شبكة قدس الإخبارية

هل سيقضي حصار غزة على خدمة الانترنت؟

محمد سكيك

غزة - خاص قدس الإخبارية: ضجت منصات مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة من شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" عقب توقف مقاسمها عن تزويد خدمات الانترنت للمشتركين في قطاع غزة لعدة ساعات يومياً بحجة أعمال الصيانة، وشرعت شركة الاتصالات الفلسطينية بتقليص تزويد خدمات الانترنت متذرعةً بساعات وصل التيار الكهربائي لسكان القطاع.

ردود فعل غاضبة

قدس الإخبارية  سألت العديد من الأهالي في قطاع غزة عن رأيهم حول الأزمة، فـأبدى المترجم أنس سمحان استيائه الشديد، قائلاً "عملي كمترجم يعتمد بشكل أساسي على الانترنت، وللأسف تكرر قطع الانترنت خلال الأسبوع الماضي أكثر من مرة، الأمر الذي أعقاني عن التواصل مع عملائي".

من جهته، وصف محمد الداعور فصل خدمات الانترنت عنه لأكثر من 4 ساعات يومياً بالإجرام، مؤكداً أنه يعاني من المشكلة منذ شهر ونصف ويتصل بشركة الاتصالات بشكل دائم لحل المشكلة لكن دون جدوى.

وأضاف الداعور لمراسل قدس الإخبارية، "الرد الذي أتلقاه دائما هو وجود عطل في منطقتي، وعند رد الموظف يخبرني بشكل مستمر عن وجود مشكلة بالمقسم وجاري إصلاحها ويعطيني موعداً لانتهاء الإصلاحات بالتزامن مع عودة التيار الكهربائي لذلك هذا كذب ومماطلة".

من ناحيته، أنس اليازوري عبر عن غضبه، "منذ ما بعد الأزمة بأسبوعين تقريبا أي منذ شهرين بعد انقطاع التيار الكهربائي بأربع ساعات يفصل الانترنت، أما الآن فبعد أقل من ساعتين من انقطاع الكهرباء يفصل الانترنت".

وتساءل اليازوري خلال تعليقه على موقع الفيسبوك "شركة الاتصالات أرباحها بالملايين كيف تكون غير قادرة على توفير بطاريات لمقاسمها؟".

تصعيد في الرد

ردود الفعل لم تقتصر على المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، فعمد المواطن خليل الطيب بعد محاولات عدة بذلها في التواصل مع شركة الاتصالات لمعرفة السبب وراء فصل خدمات الانترنت تلقى رداً مفاده: "طاقم الصيانة لا يستطيع شحن الأجهزة المشغلة للسيرفرات".

"سألت الموظف وهل شركة بحجم الاتصالات وأرباحها الخيالية التي تعلن عنها نهاية كل عام ولا تستطيع تجاوز هكذا أزمة، إلا أن الموظف لم يستطيع الرد علي".

ويضيف الطيب لـ قدس الإخبارية، "عاودت الاتصال قبل عشرة أيام وتركت رسالة مفادها إذا لم يتم حل المشكلة ولو بتحمل تكاليف ساعات الفصل من الفاتورة الشهرية فسأتقدم للنائب العام بشكوى ضد الشركة"، لافتاً إلى أنه وكل محامٍ بالقضية لكن تم تأجيلها إلى بعد عيد الفطر السعيد.

ويتابع "لا اعتقد أن أكسب القضية، بسبب عقد الاحتكار بين وزارة الاتصالات وشركة بالتل"، موضحاً أن شماعة حصار غزة ستبقى الحجة الأساسية لتوقف خدمات الانترنت وغيرها عن القطاع.

انقطاع يفاقم الأزمة

ويعقب مدير شركة الاتصالات بمدينة غزة المهندس خليل أبو سليم، "لم تصلني حتى اللحظة شكوى المواطن خليل الطيب وحال وصولها سنرد عليها من خلال قنواتنا الرسمية وغير الرسمية".

ويوضح أبو سليم في حديثه لـ قدس الإخبارية أن انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لأكثر من 20 ساعة يومياً تحول دون استمرار عمل المقاسم التابعة لشركته لتقديم خدمات الإنترنت، مبيناً أن البطاريات الموجودة في كل مقسم عملها يدوم من 4 - 6 ساعات على حد أقصى.

ويؤكد أن المقاسم الرئيسية التي تتبع لشركة الاتصالات لم تتوقف مطلقاً حتى اللحظة في ظل جميع الأزمات والحروب، لافتاً أن المقاسم التي تفصل لساعات محدودة جداً هي الموجودة بالشوارع.

"تتمثل طرق حل الأزمة في شحن الأجهزة من خلال مولدات متنقلة أو تركيب خلايا شمسية لاستمرار تزويد المقاسم بالكهرباء ونحاول شبك المقاسم على مولدات ثابتة من محطات وقود".

ويشير أبو سليم خلال حديثه لمراسل قدس الإخبارية، إلى أن نقل المولدات من مكان لآخر لشحن البطاريات الموجودة في المقاسم الموزعة على قطاع غزة يندرج تحت أعمال الصيانة.

ويبين أن عدم توفر الألواح الشمسية في قطاع غزة بشكل كبير يحول دون توفير الطاقة لكثير من المقاسم التابعة لشركته، لافتاً إلى أن حصار قطاع غزة يحول لتزويدهم بالأجهزة والمعدات..

حول احتمالية وتخوفات المشتركين من انقطاع كامل للإنترنت في حال انقطعت الكهرباء في أي عدوان قادم على غزة، يضيف "لم نصل إلى درجة انقطاع خدمات الانترنت نهائياً ولا في أي وقت في الحروب السابقة وسنعمل على استمرار تقديم خدماتنا".