فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية والحكومة ووزارة الداخلية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى منذ ساعات صباح الأحد، فيما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح اليوم باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، احتفاءً بما يسمى ذكرى "14 من آب_خراب الهيكل"، ونشرت شرطة الاحتلال وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في ساحات الأقصى لتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين المقتحمين، كما أغلقت شرطة الاحتلال عددًا من أبواب الأقصى، وهي (القطانين، المطهرة، الحديد، والملك فيصل)، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليها.
من جهتها، حذّرت حركة "حماس"، التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك، واقتحام مئات المستوطنين له بذكرى ما يسمى خراب الهيكل، مؤكدة أن "هذه الجرائم كفيلة بتفجير الوضع كله في حال استمرارها".
ودعت الحركة في بيان لها، الفلسطينيين في القدس والداخل إلى الاستنفار لحماية المسجد الأقصى، مطالبةّ في الوقت نفسه الأطراف الدولية بالتدخل لوقف عدوان الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى.
من جهتها، أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك بذكرى "خراب الهيكل"، داعيةً أبناء شعبنا للرباط في ساحاته لحمايته من الاقتحامات المتكررة.
ووصفت الحركة في بيان وصل لها، عملية الاقتحام بأنها "جريمة جديدة يرتكبها العدو، في ظل صمت عربي إسلامي مطبق، موضحةً أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد الخطير، موضحة أن انتفاضة القدس ستزداد اشتعالًا وتوهجًا بفعل ممارسات الاحتلال واعتداءاته المتكررة على مقدساتنا وأهلنا بالقدس والضفة المحتلتين.
ودعت الحركة أبناء شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتل لتكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى واستمرار الرباط فيه، مضيفة أن المساس بالأقصى اعتداء على عقيدتنا ومقدساتنا وأن شعبنا لن يصمت طويلًا على ذلك.
وحذرت حركة "الأحرار الفلسطينية" بغزة، من مغبة استمرار اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، مؤكدة أنها "استفزازية" ويجب مواجهتها بموقف فصائلي وطني عربي وإسلامي حازم
كما دعت حركة التحرير الوطني "فتح" أبناء شعبنا إلى الدفاع عن الأقصى المبارك، والرباط فيه، أمام استمرار اقتحام المستوطنين لباحاته، تحت حماية جيش الاحتلال.
وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في تصريح صحفي، ان ما يجري في الأقصى بمثابة "جريمة حرب"، واعتداء صارخ على أقدس المقدسات، وامتهان لكرامة الأمة الاسلامية أينما وجدت، واستهتار بحرمة الأماكن المقدسة، ودفع الأمور إلى الانفجار، مطالبًا القادة العرب والمسلمين بالتدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة بحق الأقصى
بدورها، حذرت الحكومة الفلسطينية من تبعات استمرار عدوان الجماعات الاستيطانية على المسجد الأقصى المبارك، الذي يتم تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في تصريح له اليوم الأحد، "إن حكومة الاحتلال تعلم علم اليقين أن العدوان على المسجد الأقصى المبارك هو عدوان على أقدس مقدسات المسلمين، وبالتالي يشكل عدوانا على الامتين العربية والإسلامية، وعدوانا صارخا على الروح الدينية والوطنية لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني، وأن من شأن ذلك أن يدفع إلى مزيد من التوتر ليس في فلسطين فحسب بل في كافة أرجاء المنطقة".
وجدّد المحمود، مطالبة المجتمع الدولي وكافة المؤسسات العالمية ذات الصلة، بسرعة التدخل للجم هذا العدوان على مدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية الذي تغذيه وتشرف عليه حكومة الاحتلال، مضيفًا "أن المساس بالمسجد الأقصى ومنع المصلين من اداء واجباتهم الدينية كما تفعل الحكومة الإسرائيلية، يشكل اعتداء فظيعا على كافة القوانين والنواميس الدينية والأخلاقية التي تكفل لبني البشر حرية العبادة وتمنع المساس بالأماكن الدينية.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، "أن ما تواجهه القدس المحتلة هو إعادة احتلال بالقوة للمسجد الأقصى المبارك كما حدث في العالم 1967، ليس فقط ببعده العسكري، انما التهويدي أيضًا، الأمر الذي يستدعي وأكثر من أي وقت مضى، صحوة عربية واسلامية حقيقية تؤدي إلى مواقف عملية، من شأنها حماية المقدسات والمسجد الأقصى المبارك من تغول المستوطنين المتطرفين، وعمليات تقسيمه زمانيا ومكانيا وتهويده".
وتسود ساحات الأقصى حالة من التوتر الشديد، في ظل الدعوات المكثفة التي أطلقتها منظمات "الهيكل" المزعوم لاقتحام جماعي للمسجد اليوم الأحد، في ذكرى "خراب الهيكل"، مع الاشارة إلى أن انتفاضة العام 1987 والانتفاضة الجارية بدأت شرارتهما بتواصل اعتداءات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى.