القدس – خاص قدس الإخبارية: يتحدى المقدسيون قرار الصليب الأحمر بتقليص الزيارات لأبنائهم في سجون الاحتلال، لزيارة واحدة، ليتسمروا في زيارتهم أبناءهم الأسرى مرتين في الشهر متحملين العبء المادي وتمادي الاحتلال في مضايقاته.
وكان الصليب الأحمر أصدر قرارا في شهر أيار الماضي، شمل تقليص الزيارات للأسرى في سجون الاحتلال، إلى زيارة واحدة في الشهر بدل زيارتين ابتداء من شهر تموز.
الناطق باسم أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، أن أهالي الضفة الغربية لا يستطيعوا التنسيق لزيارات أبنائهم في سجون الاحتلال لوحدهم، بسبب ما يفصلهم من حواجز ونقاط عسكرية، إلا أن الأمر يبدو أقل صعوبة لأهالي مدينة القدس الذين يستطيعون التحرك دون تصاريح.
ويبين أبو عصب، أن أهالي الأسرى مصرين على تحمل كل ما يرافق الزيارات على أن لا يتركوا أبناءهم يواجهون المحتل وحيدين في سجون الاحتلال.
ويبلغ عدد الأسرى من مدينة القدس في سجون الاحتلال أكثر من (٥٠٠أسير) من بينهم (١١٠) طفلا.
زيارات أهالي مدينة القدس دون الصليب الأحمر، المسؤول عن التنسيق للزيارات ونقل الأهالي إلى السجون على حسابه، جعل إدارة سجون الاحتلال تستفرد بالأهالي وتنكل بهم، وتتعمد المماطلة والتأخير في إدخالهم.
"تدعي إدارة السجن في كل مرة عدم وجود تنسيق للزيارة، وتتعمد إبقاء الأهالي ينتظرون لساعات طويلة قبل إدخالهم لساحة الزيارة" يقول أبو عصب، لافتا إلى أن إدارة سجن نفحة أبقت على أهالي الأسرى في الزيارة الأخيرة لأكثر من أربع ساعات قبل إدخالهم لساحة الزيارة،
وأضاف، أن أهالي يتعرضون لتفتيش مذل ومهين حتى طلبت إدارة السجون مؤخرا من النساء عدم الحضور للزيارة بملابس تحتوي على "سحاب"، ويؤكد على أن قرار الصليب الأحمر هو أعطى الضوء الأخضر للاحتلال ليواصل تعنته ومضايقاته على الأهالي خلال الزيارات.
ويتحمل أهالي الأسرى التكلفة المادية للنقل إلى السجن لزيارة أبناءهم، حيث يصل أجرة نقل الفرد الواحد (٥٠شيقل) إلى أقرب سجن على مدينة القدس، فيما ترتفع القيمة كلما كان السجن أبعد، ما يسبب عبء مادي كبير على أهالي الأسرى والذين معظم من متوسطي الدخل.
قرار الصليب الأحمر بتقليص الزيارات جاء تنازلا عن حقوق الأسرى في سجون الاحتلال، حقوق انتزعوها من خلال إضرابات ونضالات عبر السنوات الماضية، ورغم رفض الأسرى للقرار وإعلان عدد منهم الإضراب عن الطعام، إلا أنه لا يوجد أي حراك شعبي ومؤسساتي ضد قرار الصليب الأحمر.
فيبين أبو عصب، أن حالة السكون في الضفة وعدم التصعيد ضد ما يتخذه الصليب الأحمر من قرارات لا تصب في مصلحة الأسرى، يعني أنه سيمضي التطبيق بالقرار ما سيسبب انقطاع كبير بين الأهالي وأبنائهم الأسرى.