شبكة قدس الإخبارية

تحليل: هل يفرض "ليبرمان" معادلة جديدة بغزة؟

هيئة التحرير

القدس المحتلة- قُدس الإخبارية (ترجمة خاصة): ذكرت وسائل اعلام إسرائيلية تحليلات عسكرية حول موقف وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان خصاة بعد اطلاق صواريخ من غزة تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع وعملية الرد عليها وتفسير ذلك سياسيًا وأمنيًا.

ونقلت صحيفة هارتس الإسرائيلية عن المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن حكومة حماس وجيش الاحتلال على إدراك تام بالقواعد "غير المكتوبة" والتي وُضعت نتيجةً للحرب الأخيرة على قطاع غزة، فالطرفين يفضلان بقاء الحال على ما هو الآن وتجنب صراعٍ قادم ربما لن يكون في مصلحة أيٍّ منهما.

وفقًا للمحلل الاسرائيلي عاموس هارئيل، فان رد جيش الاحتلال يهدف إلى نقل رسالة رادعة لحكومة حماس من خلال تدمير الممتلكات التكتيكية لجناحها العسكري والتي أقامها على بعد بضعة مئات الأمتار من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، إن ضرب جيش الاحتلال لهذه المواقع يهدف لتدمير وسائل حماس في تعقب وجمع معلومات أنشطة جيش الاحتلال الحدودية.

بالرغم من تكرار رئيس بنيامين نتنياهو في تصاريحه وخطاباته أنه لن يسمح بأن تتعرض حدود "إسرائيل" إلى ضربات الصواريخ، إلا أنه في نفس الوقت يشير إلى عدم نيته بخوض حرب جديدة.

على النقيض، أوضح رئيس وزراء الاحتلال أفيغدور ليبرمان يوم الأحد أن سياسة جيشه قد تغيرت، وأنه من اليوم وصاعدًا سيتم الرد على أي صاروخ يُطلَق من قطاع غزة بردٍ حاسم وقوي من السلاح الجوي "الاسرائيلي".

وقال محللون عسكريون إسرائيليون إن ليبرمان يحاول خط معادلة عسكرية جديدة تؤسس لمرحلة ردع جديدة، عقب سلسلة الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق بقطاع غزة الليلة الماضية.

فيما وصف محلل "هآرتس" العسكري "عاموس هرئيل" ما جرى أمس بمحاولة لإرسال رسالة شديدة اللهجة لحركة حماس مفادها أن عهد ليبرمان الجديد قد بدأ ومعه معادلة ردع جديدة.

وقال "هرئيل" إن الرد جاء شاذًا من حيث عدد الهجمات التي تتم ردًا على صاروخ واحد، إلا أن طبيعة الأماكن المستهدفة جاءت استمراراً لذات السياسة بعدم ضرب أهداف مأهولة وهو ما يشير إلى عدم وجود نية لتصعيد الأوضاع أكثر واقتصار الأمر على رسالة عنيفة لحماس.

وأوضحت وسائل اعلام إسرائيلية، أنه جرى استهداف مناطق بالقطاع بـ50 صاروخًا في هجوم هو الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة صيف عام 2014.

الهدوء مقابل الهدوء

على الجانب الآخر، يرى بعض المحللين أن أفيغدور ليبرمان الآن في مأزق نسبةً إلى منصبه السياسي الجديد كوزير للجيش، والذي لن يسمح له بالالتزام بتهديداته السابقة حينما كان عضوًا في المعارضة ضد قيادات حماس وقطاع غزة.

ونُقل عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن "الهدوء سيقابل بالهدوء، وأنه وعلى الرغم من قوة الرد إلى أن الوجهة العامة تسير نحو التهدئة وليس التصعيد"، مضيفًا "صحيح أن الهجمات كانت غير مسبوقة لكن لا نية لدينا لتصعيد الأوضاع وسيدخل القطاع اليوم 1000 شاحنة بضائع". على حد زعمه.

كما رأى محلل الشئون الفلسطينية بموقع "والا" العبري "آفي زخاروف" أنه لا جديد على سياسة ليبرمان وأن ما حدث زيادة من نفس النوع وليس تغير استراتيجي، مبينًا أن "الأمر لا يبشر بخير بالنسبة لمستوطني غلاف غزة".

وأشار إلى أنه "لا تغيير على السياسة الإسرائيلية القديمة الجديدة إزاء القطاع، وان حماس تابعت بتمعن العرض الصوتي الضوئي الليلة الماضية، وعلمت الهدف الكامن وراء هذا العرض وآثرت عدم الرد لأنها غير معنية بالتصعيد حاليًا".

يشار إلى أن صاروخًا أطلق من قطاع غزة صوب مستوطنة "سديروت" المحاذية شرقًا لقطاع غزة، بينما ردّ الاحتلال بقذائف مدفعية وصاروخية تجاه أهداف للمقاومة وأراضٍ ببيت حانون شمال قطاع غزة.

وكانت سلطات الاحتلال نسبت إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، أمس بكتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري لحركة الجبهة الشعبية، نظرًا لقضية إضراب الأسير بلال كايد عن الطعام لفك أسره، حيث أنه ينتمي للجبهة الشعبية، بينما يتوقع آخرون أن سبب إطلاقها يعود إلى الصراع الداخلي في قطاع غزة بين الفصائل.

وأشارت إلى أن حركة حماس لم تقم منذ الحرب السابقة بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة سوى قذيفة هاون أطلقتها في المنطقة المفتوحة على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، وذلك كردٍ على قيام جيش الاحتلال بنشاطات على الحدود للكشف عن وجود أنفاق، كما أن حركة حماس تسعى إلى منع الفصائل الأخرى من بدء الصراع.