فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أعادت الذكرى الـ15 لعملية "كاتم الصوت" التي نفذتها خلية من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حينها "رحبعام زئيفي" وهو أرفع شخصية إسرائيلية يقتل على يد المقاومة الفلسطينية، أعادت للأذهان العديد من العمليات النوعية التي نفذتها الجبهة الشعبية على مدار سنين الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
فقد استطاع كوادر الجبهة خلال عقود الصراع مع الاحتلال أن يسطروا بدمائهم صفحات عز وبطولة حفرت في أذهان كل فلسطيني ومحب للقضية الفلسطينية، عمليات أذهلت العدو قبل الصديق، اعتبرتها أجهزة الاحتلال الإسرائيلي من أجرأ العمليات التي واجهتها قوات الاحتلال.
خطف الطائرات
عملية طائرة "إلعال": في 1- 23 تموز 1968 نجح مقاتلون فلسطينيون من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، بقيادة "يوسف الرضيع" و"ليلى خالد"، في تنفيذ أول عملية اختطاف لطائرة إسرائيلية تابعة لشركة طيران "العال" الإسرائيلي، بينما كانت متجهة من العاصمة الإيطالية روما إلى "تل أبيب"، حيث أجبروها على التوجه والهبوط في الجزائر، وعلى متنها أكثر من 100 راكب، وأطلقت "الجبهة" سراح الركاب مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن 37 أسيراً فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية، بينهم أسرى اعتقلوا قبل عام 1967، وذلك بوساطة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
عملية ليلى خالد: في عام 1969 اختطفت مجموعة من "الجبهة الشعبية"، بقيادة "ليلى خالد" طائرة إسرائيلية أخرى، وحطت الطائرة في بريطانيا، لكن عملية الاختطاف فشلت، واستشهد أحد منفذيها، واعتقلت السلطات البريطانية "ليلى خالد"، وبعدها، اختطفت "الجبهة" طائرة بريطانية، وأجرت صفقة تبادل أطلق بموجبها سراح "ليلى خالد".
عمليات الأسر
وفي 5 نيسان من عام 1978 أسرت الجبهة الشعبية - القيادة العامة، الجندي الإسرائيلي "أبراهام عمرام"، وأجرت في 14 آذار 1979عملية تبادل باسم "النورس" بين سلطات الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، أطلقت بموجبها الجبهة، سراح الجندي الإسرائيلي، مقابل الإفراج عن 76 أسيراً من عدة فصائل فلسطينية، بينهم 12 أسيرة فلسطينيّة.
عمليات تفجيرية
وفي 22 حزيران 1968 نفذ مقاومون من الجبهة الشعبية عملية أطلق عليها اسم "عملية الإمباسدور" وهي واحدة من أكثر العمليات جرأة ونوعية, وقد تمت هذه العملية عندما قام اثنان من رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتاريخ 22 حزيران 1968 م بتفجير حقيبة ناسفة داخل فندق الامباسدور مستهدفة غرفة الحاكم العسكري , وقد استشهد أحد الرفاق وأصيب الآخر, والجدير بالذكر هنا أن أعضاء الجبهة الشعبية الذين نفذوا العملية البطولية والجريئة لم تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة.
وفي 18 آب من عام 1968 قامت الجبهة الشعبية بنشاط عسكري مكثف داخل القدس المحتلة مما أدى بالكثيرين لوصف ما حدث بأنه " أسوأ ما شهدته القدس منذ 20 عاما " , وذلك عندما قامت وحدات من الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإلقاء سلسلة من القنابل في مختلف أنحاء مدينة القدس الأمر الذي أدى إلى وقوع العشرات من الإصابات, ونتيجة لضخامة الحدث ومدى مساحته الواسعة وكثرة القنابل التي ألقيت في مدينة القدس في ذلك اليوم فقد عرف بعد ذلك ب "ليلة القنابل".
وفي 14 أيلول قامت الخلايا السرية التابعة للجبهة الشعبية بتفجير 3 شحنات شديدة الانفجار في تل أبيب مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى , وكانت هذه هي المرة الأولى منذ 20 عاما التي تنجح بها المقاومة الفلسطينية بعمل من هذا النوع داخل تل أبيب .
وفي عام 1969 نفذت مجموعتان من الجبهة الشعبية عملية نوعية أخرى أطلق عليها "عملية السوبر سول" الإسرائيلي في القدس المحتلة، وقد وصفتها جهات إسرائيلية بأنها من أقوى وأجرأ العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ففي تعليقها على العملية قالت صحيفة " نيويورك تايمز" ( إن الجبهة الشعبية ألد أعداء إسرائيل واصلبهم , وأن الشعبية المسؤولة عن العمليتين " القدس" و "زيورخ" من اكثر المنظمات الفلسطينية صلابة) , كما أثنت صحيفة " البرافدا " السوفيتية على العملية وقالت ( إن هذه العملية من عمل الوطنيين الذين يدافعون عن حقوقهم للعودة ألي ديارهم ).
وكانت مجموعتان من الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد وضعت شحنات من المتفجرات الموقوتة داخل سوق " السوبر سول" الإسرائيلي في مدينة القدس وقد أدت هذه العملية إلى وقوع العشرات من الإسرائيليين بين قتيل وجريح علاوة عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمكان.
أما الدكتور المؤسس " جورج حبش " فقد قال في تعليقه على العملية ( إننا نريد من إسرائيل أن تعرف بأننا قادرون على الرد على كل هجوم وحشي يتعرض له شعبنا , وأننا لا نقاتل ضد الشعب اليهودي بل نستهدف إسرائيل كبقاء عسكري وسياسي, ونعمل من أجل تدمير إسرائيل عسكريا , ولكننا سنرد على أي عمل وحشي إسرائيلي ضد المدنيين وضد عائلاتنا).
وفي العام نفسه نفذت الجبهة الشعبية العديد من العمليات كان من أبرزها عملية "الجامعة العبرية" في القدس, حيث قامت مجموعة من مقاتلي الجبهة بزرع متفجرات داخل الجامعة والتي أدت إلى سقوط العديد من الإسرائيليين.
وفي ليل 30 و 31 أيار من العام نفسه، قامت الجبهة الشعبية بنسف خط أنابيب نفط " التابلاين" التابع لشركة " أرامكو" الأمريكية في مرتفعات الجولان , وقد تمت عملية النسف قرب القنيطرة السورية.
في العام 1971 هاجمت وحدة بحرية من وحدات الجبهة الشعبية القتالية ناقلة نفط إسرائيلية تسمى "الكورال سي" التي اجتازت باب المندب إلى البحر الأحمر وهي محملة ب65 آلف طن من النفط متجهة إلى ميناء ايلات ليجري ضخ هذا الزيت إلى عسقلان ومنه إلى أوروبا الغربية.
وقد نفذت الهجوم مجموعة مقاتلة مكونة من أربعة عناصر وقد انطلقت من قاعدتها من العقبة مستخدمة القذائف الصاروخية وزورقا بمحركين قويين وقد استمر الاشتباك مدة 12 دقيقة, وقد أصابت القذائف الناقلة بمكانين مختلفين مما أدى إلى إحراق ما تحمله من نفط وتوقفها عن الإبحار.
عملية كاتم الصوت
وفي مثل هذا اليوم من عام 2001 كان الزلزال الذي زلزل أركان الأمن الإسرائيلي ، وشكل ضربة موجعة جداً لأجهزة الأمن الإسرائيلية بكل أفرعها ومستوياتها ، ضربة لم يسبق أن تلقتها حكومة الاحتلال منذ احتلالها لفلسطين.
حيث تمكنت إحدى خلايا الجبهة الشعبية من اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي "رحبعام زئيفي" في فندق (حياة ريجنسي ) في القدس المحتلة، بثلاث رصاصات في رأسه أطلقها عناصر الخلية بواسطة مسدس مزود بكاتم الصوت.
وكان أفراد الخلية قد تمكنوا من استخراج وثائق مزورة واستئجار غرفة في فندق (حياة ريجنسي ) في القدس، الذي يخضع لحراسات وإجراءات أمنية مشددة، وكان الوزير "زئيفي" أحد نزلائه.
وبعد أن حجزوا الغرفة تمكن الرفيق "حمدي قرعان" في صبيحة اليوم التالي من تشخيص "زئيفي" في قاعة الافطار ومن ثم انتظره قرب غرفته في الطابق الثامن، وتولى رفيقه باسل الأسمر التغطية على قرعان فيما كان مجدي الريماوي بانتظارهما في الخارج على أهبة الاستعداد للفرار من المكان.
وحينما اقترب "زئيفي" من غرفته في الساعة السابعة صباحا، ناداه قرعان وما أن التفت الوزير الإسرائيلي حتى بادره قرعان برصاصة في الرأس من مسدس مزود بكاتم للصوت ورصاصتين بالقلب من مسافة قريبة أردته قتيلا، وتمكن أفراد المجموعة من الفرار للضفة الغربية، فيما تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال مجدي الريماوي أحد أفراد المجموعة بعد أيام قلائل من العملية.
واعتبرت هذه العملية ضربة موجعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، لا سيما وأن فندق "حياة ريجنسي" لا يبعد عن قيادة الشرطة الإسرائيلية في القدس وعن معسكر آخر في منطقة رامات اشكول، سوى مئات الأمتار، وأنها ومن الناحية التقنية شكلت قفزة نوعية من حيث العمل العسكري وضربة في العمق لعمل جهاز مخابرات الاحتلال.
وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها والتي استهدفت شخصية إسرائيلية رفيعة على يد فلسطينيين وعرب، فلم يسبق لأي منظمة فلسطينية أو عربية أن قتلت وزيرا إسرائيليا أو قائدا سياسيا إسرائيليا رفيعا بهذا المستوى.