفية بين نتنياهو وعباس، وكانت آخر مكالمة بينهما في 2016 عندما هاتف نتنياهو عباس معزيا بوفاة شقيقه.
وتابع: "لقد كانت مكالمة استثنائية أجراها نتنياهو مع عباس في خضم الوضع المتوتر في القدس والمسجد الأقصى، فما الذي أراد نتنياهو أن يفعله عباس وعلى ماذا اتفقا في اتصالهما؟، خصوصا وأنها جاءت من داخل اجتماع "الكابنيت" الإسرائيلي".
وأكد الكاتب أن هذه المكالمة حملت قرارا من نتنياهو بالخروج عن المألوف، ففي كل مرة تنفذ فيها عملية مشابهة، يبادر نتنياهو لتحميل عباس المسؤولية ويهاجم عباس من قبل أقطاب حكومة نتنياهو بكل قوة، لكن هذه المرة قرر نتنياهو فتح تعاون مع عباس من اجل تجنب التصعيد الميداني، خصوصا في ظل التخوفات من أن تتصاعد الأوضاع لمرحلة يصعب السيطرة عليها، تمام كالبركان.
وأشار الكاتب إلى أن أوساط إسرائيلية عبروا عن تقديرها لمبادرة رئيس السلطة الفلسطينية لشجب العملية لأول مرة وبشكل استثنائي أيضا، وقال: "لم يكتف عباس بذلك بل ونشر بيانا رسميا باللغة العربية، كما امتنع عن مهاجمة "إسرائيل" على الملأ على خلفية إغلاق الأقصى".
كما أن الإدارة الأمريكية أثنت هي الأخرى التعاون الذي خلقه نتنياهو وعباس بينهما، من أجل محاربة نوايا التصعيد لدى الطرفين، محاولة استغلال الظرف القائم من أجل خلق خيط وصل بينهما لاحقا، من أجل استئناف مفاوضات التسوية بينهما.