القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: تستعد دولة الاحتلال للبدء بمشروع تهويدي ضخم يستهدف "باب الجديد" في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، تحت مزاعم بـ"تطوير وتحسين المنطقة"، وقد رصدت لذلك 10 ملايين شيكل (أكثر من 2.5 مليون دولار).
ووفقا لصحيفة "كول هعير" الأسبوعية، فإن ما تسمى بـ"سلطة تطوير القدس" وبلدية الاحتلال في القدس، إضافة لوزارتي السياحة وشركة المياه "جيحون"، جميعها ستتعاون من أجل "تطوير الباب الجديد"، حسب تعبيرها.
ويعلق الناشط ضد الاستيطان فخري أبو دياب موضحا، أن العمل في المشروع سيبدأ مع بداية السنة العبرية الجديدة، أي في شهر أيلول المقبل، وسينتهي مع اقتراب نهايتها أواسط عام 2017.
وقال أبو دياب لـ قُدس الإخبارية، إن سلطات الاحتلال ستعمل على تغيير معالم المنطقة بشكل كامل، لتبدو ذات طابع يهودي ولا يوجد أي ملامح للحضارة العربية والإسلامية فيها، وسيشمل ذلك استبدال إسفلت الشوارع بالحجارة، وتغيير أشكال واجهات المنازل في المنطقة، وقد تم تسليم جميع سكانها بلاغا بذلك.
وبين أبو دياب، أن سلطات الاحتلال وضعت في الأيام الأولى بعد شهر رمضان ما تسمى بـ"الكلمات العشر" على باب الجديد باللغة العبرية، ليصبح، حسب اعتقادهم، مكانا مقدسا يبادر اليهود إلى لمسه والتبرك به عند دخولهم منه.
وباب الجديد أقيم في القرن التاسع عشر، إبان سيطرة الدولة العثمانية على المنطقة، ويقع على الحدود بين القسمين الغربي والشرقي لمدينة القدس، وفقا للتقسيم المتعارف عليه للمدينة المحتلة، وهو قريب من باب المغاربة الذي تم تدميره وتهويده بالكامل، ومن باب الخليل الذي تجري عملية تهويده بشكل متسارع، ويدخل منه بشكل أساسي السياح والمستوطنون.
ويرى أبو دياب، أن الاحتلال يستهدف باب الجديد وباب الخليل بعد باب المغاربة، بسبب قرب هذه الأبواب من القسم الغربي للقدس، وبسبب دخول السياح منهما إلى القدس، إذ يريد أن يظهر للعالم أن هذه المنطقة تحمل طابع الحضارة اليهودية ولا تاريخ للعرب أو المسلمين فيها.
وقال ايل جيموبسكي مدير عام "سلطة تطوير القدس" التابعة للاحتلال، إن المشروع يشكل أحد المشاريع المركزية في حوض البلدة القديمة للعام 2016.
و"الحوض المقدس" مشروع أقره بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الحالي، عندما كان يشغل المنصب ذاته في تسعينات القرن الماضي، وكان حينها ارئيل شارون وزيرا للبنية التحتية.
وأشار أبو دياب إلى أن المشروع ينص على تهويد المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، بدءًا من حي الشيخ جراح مرورا ببلدة سلوان وصولا إلى سفوح جبل المكبر، مضيفا أن المشروع يتضمن أكثر من 82 بندا لتنفيذ المخطط التهويدي الكبير هناك.