ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: قال "غارشون هكوكين" أحد كبار جنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي: "إن إسرائيل لن تقدم حتى على التفكير بإمكانية انفصالها عن الضفة الغربية كما فعلت عام 2005 في قطاع غزة، لأنه مثلما نتج عن الخطوة في غزة زيادة تطور ترسانة حماس العسكرية وما نجم عن ذلك من قدرة حماس على تكوين جيش نظامي مسلح ومدرب، فإن خطوة مشابهو في الضفة ستعني أن العديد من مناطق غوش دان وتل أبيب ومطار بنغوريون ستكون هدفا مفضلا للعديد من المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس، وربما يكون الظرف في الضفة مواتيا أكثر لتصنيع السلاح والصواريخ والمتفجرات أكثر منه في قطاع غزة.
وأضاف "هكوهين" في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه، "بعد مرور 11 عاما على تطبيق خطة الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة عام 2005، يصبح لزاما على "إسرائيل" استخلاص الدروس والعبر خشية تكرار ما فعلته غزة في الضفة الغربية". وأوضح "هكوهين" أن "انسحاب إسرائيل من قطاع غزة سنح لحماس فرصة كبيرة لتمجيد أفكارها التي تؤكد على أن ما أخذ بالدم لا يرد إلا بالدم وأن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لتحرير كل فلسطين، لا عبر التنسيق الأمني وسياسة السلطة الفلسطينية".
واعترف الجنرال بجيش الاحتلال أن رئيس الوزراء "أريئيل شارون" عندما اتخذ قرار الانفصال وما عبر عنه بأنه ضرورة ملحة إنما كان على المدى البعيد سببا لترسيخ قناعات حماس بأن أفكارها بالتحرير يمكن أن تكون واقعا على الأرض وأنه بالفعل فقد اضطرت "إسرائيل" تحت ضغط ضائقتها الأمنية للانسحاب من غزة بفعل المقاومة المسلحة".
وطرح "هكوهين" تساؤلا عما كان يجول في رأس شارون عن أسباب الانسحاب الحقيقية وهل كان شارون يدرك ثمن هذا الانسحاب على المدى البعيد؟، مجيبا بأن هذا الانسحاب أعطى حماس حوافز عديدة فقد تمكنت من تطوير قدراتها العسكرية خصوصا الصواريخ أو قذائف الهاون التي لم يستطع الجدار الفاصل مع غزة منعها من الانطلاق نحو العمق الإسرائيلي، أو تهديد الأنفاق، التي خلقت تحديا معقدا أمام قوة الجيش الإسرائيلي".
كما مكنت تلك الخطوة، بحسب الكاتب، حماس من إنشاء جيش نظامي مسلح بأحدث الأسلحة ومدرب بشكل جدي، يتكون من ألوية وكتائب، ومزود بمنظومات تسليحية فائقة الجودة، تمكن من الصمود لحوالي شهرين أمام الآلة الإسرائيلي التي تكلف "الدولة" مليارات الدولارت".
وختم "هكوهين" مقالته بالقول: "إن مناط نجاح حماس في الضفة وفقا للظروف التي يمكن أن تنتج عن انسحاب إسرائيل منها متعلق بدرجة الأريحية التي من المفروض أن تشعر بها حماس في ذلك الحين، والتي غالبا ما تخلقها الحاضنة الشعبية كما تتمتع حماس في غزة، ويمكن التفكير بصوت عالي والقول إن منطقة الخليل ستكون نواة تلك الانطلاقة المنتظرة من حماس خصوصا وأنها تمتلك فيها قاعدة شعبية منقطعة النظير في حال فقد "إسرائيل" عقلها وقررت الانسحاب من الضفة بشكل أحادي".