رام الله - قدس الإخبارية: نظّم نشطاء ومواطنون فلسطينيون، اليوم السبت، مسيرة وجنازة رمزية للمطالبة بإفراج الاحتلال الإسرائيلي عن جثامين الشهداء المحتجزة لديه؛ سواء في ثلاجاته أو في ما يعرف بـ "مقابر الأرقام".
وانطلقت المسيرة التي نظّمتها "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين" في "اليوم الوطني لشهداء مقابر الأرقام" من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمدينة رام الله، وصولا الى خيمة اعتصام الأسرى وسط المدينة.
وتقدم المسيرة الفرقة الموسيقية التابعة لقوى الأمن الفلسطيني وحملة النعوش الرمزية، شارك فيها ممثلون عن الهيئات الرسمية والشعبية والحقوقية، بالإضافة لعشرات المواطنين الفلسطينيين، وعائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال من مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن.
وشدّد المتحدثون خلال الفعالية على ضرورة مواصلة التحرّكات الشعبية والجهود القانونية للضغط على الاحتلال بما يضمن الإفراج عن الجثامين، بالتزامن مع التحرّك في سبيل دعم صمود عائلات الشهداء والوقوف إلى جانبهم ومحاكمة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
بدورها، أوضحت منسقة "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين"، سلوى حمّاد، أن الحملة تأسست عام 2008، بهدف استرداد جميع الشهداء المحتجزة جثامينهم؛ سواء في "مقابر الأرقام" أو في ثلاجات الاحتلال.
وقالت حمّاد خلال حديث مع "قدس برس"، إن الاحتلال يحتجز 249 شهيدا في "مقابر الأرقام"، بالإضافة إلى 14 آخرين محتجزين في ثلاجات الاحتلال، منذ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، أقدمهم الشهيد ثائر ابوغزالة المحتجز منذ الثامن من ذات الشهر.
وأشارت إلى أن هناك 65 فلسطينيا مفقودا لا تعلم عائلاتهم أي معلومة عنهم، وتعمل الحملة على المساعدة للكشف عن مصيرهم، ومعرفة إن كانوا شهداء أو أسرى لدى الاحتلال.
وبيّنت الناشطة حمّاد أن الحملة تعمل على تحقيق أهدافها، من خلال ثلاث مسارات وهي التمثيل القانوني لعائلات الشهداء والمطالبة باسترداد جثامينهم من مقابر وثلاجات الاحتلال، وكذلك الجانب الشعبي ويتمثل في توثيق حالات الشهداء والتواصل مع عائلاتهم.
وأضافت أن الحملة تعمل كذلك على المسار الدولي، من خلال التواصل مع السفارات والهيئات ومؤسسات حقوق الانسان الدولية، ووضعها في صورة الانتهاكات الإسرائيلية، ومطالبتها في لعب دور في هذا الجانب للضغط على الاحتلال وتسليم جثامين الشهداء المحتجزة، والكشف عن مصير المفقودين.
و"مقابر الأرقام" هي مقابر مغلقة عسكريا، تحتجز فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفات شهداء فلسطينيين وعرب، وتتميز شواهد قبورها بأنها عبارة عن لوحات مكتوب عليها أرقام بدلاً من أسماء الشهداء، ويحظر الدخول إلى هذه المقابر سواء من قبل ذويهم أو من قبل مؤسسات حقوق الإنسان، كما تبقى طي الكتمان ولا تنشر أي معلومات شخصية تتعلق بأصحاب تلك القبور.
وبحسب مؤسسات حقوق الإنسان والتي تمكن بعضها من الوصول إلى تلك المقابر ومعاينتها عن بُعد ودون موافقة الاحتلال، بأن السلطات الإسرائيلية تقوم بدفن الشهداء بعيدا عن أي عُرف أو طريقة تراعي بها الأصول الدينية لعملية الدفن؛ فعمق القبر لا يتجاوز الـ 50 سنتميتر ويغطى بالتراب، ما من شأنه أن يؤدي إلى تكشّف الجثمان بمجرد هبوب الرياح؛ فيصبح عرضة للنبش من قبل الحيوانات البرية.
قدس برس