تناقل نشطاء السوشيال ميديا أخبار انطلاق سفينة المساعدات التركية ليدي ليلى بسخرية ويطالبوا بحصصهم من محتويات السفينة والتي تحمل 11 الف طن من المساعدات الى قطاع غزة، بموجب اتفاق المصالحة الاسرائيلية. والمضحك ان من يتابع وينشر اخبار السفينة سفارة فلسطين في تركيا حيث قالت ان المساعدات على متن السفينة تشمل لعب اطفال، وعلب غذائية، وطحين، وسكر، ورز، وزيت نباتي، وملابس، احذية، حيث شارك سفير فلسطين في تركيا في مراسم توديع السفينة.
الحال الذي يعيشه الفلسطينيين يعبر الفشل الذريع وعن فقدان الثقة وغياب اليقين بنزاهة وشفافية وبقدرة النظام السياسي الفلسطيني ومكوناته السلطة في رام الله وسلطة حماس في غزة، في تقديم نموذج من الحكم الصالح الرشيد وقدرته على الدفاع عن القضية الفلسطينية وحال البؤس الذي يعيشه الناس وتغول الاحتلال والجرائم التي يرتكبها الاحتلال يوميا بحق الفلسطينيين.
الانباء الواردة من المقاطعة في رام الله تقول أن القيادة الفلسطينية تلقت لطمة جديدة بالإضافة للضربات المتتالية وفشلها في الدفاع عن القضية الفلسطينية رغم زعمها تحقيق انجازات سياسية ودبلوماسية، فالأخبار تقول ان القيادة الفلسطينية مستاءة من تقرير الرباعية الدولية المتعلق بالأوضاع في فلسطين، وانه ساوى بين القوة المحتلة وشعب تحت الاحتلال. وان القيادة الفلسطينية ستدرس خياراتها في كيفية التعاطي مع هذا التقرير في اليوميين القادمين من خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح واجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحسب مصادر فلسطينية ان الامر قد يصل إلى اعادة النظر في العلاقات الدولية. خطاب وتصريحات الفشل والتوهان ورد الفعل غير المدروسة والرهان على الوعود والمبادرات الدولية وعرابي التسوية.
وجاء تقرير الرباعية الدولية الذي يساوي بين الضحية والجلاد واتخاذ حكومة اليمين الفاشية بفرض عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين وتعزيز وتعميق الاستيطان في الضفة الغربية فقد صادق رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، على بناء 42 وحدة سكنيّة استيطانيّة جديدة في مستوطنة كريات أربع قرب الخليل المحتلة، وإن الوحدات الاستيطانيّة سيتم بناؤها في المنطقة التي جرت فيها عملية الطعن، الاسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل إسرائيليّة وإصابة أخرى بجروح.
الاسبوع الماضي حذرت في مقال لي حول ما نقلته صحيفة هآرتس عن مسؤولون إسرائيليون وديبلوماسيّون غربيون أنه تم الانتهاء من مسودّة تقرير الرباعية الدوليّة للسلام في الشرق الأوسط المتعلق بجمود عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يقود جهود ديبلوماسيّة كبيرة من أجل “تليين” مسودة التقرير ، ومن أجل المحاولة للتأثير على التقرير، قامت إسرائيل بنقل وثائق مكتوبة وتوجيهات شفهية لمبعوث الرباعية، والتأثير بشكل أكبر من خلال العلاقات المباشرة بين نتنياهو وقادة الدول أعضاء الرباعية.
نتنياهو قام بالاتصال هاتفيًا مع قادة الدول الاوروبية، وأجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتوجه نتنياهو إلى روما والتقى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغيريني، لمناقشة التقرير وتوصياته.
في ظل ذلك وغياب الثقة واليقين في اطراف النظام السياسي وقدرتهم على توزيع المساعدات الانسانية بشكل عادل وتصل للمحتاجين والتعامل مع قضيتنا على انها قضية مساعدات انسانية وليست قضية سياسية، ووهم الانجازات السياسية والدبلوماسية والمقاومة الموحدة. فكيف لنا ونحن في هذه الدوامة أن نعيد الثقة للناس في النظام السياسي الذي يسير من فشل الى فشل أو في قدرته بناء ما دمره الاحتلال، بل كيف لنا أن نرمم ما دمره الانقسام من قيم نبيلة، في ظل حالة ضعف وإضعاف للبنى الاجتماعية المتهالكة والتشوهات الاقتصادية والثقافية الخطيرة ولاسيما وسط الأجيال الشابة والناشئة.