شبكة قدس الإخبارية

بعد 21 عاماً من الأسر .. الحكومة تقطع راتب مُحرر مريض

شذى حمّاد
نابلس – خاص قدس الإخبارية: لم تجد ايمان في حساب زوجها البنكي، ما اعتادت سحبه في الخامس من كل شهر، لتعود وهي تفكر كيف ستوفر بعد اليوم لزوجها جهاد دواءه الذي يبقيه على قيد الحياة. فجهاد بني جامع ( 49 عاما) من قرية عقربا جنوب شرق نابلس، أحد محرري صفقة وفاء الأحرار الـ 227 الذين أصدرت الحكومة الفلسطينية قبل يومين، قرارا بوقف رواتبهم ومستحقاتهم المالية، دون سابق إنذار، ودون إظهار الأسباب. وزارة المالية تدعي أنه خلل تقني، فيما وزير هيئة شؤون الأسرى وبعدما أكد على أن قرار قطع الراتب صدر من جهات عليا فلسطينية – في إشارة إلى الرئيس محمود عباس- ما عاد يجيب على الاتصالات الهاتفية، رافضا التعليق والكشف عن تفاصيل قطع رواتب الأسرى المحررين. تقول ايمان لـ قدس الإخبارية، إنها توجهت في اليوم المعتاد لسحب راتب زوجها المحرر، إلا أنها لم تجد ما تسحبه، مؤكدة على أنها لم تتلق بلاغا مسبق بقطع راتب زوجها، وفور مراجعتها وزارة المالية أُبلغت أن ذلك بسبب خلل مالي، دون توضيح التفاصيل لها. منذ تداول وسائل الإعلام الشروط “الإسرائيلية – الأميركية” المفروضة على السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، على رأسها قطع رواتب الأسرى، وايمان تتخوف وأسرتها من قطع راتب زوجها، وسرعان ما أصبحت ما أوجس به قلبها واقعا. تضيف ايمان، “مذ أن بدأ تداول خبر قطع رواتب الأسرى المحررين، ونحن متخوفون ولدينا الشك بأن يصبح واقعا (..) لدينا طفلين وزوجي مريض، ودخلنا الوحيد هو راتب زوجي”. جهاد وبعد قضائه 21 عاما في سجون الاحتلال، تحرر عام 2011 خلال صفقة وفاء الأحرار، قبل أن يعاد اعتقاله مجددا عام 2014، وبعد تدهور وضعه الصحي أفرجت سلطات الاحتلال عنه. تبين ايمان أن زوجها جهاد يعاني من مرض “باركنسون”، ما تسبب له بشلل رعاشي، وعدم القدرة على الحركة، إضافة لصعوبة بالتكلم، مشيرة إلى أنه فور تحرره من السجن تدهورت حالته الصحية بشكل كبير ومتسارع. تقول، “زوجي لا يستطيع العمل بتاتا مذ تحرره من السجن (..) قطع الراتب جاء بوقت غير مناسب، فنحن في شهر رمضان ومقبلين على العيد، وطفلينا لديهما الكثير من الاحتياجات”. أسرة المحرر جهاد تعتمد على راتبه في توفير احتياجاتها، إضافة لتوفير العلاج والأدوية اللازمة له، تعلق ايمان، “جهاد يتناول يوميا ثماني حبات من الأدوية، وأدويته غالية جدا، فيحتاج شهريا أدوية يصل قيمتها ألفين شيقل”. على الرغم أن جهاد درس بكالوريس علم اجتماع خلال تواجده في سجون الاحتلال، إلا أن وضعه الصحي يحول دون قدرته على العمل وإعالة أسرته، ما يجعله وأسرته دون دخل يعتمدون عليه بعد قطع راتبه، “21 عاما قضى جهاد في سجون الاحتلال من أجل فلسطين، فهل هذا جزائه بقطع راتبه؟”