ما زال طيفا إيلي وشولا كوهين حُلمًا جميلاً يراود الاحتلال في أكبر عمليتي اختراق وتجسس عرفها التاريخ، حين قاما كلاهما باختراق دولتي سوريا ولبنان ونقل معلومات أمنية حساسة.
لم يعلم الاحتلال أن فرحه هذا سينقلب وبالاً عليه، ويأتي يوم تنقلب فيه الموازين، فها هي كوهين تعود من جديد، وتخترق أعتى الأنظمة وأكثرها أماناً وتحصيناً، فتضرب أمنها في مقتل وتسقط أسطورتها الخرافية.
اخترقت كوهين ولكن هذه المرة ليس ايلي ولا شولا بل "أميت كوهين" إحدى الحسناوات الافتراضيات اللواتي تحدثن مع جنود الاحتلال واستطعن إيقاعهم في شباكهن واستدراجهن بطريقة احترافية، والوصول إلى معلومات وبيانات سرية ومواقع وأماكن عسكرية حساسة طالت قيادة أركان الجيش، من خلال اختراق عشرات الهواتف الخلوية لضباط وجنود باستخدام تطبيق سُمي (YC)، فيما أعلن الاحتلال فشله في عملية العقول هذه وأطلق عليها اسم "معركة الصيادين".
خبير أمني في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أوضح أن هذا أخطر تهديد تعرضت له "إسرائيل" ويحتمل أن قاعدة بيانات جيش الاحتلال قد تعرضت لضربة موجعة، واختراق غير مسبوق، قام به عناصر حماس، الذين حصلوا على معلومات حساسة، تمكنهم من التقدم بخطوات في مضمار حرب العقول مع جيش الاحتلال.
تجسس الحسناوات يرمز إلى مدى العقلية الإبداعية التي استطاعت رد ضربات الاحتلال بضربات "كوهين جديدة" أكثر قوة وإيلاما، وقدرة على الوصول الى عمق الكيان وهذه المرة عن طريق رجاله وجنوده، ونجاح المقاومة في هذا المضمار يكشف عن عمل مضني وحثيث بالتطور التكنولوجي الكبير التي وصلت له.
ويبقى السؤال الأهم بعدما استطاعت حسناوات حماس التفوق في عملية العقول هذه، ما حجم الضرر الحاصل وما سرية المعلومة التي تم الحصول عليها؟!