شبكة قدس الإخبارية

الاستعدادات الانتخابية في الخليل.. الفصائل تخطب ود العشائر

ساري جرادات

الخليل - خاص قدس الإخبارية: مع اقتراب انتهاء فترة التسجيل للمرشحين الراغبين بخوض غمار الانتخابات البلدية، بدأت المعركة تلقي بظلالها على الشارع المحلي في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وداخل وخارج الغرف المغلقة يستمر الحديث والجدل بترتيب أو طرح الأسماء لساعات طويلة، والذي أدى في كثير من الأحيان إلى نشوب خلافات تنظيمية في بعض المناطق.

الفصائل والتنظيمات الفلسطينية والعشائر هي محددات العمل الانتخابي في هذه المحافظة التي تصدرت المواجهة مع الاحتلال خلال الانتفاضة الجارية، وقدمت من الشهداء والتضحيات الكثير، ولا زالت أجزاء كبيرة من المحافظة محاصرة بالحواجز والإغلاقات.

وفيما يتعلق بأهالي الخليل، فقد تباينت آراؤهم بخصوص المشاركة الفاعلة في الانتخابات او حتى حضور جلسات النقاش والحوار الخاصة بتحديد أسماء المرشحين وخلفياتهم التنظيمية أو العشائرية وتلبية دعوات العشائر لحضور اجتماعاتها، خاصة وأن الفصائل مجتمعة تمر بأزمة اختيار المرشحين بسبب العديد من الاعتبارات على رأسها العشائرية.

حركة فتح

من جهتها حركة فتح أعلنت في العديد من المواقع موافقتها على تشكيل قوائم مشتركة مع بقية الفصائل، وقال هاني جعارة أمين سر اقليم حركة فتح في شمال الخليل لـ"قدس الاخبارية": "إن هناك أربع مناطق كبيرة تم التوافق على تشكيل قوائم توافق فيها"، مؤكدا على جهوزية حركة فتح للغالبية العظمى من قوائمها، ونوه إلى وجود الصوت العشائري أكثر مما يقال عنه مستقل في بعض المناطق.

وأضاف جعارة، "التزاحم العشائري على البلديات كان أكبر معيق واجهناه خلال تشكيلنا للقوائم، وحاولنا التوفيق والتنظيم بين رؤية الحركة والعشيرة بما ينعكس بالإيجاب على المجالس البلدية، وهناك قبول عال في الشارع الخليلي لقوائم الحركة، كوننا أخدنا بعين الاعتبار العبر من التجارب السابقة".

وأكد جعارة على جهوزية الحركة في كافة مناطق شمال الخليل لخوض الانتخابات المحلية المقبلة، وأن تشكيل قوائم الحركة كان حسب معايير المهنية والكفاءة، وضمت مستقلين يتمتعون بخبرات طويلة في ميدان العمل المجتمعي والنقابي، مشيرا إلى انفتاحهم لكافة الخيارات الوحدوية مع كل المكونات السياسية الفلسطينية.

حركة حماس

النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس سميرة الحلايقة قالت: "إن الانتخابات المحلية التي دعا اليها الرئيس محمود عباس عبر مرسوم رئاسي تحتاج إلى أرضية صالحة ومصالحة مجتمعية وتطبيق بنود المصالحة، وتتطلب وجود ضمانات لحماية المرشحين والمنتخبين، وفي الوقت الذي لم تتوفر به الشروط المذكورة فإن الانتخابات أصبحت وسيلة لتمرير قرارات سياسية".

وتتابع "في الضفة الغربية تحديدا هناك خطر حقيقي يتهدد كل من يترشح عبر قوائم حماس، تمثل بقيام الاحتلال باعتقال منسق حركة حماس في لجنة الانتخابات الشيخ حسين ابو كويك وهذا مؤشر على أن الاحتلال لن يقبل بهذه الانتخابات ولن يحترم نتائجها ولن يعطي اي ضمانات للسلطة والمجتمع الدولي لحماية المشاركين فيها".

وذكرت السيدة حلايقة قيام جهازي المخابرات والأمن الوقائي باعتقال العديد من عناصر الحركة بسبب مشاركتهم في جلسات ونقاشات خاصة بالانتخابات، وطالبت الرئيس عباس بتوفير ضمانات لإجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية، والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين الموجودين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية ".

الجبهة الشعبية

القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر قال في حديث خاص مع مراسلنا: "إن معركة الانتخابات علينا وليس لنا، كوننا لا نعيش الديمقراطية بل نعيش حالة من الرجوع للوراء وعادات القبائل بشكلية جديدة، وغلبت الرؤية السياسية المدعومة من قبل السلطة الوطنية عن المضمون الفعلي للديمقراطية".

وأكد جابر إنهاء مرشحي الجبهة من الحصول على براءات الذمة، وبروز قوائمها في العديد من المناطق واختيار رموزها لخوض الانتخابات وغياب التوافق مع الفصائل، وطالب بضرورة إنهاء الصراع الفئوي الحاصل كونه يضر بالمصلحة الوطنية، مؤكدا على أن "قانون الانتخابات قاصر رغم بعض التعديلات المدخلة عليه".

ومن الجدير ذكره ان جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والجبهة العربية الفلسطينية وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية عقدت اجتماعاً لها في مقر الجبهة العربية الفلسطينية في مدينة الخليل وذلك لمناقشة الانتخابات، واتفق ممثلو هذه الفصائل في محافظتي الخليل وبيت لحم على خوض الانتخابات بقوائم مشتركة في المناطق والمواقع التي قررتها لجنة الانتخابات المركزية لإجراء الانتخابات فيها.

الشباب غاضبون

أما على صعيد الشباب، فتسود حالة من الغضب في أوساطهم، كون العديد من القوائم لم تشملهم أو تمثلهم، حيث ينقسم الشباب بين مؤيد ومعارض للانتخابات وبين من يريد التصويت أو قضاء نهار يوم الانتخابات بالعمل وجلب قوت عياله افضل من المكوث تحت الشمس والتصويت لقوائم غير مقتنعين فيها.

الشاب طاهر عمرو، والذي يعمل في قطاع التجارة قال لمراسلنا حول موضوع الانتخابات: "أنا مع الناس الي بدها تخدم الناس الفقيرة الغلبانة وبدها تعمل تغيير بالبلد، انا ما بدي ادارة بلدية رابطة كل مصالح البلد بمصالحها الشخصية، انا مع ناس كل هدفها تبني مجتمع مش تعزز الانقسام الطبقي".

ويرى الشاب رامي ابو حرب والذي يعمل في مهنة الدقاقة إن وجوده يوم الانتخابات في مكان عمله أفضل من عملية التصويت، ويضيف، "انتخبت مرتين قبل، الدعاية الانتخابية للمرشحين بتخليك تحس انهم بدهم يعملوا جسور وأنفاق، وعلى أرض الواقع إذا بدك كشاف إضاءة بالحارة بدك تستنى على الدور سنة".

وتتباين الآراء وتختلف في صفوف الشباب، لاعتبارات التكرار في أشكال الدعايات الانتخابية مع تغيير في أسماء الشخوص، ولكن الأهم من ذلك أن فئة كبيرة ممن رفضوا الكشف عن هوياتهم قالوا لمراسلنا أنهم يرغبون بالتصوصت لأشخاص مناضلين ضحوا بسنوات أعمارهم لخدمة القضية الوطنية، كون هذه الفئة هي أكثر من وقفت في وجه مخططات الإدارة المدنية وبرامج الاحتلال.

ويوجد في الخليل تحركات مجتمعية مستقلة، تحاول أن تجد لنفسها مكانا في هذا السباق، كما تم تشكيل كوتة نسائية في مدينة دورا، وقوائم محسوبة على حركة فتح لم تلتزم بقرار لجانها التنظيمية في مناطقها بعدم الترشح، وقوائم مستقلة تدعمها حركة حماس وقوائم عشائرية ومناطقية متعدد لم تحسم أمرها بعد.