الأسير أنس عبد الكريم محمود جرادات (34 عاماً)، وبعد حرمانه من رؤية والدته لثماني سنوات متواصلة، سمح له أن يلقاها الاسبوع المنصرم ضمن زيارات أهالي الأسرى لسجن مجدو ، لتعيش ما وصفتها بأنها أجمل لحظات مرات عليها بعد أن فقدت الأمل في رؤية ابنها الغالي انس.
والأسير أنس أعتقل بتاريخ 15-10- 2003، وتنقل بين سجون بئر السبع، عسقلان ، شطة ، جلبوع، حتى بقي في سجن مجدو لليوم هذا، وهو من بلدة سيلة الحارثية، غربي مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، وهو من مواليد 12-10-1978.
عن بدايات الاعتقال تقول والدته أنه مرَّ بفترة تحقيق صعبة تجاوزت الاربعة أشهر في البدايات، وكان يضرب عن الطعام في سبيل تحقيق بعض الحقوق التي يجب ومن المفروض قانوناً أن يلتمسها وهو في الاسر، ولكن العقاب له كان يستمر، والزيارات له كانت ترفض منذ البدايات، لما كان يتحلى به من خلق وايمان يجعل ادارة السجن تشمئزّ منه وتعاقبه انتقاماً وبهتانا.
تحدثت مطولاً عن الامل وايمانها بالله الذي يزداد، وتردد : كنت أحلم كثيراً واقول في نفسي: متى يتحقق الحلم..؟، وأدعو في صلاتي أن يطيل في عمري كي أراه، حراً بعيداً عن قضبان السجن، وتنال خطيبته قسطاً من الراحة معه، لينجبو الأبناء والبنات.
عن طول البعد ومنع الزيارات لثماني سنوات تروي والدته أنها كانت تستمع لتفاصيل زيارت اخواته ووالده، إلا أن هذا لم يكن ليكفيها ، فتعاود الدعاء والبكاء سراً وعلانية متوسله الخالق أن يحقق أمنيتها في رؤياه.
الأسير ابن الأسير.. والإنتماء لفلسطين بالوراثة
والد الاسير أنس السيد عبد الكريم جرادات، اعتقل فترة الانتفاضة الاولى عام 1987، لأنه يأبى الظلم ويدافع عن الحق والارض والانسان ، مما جعل شعور الانتماء للارض يزداد في نفس أنس منذ الطفولة.
خطيبته.. والإنتظار إلى الأبد
خطيبة الاسير انس فتاة مؤمنة بالقضية التي من أجلها اعتقل أنس، وهي من بلدة سيلة الحارثية، والأهم أنها تكن الحب لأنس وتفخر به وتتمسك بالوقوف إلى قربه، وتدافع عنه بغض النظر عن تعليقات الناس التي لا تنتهي لكونها مخطوبة لرجلٍ قد لا ينال الحرية، وتزوره كل سنة مرة واحدة، بسبب استمرار إدارة السجون بمعاقبته بمنع الزيارة.
وناشدت والدة الاسير انس القيادات المحلية والعربية و المنظمات الانسانية العالمية انقاذ الاسرى ووضع ملفهم على سُلّم أولويات حقوقنا المسلوبة من قبل الاحتلال، وطالبت أمهات الاسرى و كل الامهات في الوقوف الى جانبهن والدفاع عن الاسرى جميعاً، وسط التخوف على مصير الاسرى المضربين عن الطعام والاسرى المرضى بعد استشهاد ابو حمدية وجرادات.