شبكة قدس الإخبارية

فيديو: "الكعك والمعمول".. طقوس العيد المُبهجة

٢١٣

 

هيئة التحرير

غزة-خاص قُدس الإخبارية: ما إن يعلن مفتي الديار رؤية هلال الأول من شوال وحلول العيد حتى تبدأ الروائح الزكيّة تفوح بين أزقة البيوت في غزة وحاراتها، لا سيما رائحة خبز دوائر الكعك والمعمول، فلا شارع يخلو من بيت على الأقل يصنع الكعك ليلة العيد.

السيدة الفلسطينية أم محمد خاطر التي اعتادت تحضير الكعك منذ سنوات، بدأت بتحضير الإناء الذي سـ "تبسُّ" به دقيق السميد المضاف إليه الزبدة السائلة، بينما تبدأ يداها تفركان به مرارًا ليصبح جاهزًا لإضافة الطحين وبعض الإضافات الأخرى كـ"السمسم والبوطش وكلفة الكعك والمحلب والينسون والشومر"

وتقول أم محمد إنها أعدت المكونات مسبقًا واشترت العجوة والمكسرات اللازمة لحشو العجينة قبل خبزها، بينما أوصت كنائنها بأن يتفرّغوا لساعات قليلة حتى يتمكنن من انجاز الكمية المطلوبة قبل ليلة العيد.

وتصنع خاطر من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة كميات كبيرة مناسبة لعائلتها ومهنئيها بعيد الفطر، وتوزّع جزءًا منه على جيرانها وأقرابها، بينما تحتفظ بكمية مناسبة لتبقى لضيوف العيد لاحقًا ولأهل المنزل ليتناوله مع كوب شاي ساخن لأيام بعد العيد

ويقول نجلها نائل، لقد تعودنا على تناول الكعك المصنوع في المنزل كل عام في الأعياد والمناسبات السعيدة، حيث أن مذاقه يختلف تمامًا عن الذي يباع في الأماكن الأخرى، مضيفًا أنه واخوته يفضلونه عن الكعك الجاهز الذي يباع في المخابز الالكترونية، كما هو حال الكثير من الناس.

أما جارتها التي زارتهم خلال عملهم بتحضيرات الكعك، فقالت إنها لم تصنع كعك العيد منزليًا هذا العام، لأنه يأخذ وقتًا ومجهودًا كبيرًا، قائلة لم أستطع تفريغ نفسي لإنجازه وأنا "ايدي لحالي" مستعينة بالمثل القائل " اشتري المنشي ولا تنشي" وهو ما معناه أن يعتمد الناس على الجاهز دون عناء، لتردّ أم محمد "هذه حجة الكسلانات"

كنائنها اللواتي اجتهدن في صناعة الكعك ومعاونتها في تشكيله كما تريد "حبات دائرية متوسطة" لتظل تكرر توصياتها "لا تكبروا يا خالتي خلّوه حلو وحجمه حلو"، ويبقين يتفنن بتشكيله حسب القوالب المزخرفة التي عادة ما تكون خشبية أو بلاستيكية، وقد يستعنّ نادرًا بملقط التشكيل الذي يحتاج لمهارة أكبر.

وتتعدد أشكال الكعك والمعمول كدوائر محشوة بالتمر أو المكسرات، فيما تتعدد أشكاله حسب القوالب، فقد تكون مثلثة أو دائرية أو مزخرفة، وقد أضاف البعض إمكانية حشوها بالحلقوم كنوع من الابتكار، لكن الأصل أن تُحشى بالتمر "العجوة" حسبما توارث صنعه عن الأجداد

أما أم فارس الترك فقالت إن الكعك الفلسطيني يُعد من الحلويات التراثية التي تعودنا على صنعه وتوارث طريقته من الكبار قديمًا، حيث يكمن الفرق بين كعك وآخر في سر صنع العجينة والبهارات الاستثنائية.

وأضافت، للكعك طقوس خاصة، ويرغب الفتيات والرجال بصنعه منزليًا ليس فقط لطيب مذاقه إنما لأجوائه التي تكسب العيد جوًا مميزًا، حيث يقمن أثناء خبز الكعك في الفرن الغازي، بترديد أغانٍ حفظتها أيام طفولتها، وتعود بذاكرتها للوراء لترديد أغانٍ قديمة كانت ترافق جو فريق العمل الذي يعكف على صنع هذا الكعك.

وبالعودة إلى أم محمد التي اعتبرت تجهيز كعك العيد واجبُ سنوي، "مضيفة أنه يُدخل الفرحة على عائلتنا المكونة من ثماني أفراد، عدا عن تناقل هذه العادة لأولادي وزوجاتهم لتصبح راسخة فيهم في الأعياد وغيره من المناسبات

بعد الانتهاء من خبز صواني الكعك، يتم رشه بذرات السكر المطحون لإكسابه مظهرًا جذابًا يُعجب الصغير والكبير ويدفعهم لتجربته، بينما تتنافس النساء في الاستحواذ على لقب "أطيب مذاق" بعدما يقوم الرجال بجولتهم على البيوت يوم العيد.

ويعتبر كعك العيد من العادات التراثية لدى الكثير من العائلات الفلسطينية، وتعمد تلك العائلات على صنع كميات كبيرة من كعك العيد وجعله طبقًا أساسيًا في عيد الفطر وغيرها من المناسبات السعيدة.

صحيًا.. هل يُعد الكعك مضرًا أم مفيدًا؟

ويحتوي المعمول بحسب أخصائيو تغذية، على مقدار معتبر من السعرات الحرارية، وهذا نتيجة احتوائه على الدقيق والتمر، وهما من الكربوهيدرات، والسمن والمكسرات وهي من الدهون، لذلك فإن القطعة الواحدة التي تزن أربعين غراما مثلا قد تحتوي من السعرات الحرارية ما بين مائة و190 سعرا، اعتمادا على كمية السمن والحشوة التي فيها ونوعها.

وهذا يعني أن تناول بضع حبات من المعمول قد يعادل أكلك لوجبة كاملة خاصة إذا كان المعمول دسما للغاية. وإذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السكري أو ارتفاع الكوليسترول فعليك الانتباه جيدا إلى ما تتناوله من المعمول والكليجة والكحك.

وقد يكون عمل الكعك في المنزل خيارا جيدا إذا كنت تملك الوقت والمعدات اللازمة والمهارة أيضا، إذ سيكون بإمكانك التحكم في محتويات الكعك وبالتالي قد تضيف كمية أقل من السمن للحصول على محتوى أقل نسبيا من السعرات الحرارية.

أما في الخارج وعندما تزور أصدقاءك فلا تأكل كل ما يقدم لك من الكعك، إذ قد لا يكون لذيذا أصلا وبالتالي فأنت تخزن سعرات حرارية ولكن من دون التلذذ بطعم الكعك. اعتذر من مضيفك برفق، وإذا أصر فربما سيكون من الأنسب أن تأخذ الكعك ثم تعطيه لمن لا يضره تناوله أو يستسيغ طعمه.

https://www.facebook.com/sharekquds/posts/1036942643049837