بيت لحم- خاص قُدس الإخبارية: مجددًا، عاد صوت "باسل الأعرج" إلى الدنيا، ربما ليس عاليًا ولا واضحًا بعد، كما عهدنا الباسل المستفسر، إلّا أن اسم باسل الأعرج بات يتردد مرّة أخرى في بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم، جنوب الضفة المحتلة.
ففي الخامس والعشرين من آذار، رُزق السيد كمال الفواغرة من بلدة الخضر، بمولوده الخامس، والثالث من الذكور، ليقرر أن يطلق عليه اسم "باسل الأعرج" تيمنًا بالشهيد الأعرج ومحاربة لظاهرة النسيان وتخليدًا لسيرة مناضل استثنائي، بحسب وصفه.
يقول والد الطفل باسل، "أودّ أن يدوم ذكر باسل الأعرج إلى أطول فترة ممكنة، ولعل هذا الطفل يحمل من ثقافة وبطولة باسل الشهيد، ولو شيء يسير، في الوقت الذي يتفنن فيه الاحتلال بجعل الفلسطينيين ينسون كل فاجعة بفاجعة أكبر، حيث يطغى الحديث على القديم ويتم نسيانه مع مرور الأيام حتى برغم قيمته الكبيرة وعظمته.
ويضيف الفواغرة لـ قُدس الإخبارية، "لا بد من تسمية باسل الأعرج، ليس لأنه شهيد فحسب، بل لأنّه كان استثنائيًا ببطولته وفكره وثقافته ووطنيته، والجميع يتمنى لو كان مثله أو يمتلك صفاته، ورأيت أن ينال منّه ابني اسمه راجيًا أن يكون مثله".
وأشار إلى أن قرار تسميته كان بالتوافق مع الأسرة، بما فيهم والدته وأخوته، وكانوا متحمسين وراغبين للاسم، مضيفًا "لم نكن نخطط لاسم معيّن وعندما ولد الطفل قررنا أن نسميه باسل الأعرج".
وحول الشهيد الأعرج، يوضح والد الطفل أنه لم يكنّ يعرفه بشكل شخصي، إلا أنه كان يعرفه من بعيد، عبر الاعلام والأخبار وما يقال عنه حتى استشهاده، وأنّه يرى فيه الجندي المجهول حيث وصفه بـ"ظريف الطول" هذا الزمان، الذي ناضل وقاتل واختفى وتطارد وارتقى شهيدًا.
أما فيما يتعلق بتعرضه للمضايقات حول الاسم، قال الفواغرة، " لا يهمّني إن تضايقت جهات رسميّة أو بعض الناس من التسمية، فمن يحب باسل سيفرح بالتأكيد لاسمه الذي سيبقى يتردد حيًا، وأما العكس فلا يعني أحدًا".
"لن أحاول أن أزرع في طفلي أي فكرة، فلو كبر أمام احتلالٍ ظالم، سيعي بنفسه ضرورة قتاله وحبه للوطن" يقول والد الطفل الفواغرة راجيًا أن يكون ابنه كما باسل الأعرج ببطولته ومقاومته.
وتمنّى والد الطفل باسل الأعرج أن يعلم أهالي الشهيد الأعرج بنبأ التسمية، وأن يسعدوا بأن ابنهم بات رمزًا فلسطينيًا حيًا لا يموت، مضيفًا "ليعلم أبو السعيد وأم السعيد أن ابنهم ابننا جميعًا وأن ذكراه واسمه سيبقى حيًا مهما مرت السنوات".
يشار إلى أن باسل الأعرج هو الثالث من الذكور لوالده، والخامس بالترتيب العددي بين إخوته "محمد، أسيل، ملك، اسماعيل"، الذين كانوا متحمسين للمولود الجديد ولوجود باسل الأعرج في بيتهم.
وارتقى الشهيد باسل الأعرج من قرية الولجة في بيت لحم، في السادس من آذار الحالي، اثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في شقة كان يسكن بها في رام الله بعد شهور على مطاردته.