فلسطين المحتلة - شبكة قدس: قالت وسائل إعلام عبرية، إن حكومة الاحتلال قررت عقد اجتماعاتها، في مخبئ تحت الأرض وفق ما وصفته بـ"ضرورات أمنية"، ونقلها من المكان المعتاد في مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة.
يأتي هذا القرار، في إطار المخاوف الإسرائيلية من الرد الإيراني بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وبعد أكثر من أسبوع، على استهداف حزب الله لمنزل نتنياهو في قيسارية المحتلة، بعددٍ من الطائرات المسيرة، فيما تبنى حزب الله العملية ووصفها بمحاولة اغتيال رئيس وزراء الاحتلال، فضلاً عن عشرات العمليات التي استهدفت المواقع العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، على امتداد فلسطين المحتلة.
وأفاد موقع "واينت" العبري بأن جلسة الحكومة الأسبوعية لن تعقد في مكان ثابت ابتداءً من اليوم. وسبق أن عززت حكومة الاحتلال الإجراءات الأمنية حول بعض الشخصيات ورموز السلطة في الأيام الأخيرة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية" في وقت سابق أن ديوان نتنياهو رفض الإفصاح عن المكان الجديد لانعقاد الجلسة، بحجة أن هذا سيعرّض الوزراء للخطر.
بين انعدام الأمن الشخصي وحرب الاغتيالات
يعكس قرار حكومة الاحتلال، حالة انعدام الأمن الشخصي الذي باتت تعاني منه الشخصيات البارزة في حكومة الاحتلال، من أعلى الهرم وهو رئيس الوزراء، مع التخوف الكبير من العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة في مختلف الجبهات.
وخلال الأسبوع الماضي، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، نقلاً عن مصدر في جهاز الأمن الداخلي "شاباك"، بأنه تم تعزيز الحراسة حول كبار الشخصيات الإسرائيلية، بعد استهداف منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فيما ذكرت عدة وسائل إعلام عبرية، عن تكاليف مالية باهضة، أُنفقت لتوفير الحماية الشخصية لنتنياهو وأفراد عائلته، المكونة من زوجته سارة نتنياهو وابنيه، ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن حماية أسرة نتنياهو كلفت جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" حوالي 31.5 مليون شيكل (ما يعادل نحو 8.5 مليون دولار) خلال الفترة من عام 2018 إلى عام 2023.
وأشارت البيانات إلى أن جهاز "الشاباك" أنفق حوالي 11 مليون شيكل (حوالي 3 ملايين دولار) على حماية أفنير نتنياهو، و10 ملايين شيكل (حوالي 2.775 مليون دولار) على حماية يائير نتنياهو، بالإضافة إلى 10.5 مليون شيكل (تقريبا 2.885 مليون دولار) لحماية سارة نتنياهو.
ولم تشمل البيانات تكاليف حماية وزراء الاحتلال وقادة جيشه، خاصة بعد إعلان شرطة الاحتلال و "الشاباك" مستوطنين تم تجنيدهم من قبل المخابرات الإيرانية لاغتيال شخصية إسرائيلية وارتكاب أعمال تخريب داخل مدن الاحتلال وتجمعاته الاستيطانية.
وقالت الشرطة و”الشاباك”، في بيان مشترك: "تم الكشف عن بنية تحتية لأجهزة المخابرات الإيرانية، التي تعمل على تجنيد مواطنين في إسرائيل".
وفي بيان مشترك للشرطة و "الشاباك" وحسب نتائج التحقيق، وافق أحد المستوطنين على تصفية شخصية إسرائيلية لم يذكر اسمها، وإلقاء قنبلة يدوية على منزل، وعمل بعدها للحصول على أسلحة، بينها بنادق قناصة، ومسدسات وقنابل يدوية، الأمر الذي أدى لزيادة المخاوف الإسرائيلية.
نشوة الاغتيالات وانقلابها على حكومة الاحتلال
فيما سعت حكومة الاحتلال إلى توسيع سياسة الاغتيالات لقادة المقاومة في عدة ساحات، وإبرازها كنجاح استراتيجي في المعركة، باتت قوى المقاومة تقلب المعادلة على الاحتلال وتحاول تصفية قادته.
وعلى مدار الشهور الماضية نجح جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات اغتيال، طالت عدداً من قادة حزب الله على رأسها الأمين العام للحزب الشهيد حسن نصر الله، ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ومن قبله القيادي الشيخ صالح العاروري، ولطالما خرج جيش الاحتلال متفاخراً بعد هذه الاغتيالات، بإمكانه قتل رموز المقاومة في عدة أماكن خارج فلسطين، ليتفاجئ بذات التهديد في عقر كيانه.
وتخلل حالة النشوة، تفاخر بإمكانية أجهز الاستخبارات الإسرائيلية من تجنيدها عملاء في كافة دول العالم العربي والإسلامي، مع استحالة اختراق مجتمع الاحتلال من خلاء العملاء، في حين نجحت إيران بذلك من خلال تجنيدها شبكة من المستوطنين، حملت مهمات اغتيال شخصيات إسرائيلية.
مزاعم "تدمير القوات" وانكسار قاعدة "القتال في أرض العدو"
خلال المرحلة السابقة، وبعد نجاح الاحتلال بارتكاب مجزرتي "البايجر" واللاسلكي في لبنان، واغتيال العديد من قيادة حزب الله العسكرية، روج الاحتلال لدعاية تدمير قوة حزب الله، وإلحاق المخاسر في بنيته التنظيمة وتقويضها، صعد الحزب من عملياته العسكرية، وباتت تحدث ضمن تكتيكٍ عسكري يوقع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال ومستوطنيه، وتكثيف استهداف مستوطنات الاحتلال، وحتى المدن المركزية، كمدينة حيفا المحتلة.
إضافة لعمليات استهداف دقيقة نفذها الحزب، طالت مواقع حيوية لجيش الاحتلال، كمصانع المعدات العسكرية في نهاريا وباقي المناطق، والقواعد الجوية الإسرائيلية كقاعدة ميرون التي يتم استهدافها بشكلٍ مستمر.
وعلى مدار عقود طولية، سعى جيش الاحتلال لتطبيق معادلة "القتال في أرض العدو"، ومفادها تكثيف النيران والعمليات العسكرية داخل منطقة "الخصوم" مع إبعاد القتال عن الكيان الإسرائيلي، فيما كُسرت هذه القاعدة بعد معركة طوفان الأقصى، والنشاط العسكري لحزب الله وباقي قوى المقاومة، من خلال الاستهداف المباشر للعمق الإسرائيلي بعدة وسائل، كالقصف الصاروخي والطائرات المسيرة وحتى من خلال الاختراق الاستخباراتي.
وعودات بإعادة المستوطنين النازحين إلى الشمال ونزوح عائلة نتنياهو معهم
منذ بداية العداون الإسرائيلي على لبنان، أطلق نتنياهو وحكومة الاحتلال وعودات واسعة لسكان المستوطنات الشمالية التي تم ترحيلها جراء عمليات حزب الله، ووضح نتنياهو ذلك بعدة تصريحات التي عكست حالة إصرار تبنها إزاء هذه القضية.
وبعد شهور من العداون والمعارك المستمرة، فشل نتنياهو بالوفاء لمستوطنيه، فيما بات وعائلته بذات الحالة، من خلال نزوحه وعائلته من منزله في قيسارية عقب استهدافه، ليتطور أمر التشرد لحكومته بأكملها التي باتت تعقد اجتماعاتها باماكن سرية.