القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: خطت دولة الاحتلال خطوة جديدة في إطار سعيها لتهويد مدينة القدس المحتلة وإحداث تغيير ديمغرافي فيها، وذلك من خلال مصادقة ما تسمى بـ"لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس، أمس الأربعاء، على خطة لبناء وحدات استيطانية وأبراج تصل إلى 30 طابقا ومتاجر وفنادق.
وسيقام المشروع على طول مسار القطار الخفيف شرقي القدس المحتلة، وذلك تحت شعار "تطوير مدينة القدس". وقد أعلنت اللجنة أنها منحت تسهيلات إضافية لأصحاب الأراضي والفنادق على طول مسار القطار من غربي القدس إلى المستوطنات المقامة على أراضي شرقي القدس، ومنها مستوطنات "التلة الفرنسية" و"راموت" و"بسغات زئيف" و"النيفي يعقوب".
وحسب رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، فإن توسيع حقوق البناء سيضيف آلاف الوحدات السكينة ويوسع المناطق التجارية وصناعة الفنادق في مسار القطار الخفيف.
وقالت "الجزيرة نت" في تقرير أعدته حول القضية ونشرته مساء الخميس، إن مختصين فلسطينيين في شؤون الاستيطان قالوا إنهم ما زالوا في طور جمع المعلومات والتفاصيل حول المشروع الضخم.
ووفقا لتقرير "الجزيرة"، فإن المعلومات المتوفرة تدل على أن المشروع سيشمل بناء وحدات استيطانية غربي القدس لتعزيز الوجود اليهودي في المدينة، ويتضمن إقامة فنادق وأبنية حكومية ومناطق تجارية في الشطر الشرقي من المدينة، وذلك من باب الجديد مرورا بباب العامود ووصولا إلى مستوطنة التلة الفرنسية شمالا.
ونقلت شيرين أبو عاقلة معدة التقرير عن محمد إلياس مستشار رئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان قوله، إن المشروع الاستيطاني يعكس توجه الحكومة الإسرائيلية الرامي إلى خلق أمر واقع يقضي على حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية تكون القدس عاصمتها.
وأضاف، أن المشروع ينسجم مع مخطط استيطاني آخر في القدس المحتلة يقوم على بناء مستوطنة جديدة باسم "غفعات كيدار" قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، بهدف جلب مزيد من المستوطنين وتعزيز الوجود اليهودي في القدس.
ووصلت نسبة السكان العرب في القدس عام 2015 إلى نحو 37% حسب جمعية حقوق المواطن في "إسرائيل"، ويقدر عدد المستوطنين في القسم الشرقي منها بنحو ثلاثمئة وستين ألف مستوطن، وفقا لآخر تقرير صدر مطلع العام الجاري عن معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) ومركز أبحاث الأراضي.
من جهته، أكد مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، أن المشروع الاستيطاني يهدف إلى "إنهاء وجود الخط الأخضر، بحيث يدمج بشكل نهائي القسم الشرقي من المدينة بالقسم الغربي منها، من خلال بناء المزيد من الفنادق والمباني التجارية والمؤسسات الحكومية التي شرعت دولة الاحتلال في إقامتها فعلا في الشطر العربي من المدينة، مما ينهي تطلع الفلسطينيين إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم"، وفق قوله.
وأشار تقرير "الجزيرة نت" إلى أن مختصين يعتبرون المشروع الجديد جزءا من مشروع 2020 التهويدي لمدينة القدس، وهو مشروع قديم جديد يهدف إلى تطويق مدينة القدس بالمستوطنات، وجعلها جاذبة لليهود طاردة للفلسطينيين.