الخليل - قدس الإخبارية: نقلت العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية عن مصادر صحفية إسرائيلية اعتراف مخابرات الاحتلال الإسرائيلي "الشاباك" بأن معلومات استخبارية سلمتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في منطقة الخليل للشاباك أفضت للكشف عن مكان وجود المقاوم محمد الفقيه والذي اغتالته قوات الاحتلال فجر أمس الأربعاء بعد معركة حامية استمرت لأكثر من 7 ساعات اشتبك خلالها مع عشرات الجنود الذين اقتحموا بلدة صوريف في الخليل وحاصروا المنزل الذي كان يقيم فيه وإمطاره بعشرات القذائف الفراغية والرشقات النارية ومن ثم هدمه عليه قبل الإعلان عن استشهاده.
والفقيه تتهمه قوات الاحتلال بالمشاركة في عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عتنائيل" في الخليل قبل حوالي شهر وأسفرت عن مقتل أحد كبار قادة المستوطنين في المنطقة وأصابة 4 آخرين بجراح مختلفة وانسحاب المنفذين.
ومنذ ذلك الحين تطارد قوات الاحتلال الفقيه بشكل مركز في منطقتي دورا وصوريف حيث أعلنت عن اعتقال أحد المنفذين وخلية كان الفقيه وزميله عضوين فيها وتقف خلف العديد من العمليات في كنطقة الخليل.
الأنباء التي تحدثت عن وجود تعاون أمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية والمخابرات الإسرائيلية أحدثت ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث شن العديد من النشطاء هجوما شرسا على السلطة الفلسطينية متهمينها بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي للتخلص من أنوية المقاومة في الضفة، بحجة أنها ستؤدي لتأسيس قاعدة سياسية لحركة حماس في الضفة وبالتالي إضعاف وجود السلطة وتهديد حكمها، بحسب المصادر الصحفية الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد ينقل موقع "المصدر" الإسرائيلي عن مسؤول أمني في السلطة الفلسطينية تعليقه على هذه الاتهامات بالقول: إن العمل النضالي يجب أن يكون ضمن تفاهمات وطنية، وليس ضمن اجندات من شأنها أن تعطي ذرائعَ للاحتلال بالاستمرار في تدليل المستوطنين، ومحاولة إرضائهم بعد كل عملية، إما عبر توسيع مستوطنات أو عبر الإعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية".
وأضاف المصدر الأمني للموقع أن "حماس وعبر تجنيدها للكثيرين وعبر تقديم إغراءات مالية تحاول توريط الشعب الفلسطيني في مواجهة مع الطرف الإسرائيلي، في فترة هو أحوج ما يمكن إليها، للتهرب من المبادرات التي تهدف لإعادته إلى المسار السياسي وفق معايير وضمانات دولية يسعى هو للتملص منها".
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد نقلت تصريحات للشاباك الإسرائيلي نسبتها لإذاعة جيش الاحتلال قال فيها إنه تمكن من تحديد مكان وجود الفقيه بناء على معلومات استخبارية حصل عليها من السلطة الفلسطينية، ونقل تلك المعلومات لغرفة العلميات المشتركة التي تم تشكليها بعد تنفيذ عملية "عتنائيل" بقصد اغتيال الفقيه، حيث حاصرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بطائرتي استطلاع وطائرة مروحية وعدد من الجرافات والآليات العسكرية وأطلقت النيران على المنزل فرد الفقيه بالمثل كما تم استهداف المنزل بقذائف مضادة للدروع ما أدى لاستشهاده.