ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: أجمع عدد من الكتاب والمحللين السياسيين وأحد الأركان الأمنية في دولة الاحتلال على أن القضية الفلسطينية لم تكن في يوم من الأيام تعني للنظام المصري القائم أي شيء يمكن أن يوضع على سلم أولويات مصر فيما يتعلق بالجوار الإقليمي ومحددات العلاقة مع "إسرئيل".
هذه التأكيدات كانت استنتاجات استشفها الإسرائيليون من الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية المصري سامح كري لدولة الاحتلال ولقائه برئيس حكومة الاحتلال، والتي أجمعوا على أنها جاءت برغبة مصرية لامتزاج مصير العلاقات والمصالح المشتركة "الأمنية والسياسية" مع "إسرائيل" في ظل الاتفاق الإسرائيلي المصري، وما تمخضت عنه الجولة الإفريقية لرئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" والتي قد تتكلل بدخول "إسرائيل" في الاتحاد الإفريقي بعضوية مراقب وهو مالا يريح النظام المصري.
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أكدت من جهتها، أن "الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية المصري لإسرائيل ولقاءه مع نتنياهو هي مجرد تعبير علني وعام عن العلاقات الخاصة – ولا سيما التعاون الأمني – التي تقوم في السنتين الأخيرتين بين الدولتين".
وأضافت الصحيفة في مقالة للكاتب والمحلل السياسي "يوسي ملمان"، أن "هذه العلاقات نالت زخما منذ وصل عبد الفتاح السيسي للحكم، فهما تملكان مصالح مشتركة أهمها مكافحة إرهاب داعش، الذي يمس بالاقتصاد المصري وبمداخيله من السياحة؛ وجهود مشتركة لعزل حماس، والرغبة في صد نفوذ ايران في المنطقة".
وزادت الصحيفة أنه "مما سرع في إجراء الزيارة الأولى منذ حوالي 9 سنوات كان الاتفاق الإسرائيلي التركي لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، والزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى أفريقيا".
وأوضحت الصحيفة ان التقديرات الإسرائيلية تشير إلى زيارة شكري الأخيرة ولقاءه بنتنياهو كانت بالتشاور مع العربية السعودية، "راعية" مصر، التي تمنحها مساعدات مالية سخية بمليارات الدولارات، ولولا هذه المساعدة، لتدهور اقتصاد مصر الى الهاوية التي يوجد فيها".
وقال "ميلمان" "إن هذه الزيارة التي كانت ثمرة لسنتين من الاتصالات السرية، رفعت العلاقات الإسرائيلية – المصرية التي تجري في معظمها من تحت الرادار إلى العلن وأمام الجميع".
وأضاف "ميلمان" أنه "من الظاهر للعيان أن مصر تتظاهر أمام الجميع بأنها تنتظر مردودا من هذه الزيارة من "إسرائيل" يتمثل في موافقة معينة من "إسرائيل" لتحريك سياقات سياسية مع السلطة الفلسطينية، وهو ما شدد عليه الوزير شكري في ختام لقائه مع نتنياهو. والزيارة من هذه الناحية هي استمرار لخطاب الرئيس السيسي، الذي طرح فيه فكرة نالت اسم "المبادرة المصرية لعقد مؤتمر سلام إقليمي"، ولكن في الحقيقة أن ما يدركه نتنياهو تماما هو أن المسألة الفلسطينية ليست في مرتبة عالية في جدول الأعمال السياسي والأمني لمصر".
هذه الحقيقة أكد عليها رئيس لجنة الخارجية والأمن بكنيست الاحتلال “آفي ديختر” الذي قال في سياق لقاء إذاعي أمس الاثنين: "إن القضية الفلسطينية لا تعني مصر البتة، والتصريحات الصادرة عنها بحرصها على تسوية تلك القضية مجرد ضريبة كلامية"، واصفا زيارة وزير الخارجية المصري لتل أبيب مؤخرا بـ”البشرى غير الكاملة”.
وأعرب عن استغرابه لعدم قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة “إسرائيل”، وقال: "مع ذلك فإن زيارة شكري مهمة"، لافتا إلى ان توقيتها بعد عيد الفطر السعيد لم يكن محض صدفة.