نابلس - خاص قدس الإخبارية: المرة الثانية تطأ قدم أحمد أرض مدينة القدس، وكما الزيارة الأولى قبل عام، ها أحمد يصل إلى أحد أبواب المسجد الأقصى، ويردد فرحا "حفظت الطريق من أول مرة ولم أته".
طلت قبة الصخرة الذهبية من خلف الباب مرحبة بأحمد غزال (١٧عاما) كما ترحب دوما بزوارها، ركض صوبها وعلى درجات صحن القبة ألتقط "سلفي" خاص مع معشوقته التي يلتقي بها للمرة الثانية.
هذه المرة تبدو أكثر جمالاً ووضوحاً، ففي المرة الماضية زارها في شهر رمضان حيث كانت تعج الساحة بالمصلين ولم يستطع الهمس لها، جلس قليلاً، التقط المزيد من الصور ونشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل أن يودعها مغادراً، وإلى الأبد.
في طريق الواد الذي يتوسط بلدة القدس القديمة حيث بدأت أولى عمليات الطعن الفدائية خلال انتفاضة القدس على يد الشهيد مهند الحلبي، استل أحمد سكينه فور رؤيته مستوطنين يتجولون في المكان، لينفذ عملية طعن فدائية يصاب بها ثلاثة مستوطنين قبل أن ينسحب مسرعاً.
أحد شهود العيان قال لـ قدس الإخبارية، إن أحمد وبعد تنفيذه عملية الطعن الفدائية ركض صوب مبنى حيث لحق به جنود الاحتلال قبل أن يدوي رصاصهم معلنا تصفيته، فيما يقول آخر، إن أحمد لم يستسلم وواجه جنود الاحتلال بسكينه محاولا طعن المزيد قبل أن يُطلق عليه النار.
في حي رأس العين في مدينة نابلس، تابعت عائلة أبو غزال نبأ تنفيذ عملية طعن فدائية في مدينة القدس، كباقي العائلات الفلسطينية، قبل أن يزف لها الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المنفذ هو نجلها أحمد، فيما لم تتلق أي اتصال رسمي سواء من سلطات الاحتلال أو الجهات الفلسطينية، يؤكد لها نبأ استشهاد أحمد.
أحمد زاهر غزال، هو الابن الثالث بين سبعة أشقاء، خرج باكراً من المدرسة منذ سنوات ليساعد عائلته حيث يعمل كفني في إحدى مختبرات الأسنان في مدينة نابلس.
واصف غزال عم أحمد قال لـ قدس الإخبارية، إن أحمد خرج في ساعات الصباح من المنزل بشكل اعتيادي جداً متوجهاً إلى العمل، دون أن يبلغ نيته التوجه إلى مدينة القدس، "أحمد طيلة حياته لم يخرج من نابلس إلا العام الماضي حين توجه للصلاة في شهر رمضان داخل باحات المسجد الأقصى".
الشهيد أحمد كان قد نشر على صفحته صورة للشهيد سهام نمر والدة الشهيد محمد نمر بعد إعدامها الأسبوع الماضي، واكتفى بتعليق "رحمة الله عليها"، إلا أنه يبدو أن ما كان بقلب أحمد أكبر من كلمات تُكتب، فيما يعلق عمه، "أحمد لم يكن يتحدث ويعلق كثيراً على الأحداث، كان صامتاً وهادئاً". وعن أحمد، يروي واصف أنه كان ملتزماً ونشيطاً في عمله المستمر به منذ أربع سنوات تقريباً، يحرص أن يمنح عائلته الكثير من وقته بعد العمل، "محبوب جداً من قبل العائلة والجيران والأصدقاء، لا يفتعل المشاكل وهو لطيف مع الجميع (..) انصدمنا كلنا بخبر استشهاده".