كشف وزير شؤون الأسرى في حكومة رام الله عيسى قراقع عن وجود مساعي لبلورة صفقة يطلق بموجبها سراح الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منذ 8 أشهر سامر العيساوي نهاية شهر أغسطس المقبل، بعفو من الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريز".
وأشار قراقع في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" العربية إلى أن تفاصيل الصفقة تتضمن معاودة محاكمة العيساوي في التاسع من مايو المقبل، على أن تتم إعادة فرض الحكم السابق علية مقابل إصدار عفو مباشر من بيريز، مؤكدا على أن العيساوي يرفض التعاطي مع هذا الطرح ويشترط ضمانات وهي عفو مسبق من بيريز برعاية الصليب الأحمر الدولي، وبعد ذلك يعلن فك إضرابه عن الطعام الذي استمر ما يزيد على 270 يوماً.
وكان مسؤولا في حكومة الاحتلال قد قال في وقت سابق "إن حكومته اقترحت ترحيل العيساوي إلى أوروبا أو إلى دولة عضو في الأمم المتحدة، في محاولة للتوصل إلى حل بشأن قضية احتجازه التي أثارت اهتماماً دوليا واسعا، إلا أن محامي العيساوي قال "إن الأسير رفض الترحيل".
من جهته نفى رئيس الدائرة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولص في اتصال هاتفي بـ"شبكة قدس" ما تحدث به الوزير قراقع قائلا "إنه لا يوجد أي عرض قدمته سلطات الاحتلال أمام الأسير سامر سوى عرض واحد يقضي بإبعاده مدة عشر سنوات خارج القدس _سواء لقطاع غزة او لأية دولة اوروبية او غيرها تقبل باستقباله_ الأمر الذي لا يزال يرفضه الأسير العيساوي.
وأوضح بولص أن الأسير سامر عيساوي حتى وإن كان هناك طرح لمثل هذه الاقتراحات فإنه وحسب درايتي به لن يقبل بمثل هذه الصفقات، وأستطيع ان اقول بحكم اطلاعي على قضية الأسير العيساوي ووقوفي بها بششكل مباشر "أن مثل هذه الاقتراحات غير حقيقية، ولا يوجد لها أي أصل من الصحة".
وأضاف بولص ان "الإسرائيليين قد اتبعوا خلال الأيام الماضية أسلوبا جديدا لا أقول إنه تفاوضيا، بل هو محاولة إسرائيليية لتقييم وتوصيف الوضع الحالي لقضية سامر عيساوي، من خلال إرسال ما يطلق عليه بـ"خبراء التفاوض"، لتبني عليها مواقف مستقبلية في حال أصر العيساوي على موقفه برفض أية صفقة تودي به إلى الإبعاد عن منزله وبلدته في مدينة القدس.
وقال بولص "إن ما تقوم به سلطات الاحتلال عبر هؤلاء الخبراء، خصوصا بعد اصطدامها بموقف الأسير سامر الرافض لأية صفقات تتضمن إبعاده، هو عبارة عن مجسات نبض لتقييم عنصرين مهمين أولهما مدى قناعة سامر بموقفه الحالي، وهل هناك احتمالية لتغيير رأيه في حال توفرت أية عروض أخرى غير العرض الوحيد المقدم له من قبل حكومة الاحتلال، وثانيهما الوقوف على الوضع الصحي لسامر.
وأوضح "إذا التقيا هذان العنصران، فستعيد "إسرائيل" تقييمها للمواقف السابقة التي تلقتها من سامر بإصراره على مواصلة الإضراب حتى وإن وصل به الأمر إلى الشهادة، وستحاول من جديد طرح مقترحات أخرى.
وختم بولص حديثه بالقول "إن ما يرد على لسان المسؤولين من هنا أو هناك من تصريحات، هي مجرد تنبؤات بما يجري في هذه اللقاءات التي يجريها الخبراء مع سامر، إلا ان عدم توفر المعلومات الكافية لديهم عن هذه اللقاءات، من المفترض ان تمنعهم عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات، او البناء على الإشعات التي تخرج يوميا عن الوصول إلى صفقة للإفراج عن الأسير العيساوي، داعيا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة وتحري المعلومات الصحيحة فيما يتعلق بوضع سامر الصحي.