جنين – قُدس الإخبارية: تشهد بلدة اليامون قضاء جنين توترا شديدا منذ أيام، على خلفية "قمع" أجهزة أمنية لمحتجين على أزمة الكهرباء، وسط اتهامات للمحتجين بتجاوز القانون، قابلتها اتهامات للأمن باستخدام العنف المفرط، وقد وصلت الأمور ذروتها بإصابة عنصري أمن دهسا من قبل أحد المحتجين، واعتقال وإصابة عدد كبير من سكان البلدة، بينهم نساء وكبار في السن على يد عناصر الأمن.
وبدأت الأزمة في شهر رمضان نتيجة تكرر انقطاع الكهرباء لساعات على فترات متفاوتة في البلدة التي تتلقى الخدمة من شركة كهرباء الشمال، كما تقول مصادر محلية. لكن مصدرا أمنيا يقول إن الأمن قرر وضع حد للاحتجاجات هناك بعد أن وقعت أعمال تخريب وتكسير الأسبوع الماضي لممتلكات شركة الكهرباء، وفي ظل الحملة الأمنية التي أمر بها الرئيس محمود عباس الشهر الماضي.
ويتحدث أهالي اليامون عن اعتقال نحو 30 شخصا يومي الأربعاء والخميس، مازال خمسة منهم معتقلون حتى الآن، فيما تم الإفراج عن البقية بعد التحقيق معهم، إلا أن الأمن ما زال يسلم استدعاءات لبعض سكان البلدة، كان إحداها للطفل سيف منير حوشية، وآخر للجريح المقعد صافي فريحات، وذلك على خلفية الاحتجاجات.
وتقول مصادرنا، إن عناصر الشرطة الخاصة "قمعوا بشكل همجي" المشاركين في الاحتجاجات، كما شنوا اعتقالات واسعة طالت أصحاب محلات تجارية وزبائنها، بل طالت أيضا شابا كان يحلق شعره في أحد محلات الحلاقة بالبلدة.
وتضيف، أن عناصر الشرطة لم يميزوا بين كبير وصغير ورجل وامرأة في أعمال القمع، وأن الاعتقالات تمت بشكل عشوائي بعد دهس شاب لعنصرين بالشرطة خلال الاحتجاج الذي وقعت الخميس، مبينة أن الدهس تم عن طريق الخطأ وبشكل غير مقصود.
وتوضح المصادر أن كلا من توجه إلى مركز الشرطة في البلدة للاستفسار عن ماحدث تعرض للضرب المبرح.
في المقابل، يؤكد مصدر أمني أن تدخل الأمن جاء بعد أن قام شبان بتكسير وتخريب ممتلكات لشركة كهرباء الشمال في البلدة، مشددة على أن دهس الشرطيين تم بشكل مقصود من قبل أحد المحتجين على ملاحقة الأمن لـ"الخارجين عن القانون" في البلدة.
وأوضح المصدر أن الاعتقالات والاستدعاءات تتم بناء على معلومات بتورط من يتم استدعاؤهم في أعمال التخريب، رافضا التعقيب على استدعاء الطفل سيف والمقعد صافي.
من جانبها دعت حركة فتح باليامون الرئيس عباس لتشكيل لجنة تحقيق في "اعتداء" الشرطة الخاصة على الأهالي المحتجين على أزمة الكهرباء في البلدة قبل أيام.
فيما بعثت بلدية اليامون برسالة لمحافظ جنين تحدثت فيها عن ما وصفتها بـ"تصرفات خاطئة" من قبل الشرطة الخاصة، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق لمناقشة تداعيات المشكلة بما يحافظ على السلم الاهلي والوقوف على الاعتداءات غير المبررة من قبل الشرطة الخاصة.