شبكة قدس الإخبارية

ديوان الخياط .. صرح تاريخي دمرته الاشتباكات في نابلس

شذى حمّاد

نابلس - خاص قدس الإخبارية: سواد بسواد بات ديوان الخياط، معالمه لم تعد كما هي، حتى اعتقد أفراد العائلة أنهم ربما تاهوا عنه ودخلوا مكانا غيره، "لا لا ..  أنه ذات السقف الذي يحتضنا منذ مئات السنين بأفراحنا وأتراحنا".

ففي ١٩ آب، ورد العائلة اتصال يفيد أن ديوانها قد أحرق بالكامل، فهرعوا للمكان وكل واحد فيهم يتمنى أن يكون ما ورد مجرد إشاعة كاذبة، أو مزحة ثقيلة الدم ربما من أحد الأفراد يحضر لمفاجأة تجمع العائلة على الفطور يوم الجمعة، يركضون ويركضون محاولين ازالة كل فكرة سوداء تقحم عقولهم.

14054996_673203959503118_3013167420858813060_n

وما أن وصلوا تفاجؤوا بالحقيقة، ديوانهم أحرق بالكامل، الذكريات التي جمعتهم هنا احترقت، صور الأجداد التي كانوا يفتخرون بها أصبحت رمادا، وثائق مهمة جدا أصبحت تذروها الرياح.

سمير الخياط المتحدث باسم العائلة يروي لـ"قدس الإخبارية"، أن ما أن وصل الديوان صباحا كغيره من أبناء العائلة لم يستطيعوا تحمل ما شاهدوا، فما حل بالديوان آلم العائلة كلها.

ويبين سمير أن الديوان الذي يقع في البلدة القديمة في مدينة نابلس، ليس مكانا عاديا، بل هو إرث تاريخي عمره مئات السنوات، تم إشعال النار فيه من قبل مجهولين خلال الاشتباكات التي وقعت بين الأجهزة الأمنية ومسلحين، يوم الجمعة الماضي الموافق ١٩ آب.

14051694_673203996169781_8242510283275966122_n

ويقدر سمير قيمة الممتلكات في الديوان ببضعة آلاف يمكن تعويضها من قبل أفراد العائلة بسهولة، إلا أن الأضرار الحقيقة فألحقت بالمكان التاريخي الذي يحتاج لمبلغ مالي كبير لترميمه كما يحتاج لخبراء مختصين يشرفوا على إعادة إصلاحه للحفاظ على قيمته التاريخية.

ديوان الخياط ليس مجرد مكان تاريخي عريق، بل أحد محطات النضال الفلسطيني، حيث كان مستشفى ميدانيا خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، يستقبل الجرحى المقاومين والفدائيين، حتى اكتشف أمره الاحتلال، وقام بقصفه وتدمير جزء منه تمهيدا لاجتياحه من قبل قواته خلال الانتفاضة الثانية.

إلا أن العائلة قامت ببذل جهودها لترميمه وخاصة أنه يعود للفترة الأيوبية، لتحافظ عليه كمكان خرج العديد من العلماء والشيوخ والمناضلين والشهداء.

14100537_673204326169748_416775272224998063_n

"أنا رجل كبير بالسن، عشت الانتفاضتين وما حل بالديوان آنذاك، إلا أنه لم يكن قاس ومؤلم كاليوم .. فهو حرق ودمر بشكل كامل حتى طال الدمار التمديدات الأساسية وكل شيء فيه"

وفي بيان رسمي صدر عن عائلة الخياط وعمم على وسائل الإعلام المحلية، طالبت العائلة  بمحاسبة الجناة، وخاصة أن تدمير الديوان يمثل تدمير للتراث التاريخي للوطن عامةً و لنابلس خاصة.

وأكد سمير على أن العائلة لا تستنجد بأي أحد لترميم ديوانها التاريخي، وإنما تطالب بالبحث عن الجناة ومعاقبتهم بتقديمهم للقضاء العادل.

ورغم مرور عدة أيام على حرق الديوان التاريخي، إلا أنه لم يزر أحد من المسؤولين الديوان ويطلع على ما حل به، كما لم يستجب أيا منهم لنداءات واستغاثة العائلة.