ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: وضعت عملية الخليل التي نفذها شابان فلسطينيان يوم الجمعة الماضي وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" في وضع سياسي واجتماعي حرج.
فعلى مواقع التواصل الاجتماعي وجه نشطاء إسرائيليون انتقادات لليبرمان بعد نشر صور له مع عدد من الحسناوات خلال حفل لعيد ميلاد أحد رجال الأعمال الإسرائيليين بعد عملية إطلاق النار في مستوطنة "عتنائيل" في الخليل أول أمس بساعتين، متهمينه بالاستهتار واللامسؤولية.
وانطلق الاحتفال بعد ساعتين من العملية المسلحة التي أدت إلى مقتل أحد كبار قادة المستوطنين في منطقة الخليل وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة.
وأوضح موقع “والا" الإخباري الإسرائيلي أن ليبرمان كان يشارك في عيد ميلاد صديق له يبلغ من العمر 70 عاما، وطلبت منه سيدتان من العائلة الحضور والتقاط صورة تذكارية برفقته.
وأكد الموقع على أن حالة من الغضب انتابت الإسرائيليين بعد نشر الصورة، وعلق أحدهم "الآن فهمت لماذا الكابنيت سيجتمع غدا (أي السبت)، لا شيء مهم بالنسبة لهم حتى لو احترقنا جميعا".
وعلقت إحدى المستوطنات على الصورة بالقول: "يحاولن جعل معالي وزير الدفاع الذي ليس من الواضح ماذا يفعل في هذا المكان المحترم ثملا عبر تقديم الشراب له".
وعلى المستوى السياسي واجه ليبرمان العديد من الانتقادات كلها يصب في موضوع فشل الأجهزة الأمنية في التصدي ومنع عملية الخليل التي قتل فيها أحد كبار المستوطنين في منطقة الخليل، وأصيب 3 آخرين بجراح بالغة، وعدم تقديم ليبرمان أي شيء منذ توليه منصبه الجديد في وزار الجيش إزاء الانتفاضة الجارية.
وقال وزير التعليم بحكومة الاحتلال "نفتالي بينيت" إن "القرارات التي تقدم بها وزير الجيش أفيغدور ليبرمان خلال جلسة المجلس الأمني المصغر وأقرت فجر اليوم الأحد هي قرارات قديمة، اتخذت قبل عام ونصف، ولم تثمر عن شيء".
وأضاف بينيت في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "القرارات على أرض الواقع والتي يقوم بها الجيش الإسرائيلي لا تكفي وهي متأخرة جدا"، لافتا إلى أن منفذي العمليات لم يتم ردعهم، وهم لا يخافون من قرارات من هذا القبيل".
وتابع بينيت، "هناك على أرض الواقع عمليات تتطلب من الجيش القيام على إثرها بعمليات مشددة ضد سكان الضفة الغربية".
من جهته أمر وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" قادة جيش الاحتلال بالامتناع عن الرد على الأسئلة التي يوجهها وزير التعليم "بينيت" كما طلب من بينيت عدم توجيه أية أسئلة لقادة الجيش.
وأوضحت القناة الثانية الإسرائيلية أن مواجهة غير عادية حصلت بين بينيت وليبرمان خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد أمس السبت، حيث طلب بينيت من ضباط جيش الاحتلال إجابات عن العديد من الأسئلة التي تنطوي على انتقاد، وعند مرحلة معينة، أوعز ليبرمان لضباط الجيش بعدم الرد على أسئلة بينيت.
من جهته قال المحلل العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية دان مرغليت: "إن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان قطع على نفسه وعودا عشية توليه منصبه الجديد بالقضاء على الارهاب، ولكن ربما غفل ليبرمان أن هذه الوعود مستحيلة المنال، في ظل طبيعة الحال والأجواء التي تحيط بالعملية قبل تنفيذها وبعد وقوعها".
وأضاف الكاتب في مقالة نشرتها الصحيفة اليوم الأحد: "الإرهاب الفلسطيني لا يمكن القضاء عليه، ولكن بإمكان أجهزة إسرائيل الأمنية خفض مستوى حرارة الهبة الحالية لفترة طويلة، فالعمليات الفلسطينية مثل المرض المزمن، وعندما يتعلق الأمر بالوسائل العسكرية من الممكن خفض درجة تأثير هذه العمليات، ولكن في فترة ما نصل لمرحلة لا يمكن الشفاء من هذه العمليات بشكل نهائي.
وأكد مرغليت على أنه "وبعد كل عملية تضرب "إسرائيل" تخرج تصريحات من أقطاب الحكومة الملتزمين ترفع شقف الآمال لدى الإسرائيليين، ولكن سرعان ما تأتي عملية واحدة فلسطينية وتصيب الإسرائيليين بخيبة أمل، كما حدث في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، الأمر الذي يفقدنا الشعور بالحياة الطبيعية".