شبكة قدس الإخبارية

الإعلام الإسرائيلي: تركيا أردوغان أقوى وأكثر احتراما اليوم

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: أجمع المحللون والمراقبون الإسرائيليون في شتى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تركيا بعد الأمس، ليست كتركيا قبل الأمس، فقد خرجت من هذه المحنة ولو كانت سريعة أقوى وأكثر احتراما من قبل شعوب العالم المؤمنون بالحرية والديموقراطية التي حمتها الجماهير التركية بدمها.

وتناول وسائل الإعلام الإسرئايلية ما جرى بالأمس في تركيا باهتمام واضح، فلم تدع أية وسيلة إعلامية إسرائيلية أي جانب في الحدث إلا وتناولته في تغطيتها الإخبارية، وسلطت الضوء عليه في تحليلاتها التي كانت في بداية المحاولة الانقلابية خرقاء وعكست البهجة التي انتابت جميع المستويات الإسرائيلية من الحدث الذي لم يلبث عدة ساعات حتى انمحت صورته من تلك المحطات والصحف.

780370_C

أسباب فشل الانقلاب

موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي علق على فشل الانقلاب بالقول: "الأجواء الاحتفالية في شتى المدن التركية ومئات الآلاف من الناس الذين خرجوا للشوارع ابتهاجا بعودة الأمور لنصابها، ما هي إلا استفتاء شعبي عارم لنهج "رجب طيب أردوغان" الرئيس التركي وحزبه الحاكم، والأعلام التركية التي رفعت في كل شبر في المدن التركية، على نوافذ المنازل، وعلى السيارات المارة، وحتى على شاحنات القمامة والوقود، إنما هي صورة عكست القوة والاحترام في نفس الوقت بأن الشعب التركي في أوقات الرخاء هو نفسه الشعب التركي في أوقات الشدة".

وأشار الموقع إلى أسباب فشل الانقلاب وعدد منها عدم قدرة الانقلابيين على تصفية القائد العام للجيش والجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان" في اللحظة الأولى لمحاولة الانقلاب، بالإضافة للعدد المحدود من المشاركين العسكريين في محاولة الانقلاب، وعدم وجود الدعم الشعبي، بالإضافة للعجز في عملية السيطرة على محطات التلفزة ووسائل الإعلام الاجتماعي.

2186904-18أردوغان زعيم تاريخي

من جهتها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أسفرت عن تغيير نتائج الانتخابات الأخيرة، حيث منحت الرئيس رجب طيب أردوغان مكانة غير مسبوقة بتربعه على عرش زعامة الجمهورية التركية، بعد عدة ساعات من فشل الانقلاب ارتفعت درجات الثقة بأردوغان لمراحل عليا متقدمة وخروج الناس للشوارع التركية في كل مكان هو تعبير عن هذه الشعبية التي حصل عليها أردوغان بعد خروجه منتصرا في هذه الجولة.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان سيعمل من الآن على تدفيع كل من تسول له نفسه بمحاولة اختطاف السلطة منه ثمنا باهظا، كما يقوم من اليوم بتطهير الجيش والمؤسسات التابعة له، فهي فرصته التي لا تعوض بعد منحه الثقة من الشعب الذي حماه وثبته.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الشعبية المتضاعفة لأردوغان لم تأت من فراغ، فهو وطوال عقد من الزمان في تربعه على عرش تركيا، تمكن أردوغان من جعل تركيا أكبر دولة مسلمة ديموقراطية في العالم حتى أصبحت نموذجا يحتذى به، كما انه صان حريات التعبير والاعتقاد ودافع عن العديد من الحقوق، ولم يتأخر ساعة واحدة عن محاولات الانضمام للاتحاد الأوروبي الذي هو حلم يراود شريحة معينة من الشعب التركي، غير انه تمكن من تغيير نظرة الشعب التركي لهذا الحلم من خلال فرض نفسه على أوروبا التي تخلص من تبعيتها وحول بلاده من دولة مدينة إلى دولة دائنة في غضون وقت قياسي، وخلال فترى رئاسته للحكومة التركية سارع أردوغان من عجلة النمو الاقتصادي لبلاده، الأمر الذي جعله في نظر الشعب التركي القائد والمخلص".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن زعماء المعارضة التركية تجندوا لمساعدة "أردوغان" في التغلب على الانقلاب، بمن فيهم زعماء المعارضة العلمانية والحزب الموالي للأكراد.

1876333426رغبة إسرائيلية لم تتحقق

في حين عبر "دان مرغليت" المحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم" عن الشعور الذي راود معظم الإسرائيليين حكاما ومحكومين بارتياحهم وبهجتهم مما ورد من أنباء في تركيا بداية محاولة الانقلاب.

وقال "مرغليت": "إن الضباط الذين نفذوا محاولة الانقلاب الفاشلة لم يبثوا للأتراك شيئا ولم ينجحوا في حشد المعارضين الكثر للرئيس من أجل مساعدتهم".

وأضاف مرغليت أنه "كإسرائيلي يتذكر إردوغان بصورة سيئة، "فمنذ أسطول "مرمرة" (أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة) في العام 2010، تابعت بتأهب التقارير المتواصلة وتساءلت كم أتمنى الإطاحة به".

وتابع "الحماسة كانت ستتعاظم لو أن محاولة الانقلاب حدثت قبل الاتفاق الإسرائيلي – التركي، ولكن ليس الاتفاق فقط هو الذي تسبب باعتدال الرغبة في سقوطه، وإنما بالأساس انعدام اليقين حيال هوية المتآمرين وأهدافهم".