بيت لحم- قُدس الإخبارية: استنكر المطران عطا الله حنا، السبت، التصريحات التي أدلى بها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، بحق المسيحيين الفلسطينيين، في لقاء تلفزيني مع فضائية مصرية.
وأثارت مقابلة الرجوب مع فضائية مصرية، قبل يومين، ردود فعل منددة، بعد أن احتوت على العديد من التصريحات التي اعتبرها البعض بأنها "مسيئة"، مثل تهكمه على المسيحيين، الذي أطلق عليهم وصف "جماعة ميري كريسماس" بعد الحديث عن أنهم صوتوا لحركة حماس في انتخابات 2006.
وأفاد المطران حنا في منشور على صفحته في الفيسبوك "إننا نعرب عن استنكارنا ورفضنا وتنديدنا بهذه التصريحات التي لا تسيء فقط للمسيحيين الفلسطينيين بل تسيء لكل الشعب الفلسطيني الذي تميز دومًا بوحدة أبنائه، كما أن هذه التصريحات غريبة عن ثقافتنا الوطنية".
وأضاف "ونود أن نقول لهذا السياسي الفلسطيني بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا جماعة (ميري كريسمس) بل هم أبناء الكنيسة المسيحية الاولى التي انطلقت رسالتها من فلسطين، ونحن نفتخر بانتمائنا للمسيحية المشرقية الاصيلة التي بزغ نورها في هذه الأرض المقدسة."
وأردف "نحن لسنا جماعة "ميري كريسمس" أي عيد الميلاد بل نحن جماعة من نعيد له عيد الميلاد، أعني السيد المسيح الذي أتى إلى هذا العالم مناديا بقيم السلام والمحبة والاخوة والعدالة بين الناس ، ونقول لمن يجب ان يسمع ويعرف بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا بضاعة مستوردة من الغرب ولم يؤتى بهم من هنا او من هناك".
وتابع "فالحضور المسيحي في فلسطين له تاريخ مجيد وعريق يفتخر به كل أبناء الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين، المسيحيون الفلسطينيون ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة وليسوا من مخلفات أي نوع آخر من أنواع الاستعمار التي عبرت من هذه الديار، فنحن أصيلون في انتماءنا لهذه الأرض، نحن فلسطينيون وننتمي لهذا الشعب المناضل من أجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه".
واستنكر المطران حنا بشدّة تصريحات الرجوب اليت وصفها بـ"المسيئة"، مؤكداً أنها لن تزيد المسيحيين إلا "تمسكا وثباتًا بحضورهم الوطني، وانتمائهم لفلسطين ولقضيتها العادلة"، متمنيًا أن تكون هذه التصريحات "زلة لسان، وغير مقصودة".
واعتبر أن هذه التصريحات لا تتفق ومصلحتنا الوطنية وتسيء لشريحة هامة من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين لهم إسهاماتهم في الحياة الوطنية والثقافية والفكرية والإبداعية والإنسانية"، مضيفًا "هذه الإساءات لا تمثل إلا الأشخاص الذين يقولونها، فهي لا تمثل شعبنا ولا تمثل ثقافتنا الوطنية وهي مسيئة لكل الشعب الفلسطيني لأننا تعودنا في فلسطين ان نكون أسرة واحدة وعائلة واحدة في دفاعنا عن القدس وعن قضية شعبنا الفلسطيني العادلة".
في المقابل، فان حركت فتح حركة فتح ببيت لحم، بيانًا اعتذرت فيه عن تصريحات الرجوب الأخيرة، ودعته إلى "تصويب تصريحاته والاعتذار لأهلنا ولفلسطين".
وأوضحت الحركة في بيانها الذي جاء تحت عنوان "نحن في بيت لحم عائلة واحدة"، أنه "لم يكن بيننا يوما جماعة، ولم يكن المسيحيون طائفة أو فئة أو جماعة بل أصحاب هذه الأرض، شركاء الدم والوحدة والقرار، حاملو راية فلسطين والنضال في كل المراحل"، بحسب البيان
وأضافت، "نقولها بعيداً عن المناكفات السياسية سيبقى الوعي الوطني للمسلمين والمسيحين وبكافة أطياف اللون السياسي صفاً واحداً صامدًا صابرًا في سبيل فلسطين حرة عربية مستقلة".