أبوظبي – قُدس الإخبارية (ترجمة نسرين الخطيب): أعلنت السلطات في إمارة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، عن إطلاق نظام للمراقبة يشمل جميع أنحاء الإمارة، يسمى بـ"عين الصقر"، يربط بين آلاف الكاميرات المثبتة في أرجاء المدينة، إضافة لآلاف الكاميرات المثبتة في المباني والمرافق.
ووفقا لما نقل موقع "opendemocracy" الناطق بالإنجليزية، اليوم الأربعاء، فإن بيانا رسميا أصدره موقع "Arabian Business" أوضح أن النظام من شأنه التحكم بالطرقات من خلال رصد المخالفات المرورية أو السلوكية في الإمارة، مثل تلك المتعلقة بالنظافة العامة والتجمعات البشرية في الأماكن غير المخصصة لهم.
وحسب "opendemocracy"، فإن السلطات في أبوظبي لم تكشف حقيقة تطوير نظام "عين الصقر" من قبل شركة ""تكنولوجيا آسيا العالمية"، التي يملكها ماتي كوخافي، وهو رجل أعمال وعميل سابق في المخابرات الإسرائيلية.
وكشف تحقيق أجراه موقع "ميدل إيست آي" في شباط الماضي عن تفاصيل متعلقة بهذا النظام، ومن ضمنها أن شركة رجل الأعمال كوخافي الواقعة في سويسرا، فازت عام 2011 بعقد تبلغ قيمته 600 مليون دولار من أجل تثبيت نظام مراقبة شامل في أبوظبي، موضحا، أن الشركة تستخدم استراتيجية مراقبة شاملة عبر هذا النظام، وتعرف هذه الاستراتيجية بـ"إنترنت الأشياء".
وتعمل هذه الاستراتيجية على مراقبة الناس من خلال معرِّفات فريدة من نوعها، وجمع معلومات هائلة خاصة بتحركات ونشاطات كل فرد بالاعتماد على معدَّات متعددة للمراقبة وجمع البيانات، مثل الكاميرات المركبة في الشوارع والأجهزة الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت.
وقال مصدر مقرب لموقع ميدل إيست آي، إن "كل شخص تحت المراقبة، منذ مغادرته لمنزله وحتى العودة إليه، يتم تسجيل جميع نشاطاته السلوكية والاجتماعية في حياته الخاصة وفي عمله، ثم يتم تحليلها وحفظها."
وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين "إسرائيل" ودولة الإمارات، إلا أن العلاقات بين الدولتين مؤخرًا استمرت بالنمو بهدوء، لكن توجد حساسية تحيط بهذه العلاقات بسبب دعم أبوظبي للنضال الفلسطيني وتأييدها لإقامة دولة فلسطينية، وفق ما يقول موقع "opendemocracy".
وأعلنت القناة الإسرائيلية الثانية في الثاني من كانون ثاني الماضي عن وجود اهتمام "إسرائيلي" بفتح مكتب في أبوظبي، وقد أُعلن عن هذا الخبر بعد إعلان "إسرائيل" عن نيتها فتح تمثيلية لها في مقر "الوكالة العالمية للطاقة المتجددة" بأبوظبي.
ورغم أن الإمارات تمنع غالبا الإسرائيليين من دخول أراضيها، إلا أنها تسمح لكوخافي، وهو العقل المدبر لنظام "عين الصقر"، بالتردد مرارًا وتكرارًا على الإمارات.
ويعيش كوخافي حاليًا في الولايات المتحدة، وقد حقق ثروة كبيرة في سوق العقارات قبل أن يشارك في الأمن الداخلي الأمريكي بعد أحداث الحادي عشر من أيلول لعام 2001 في نيويورك.
وأفادت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" بوجود اتصالات بين كوخافي و"المؤسسة العسكرية الإسرائيلية"، وقيل إنه في العام 2013 كانت شركته تعمل في خمس قارات وتدير عقودا بقيمة 8 مليار دولار.
وبعد إنشاء شركته في عام 2007، حصل كوخافي على أول عقدٍ له مع حكومة أبوظبي في 2008 بقيمة 816 مليون دولار، ووفقًا لتقرير نُشر في العام نفسه في صحيفة الاتحاد، وهي ثاني أكبر صحيفة تصدر باللغة العربية في الإمارات، فقد نص العقد على أن تقوم شركته "بحماية كل المرافق الحيوية في أبو ظبي".
وتم العقد بين شركة كوخافي وشركتين تكنولوجيتين أمريكيتين، ونصَّ على تطوير نظام "عين الصقر" بتكلفة 600 مليون دولار في فبراير من العام 2011.
وعندما تم الإعلان عن المشروع في الصحيفة الإماراتية اليومية "الخليج تايمز"، وُصف البرنامج بأنه يهدف إلى تزويد "وكالات تطبيق القانون المحلية بحلول شاملة ومتكاملة تشمل أنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار الموجودة في نظامٍ واحد يعمل على المراقبة والتحكم."